|
شهيق التعب
لو كانت النظرة سجينة عينيك وتداركت خروجها للبشر..., فأنت سجين عيون البشر... فقلب عليل يعاني الأمر..., وليل طويل يحاكي الأزل, وقرب بعيد بعد الأمل... فأنت الذي كنت سجن الحياه... ولازلت تدعو دعاء الكرب... تعبت وكنت شهيق التعب... فشكوى الصديق تعيد الأمل وشكوى البعيد تزيد البلل... فلو أضحيت تعادي القدر... فأنت كالذي يبغض القبر... فليت الحنين لتلك الديار, يعيد الفؤاد الذي إنكسر... فشوقٌ هناكَ وشوقٌ هنا,ودنيا سعادة ودنيا هدى... فليت صلاح يعود هنا يعيد الذي سلب منا...أذهب حبك جله سدى؟ ووامتشى مع قطرات الندى! فأنت الذي أدخلت إنساً جديد , وأنت الذي شقي لاسعيد...ونور بقلبك بات مطفئاً وداءٌ وحزنٌ ونوماً مسهباً...وليل يعادي الصباح المشرقا... فأنت الذي أصبحت اليوم جريح , وستغدو غداً مريحاً مستريح... بحبك لله أنت الصحيح... فإن كنت بين الأشجار غصناً لقيط... فأنت الذي لوحدك سعيد...وإن كنت تكره كونك فرادىً شريد... فليتك تنادي الخطيب الصديق... وتسأله عن حزنه المستبيد... بكونه مُحِباً مُحَباً حبيب... فأنت في السعادةِ دارُها... وأنت لبيتِ الحكمةِ جارُها... فانظر بقلبٍ وانظر بعين... فأنتَ سائِرٌ بظلمٍ بليل... وإلا فانظُر بعقل خليْ فأنت الذي كسبت حب العليْ ... عظيمٌ ,كريمٌ ,ودودٌ,عليمْ ,رب غفور سميع الدعاء ...يجيب الدعاء من عالي السماء... فهذا الذي يعيد الصفاء... لقلب مريرٍ شديد العداء...فإن كنت أنت من أهل الفجور فحال يبكي دهوراً دهور... فأنت الذي غافل عنه شهور... كتاب منزل من عند الغفور... فعد صادق القلب تائبا... شديد الخشوع , شديد الدعا.....
عنفوانـّ الزهر
توقيع عنفوان الزهر |
|
|