لرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم
إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ))
جف القلم ، رفعت الصحف ، قضي الأمر ، كتبت المقادير ،
.. (( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )) ..
ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك .
إن هذه العقيده إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك
صارت البليه عطيه ، والمحنه منحه ، وكل الوقائع جوائز وأوسمه
.. (( ومن يرد الله به خيرا يصب منه )) ..
فلا يصيبك قلق من مرض أو موت قريب ،
أو خسارة ماليه ، أو إحتراق بيت ، فإن الباري قد قدر ،
والقضاء قد حل ، والإختيار هكذا ، والخيره لله ،
والأجر حصل ، والذنب كُفِّر .
فهنيئاً لأهل المصائب صبرهم ورضاهم
عن الآخذ .. المعطي .. القابض .. الباسط
.. (( لا يُسألُ عمَّا يفعل وهم يُسألون )) ..
ولن تهدأ أعصابك وتسكن نفسك ، وتذهب وساوس صدرك ؛
حتى تؤمن بالقضاء والقدر ، جف القلم بما أنت لاق ،
فلا تذهب نفسك حسرات ،
لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار ،
وحبس الماء أن ينسكب ، ومنع الريح أن تهب ،
وحفظ الزجاج أن ينكسر ، هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك ،
وسوف يقع المقدور ، وينفذ القضاء ، ويحل المكتوب
.. (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) ..
استسلم للقدر قبل أن تطوَّق بجيش السخط والتذمر والعويل ،
اعترف بالقضاء قبل أن يدهمك سيل الندم ،
إذاً فليهدأ بالك إذا فعلت الأسباب ، وبذلت الحيل ،
ثم وقع ما كنت تحذر ، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع ، ولا تقل
.. (( لو أني فعلت كذا .. لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وماشاء فعل )) ..
وصلَّ الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
نقلاً من كتاب .. لا تحزن ..
لفضيله الدكتور .. عائض القرني ..