قال بعض الملوك لحكيم من حكمائه:
عِظْني بعِظَة تنفي عني الْخُيَلاء،
وتزهّدني في الدنيا.
قال :
فكَر في خَلْقك، واذْكُر مبدأك ومصيرك،
فإذا فعلت ذلك صَغُرَتْ عندك نفسُك،
وعَظُم بصغرها عندك عَقْلُك !!
فإن العقلَ أنفعهُما لك عِظَماً،
والنفس أَزْينهُما لك صِغَراً؛
قال الملك:
فإن كان شيء يُعِينُ
على الأخلاق المحمودة
فصفتك هذه.
قال:
صفتي دليل، وفَهْمُك محجَّة،
والعلم عليّه، والعمل مَطيّه،
والإخلاص زمامها،
فخُذْ لعقلك بما يزيّنه من العلم،
وللعلم بما يَصُونُه من العمل,
وللعمل بما يحقّقه من الإخلاص،
وأنت أنت !
قال :
صدقت ..