[ السـمْع و الأبصـار و الأفـئدة ]
قال تعالى ( و الله أخرجكم من بطون أمّهـاتكم لا تعلمون شيئاً و جعل لكم السـمْع و الأبصـار و الأفـئدة ) النحل 78
فمصادر المعرفة الإنسانية هي [ السمْع ] + [ الأبصار ] + [ الأفئدة ] ، نلاحظ أنّ [ السمع ] تأتي دائمـاً في القرآن الكريم بصيغة المفرد بينمـا الأبصار بصيغة الجمْع ، و السبب أنّ السمع لا يتوقّف طوال حياة الإنسان ، حتى و لو كان الإنسان نائمـاً ، بينمـا البصر يكون متقطّـعاً ، و يتوقّف عند النوم .
و أوّل و أهمّ مصادر المعرفة و الإيمان بالغيب هو [ السمْع ] ، قال تعالى : ( و أنـا لمّـا سـمعنـا الهدى آمنّـا بـه ) الجن 13 ، و هو وسيلة الفهم الصحيح : ( إنّمـا يستجيب الذين يسمعون ) الأنعام 36
و يأتي [ البصر ] في المرتبة الثانية ، من أجل فهْم العالَم المحيط بنـا .
و يأتي [ الفؤاد ـ مصدر التفكير ] في المرتبة الثالثة ، من أجل الفهم الكامل و التدبّر .
و هذه [ الأقانيم _ الأسس ] الثلاثة ستكون مصدر المسؤولية يوم الحساب : ( إنّ السمْع و البصر و الفؤاد ، كلّ أولائك كان عنه مسؤولاً ) الإسراء 36 .
و الرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم ، في الإسراء و المعراج استخدم هذه الأمور الثلاثة ، فبالنسبة للسمْع : ( فأوحى إلى عبده مـا أوحى ) النجم 10 ، و بالنسبة للبصر : ( لـقد رأى منْ آيات ربه الكبرى ) النجم 18 ، و بالنسبة للفؤاد : ( مـا كذَب الفؤاد مـا رأى ) النجم 11 ، فكان بحقّ سيد الموقنين و مدينة العلْم