عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2008-01-01, 2:28 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي في مطلع العام الهجري.. جددي حياتك بالتخطيط
في مطلع العام الهجري.. جددي حياتك بالتخطيط
بقلم : أمل خيري

عندما تتطلعين إلى الورقات القليلة المتبقية من التقويم الهجري والتي تُنبئ عن عام هجري مضى وعام آخر يسارع باللحاق به حينها تدركين أنك اقتربت أكثر من موعد ملاقاة الله، فتتذكرين أن حياتنا ما هي إلا مجموعة أوراق تتساقط الواحدة تلو الأخرى حتى لا يتبقَّى منها ورقةٌ واحدةٌ.
فماذا أعددتِ لنفسِكِ في مطلع عام هجري جديد؟! هل جلستِ ساعةً مع نفسك جلسةَ صدقٍ ومصارحةٍ ومكاشفةٍ، تسألين نفسك كيف كان حالي مع الله؟ مع نفسي؟ مع أسرتي؟ مع جيراني؟ مع مجتمعي؟ كم مرة صليت الصلاة في حينها؟ كم مرة قمت الليل؟ كم مرة ختمت القرآن؟ كم سورة حفظت؟ كم كتابًا طالعت؟!





ربما لا تسعفك الذاكرة!!

قد تسألين نفسك: هل حققت أهدافي وما كنت أطمح إليه؟!

فتفاجَئين بأنك لم تضعي لنفسكِ هدفًا أو أنك ربما وضعتيه ولكن لم تستطيعي أن تحقِّقي شيئًا منه.

أتدرين لماذا؟! لأنك لم تخططي لنفسك منذ بداية العام.

ولأنه لا فائدةَ من البكاء على اللبن المسكوب اعقدي العزمَ الآن على أن تبدئي عامَكِ الجديد بطفرة في حياتك، وبنفس مشرقة مقبلة على الله؛ لتضعي لنفسك خطةً شاملةً، محدَّدةَ الأهداف والوسائل، موزعةً على الأيام والشهور، وتعلَّمي من نبيك أعظم دروس التخطيط.



جهد بشري ونصر من الله

فتأمَّلي هجرة الحبيب المصطفى.. لقد كان الله تعالى قادرًا على أن يهاجر بنبيه الكريم في لَمْح البصر بالبراق، كما حدث في ليلة الإسراء والمعراج، ومع أن النبي يوم هجرته كان أحوجَ إلى البراق؛ لأن القوم يتربَّصون به ويستعدون للفتك به إلا أن إرادة الله أن يظهر الجهد البشري خلال الهجرة، كرسالة لجميع البشر أن عناية الله ونصره لا تغني عن الأخذ بالأسباب.



ولقد بلغ الجَهد البشري برسولنا الكريم الذروةَ في التخطيط للهجرة مما نستطيع معه القول أن الرسول الحبيب- صلى الله عليه وسلم- هو رائد التخطيط المؤيد بنصر الله.



سارعي بإحضار ورقة وقلم واستعدِّي:

تحديد الأهداف





احرصي أن تكون الأهداف محددةً وقابلةً للتنفيذ، ولا تضعي لنفسك أهدافًا مستحيلةَ التحقيق؛ حتى لا تصابي باليأس وتشعري بالإحباط، فهذا النبي الكريم وضع لنفسه أهدافًا محددةً من الهجرة، وهي:

- إيجاد أرضٍ بديلةٍ للدعوة لكي تنعم بالأمن والاستقرار.

- الانتقال بالرسالة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة.

- تكثير الأنصار وإيجاد رأي عام مؤيد للدعوة.

- استكمال الهيكل التنظيمي للدعوة.

فماذا وضعتِ لنفسِكِ من أهداف هذا العام؟!



حدِّدي وسائل التنفيذ

قومي بتجهيز وتهيئة كلِّ الوسائل التي تُعينك على تحقيق أهدافك، ولا تتركي الأمور تسير بعشوائية، ولا تقولي: إن الوقت ما زال مبكرًا، فقد أعد سيدنا أبو بكر الصديق بعيرَين للركوب وبَقِيا عنده 4 أشهر (وعلف راحلتين كانتا عنده ورقَ السمر أربعة أشهر) وهذا غاية الاستعداد والتجهيز.



رتِّبي أولوياتك

لا شكَّ أن أولويات كل مرحلة ومتطلباتها تختلف عن الأخرى، فالطالبة غير الزوجة غير الأم، فلا بدَّ أن تحدِّدي أولوياتك وترتِّبيها، وتبدأي بالأهم فالمهم، وتعلَّمي من نبيِّكِ ترتيبَ أولويات المرحلة، فاحتياجات المسلمين في العهد المكِّيّ تختلف عن احتياجاتهم في العهد المدني.



اختيار الرفيق

حاولي أن تختاري رفيقاتك بعناية؛ لأنه كما يقولون "الصاحب ساحب" وفي الحديث الشريف: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل" فاحرصي على حسن اختيار الصديقة التي تعينك على طاعة الله.



فقد حرص الرسول الكريم على اختيار الرفيق، فمنذ أن فاتح الرسولُ أبا بكر الصديق برغبته في الهجرة أشار الرسول له بقوله: "على رِسلك؛ فإني أرجو أن يؤذن لي".