الموضوع: قصة آية
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2007-12-04, 12:50 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
--------------------------------------------------------------------------------

القَوْلُ على اللهِ بِلا عِلْم

قال الله تعالى : ((وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ)) ، الحج : 8 .
المشهورُ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ الكريمةِ أنها نزلتْ في النَّضْر بْن الْحَارِثِ من بَني عَبْدِ الدَّار ، وعليه أغلبُ المفسرين ، وَقَدْ قِيلَ : نَزَلَتْ فِيهِ بِضْع عَشْرَةَ آيَة ؛ وذلك أنه أنكرَ البعثَ ، والنُّبوّة ، وكان من قولهِ : " الملائكةُ بَناتُ الله " ، تعالى اللهُ عمّا يقولُ الكافرون عُلوّاً كبيراً ، فهو – أي النَّضْرُ – قد زَعَمَ ما قاله َبِغَيْرِ بَيَان مَعَهُ لِمَا يَقُول وَلا بُرْهَان ، وَبِغَيْرِ كِتَاب مِنَ اللَّه أَتَاهُ لِصِحَّةِ مَا يَقُول ، وَإِنَّمَا يَقُول مَا يَقُول مِنَ الْجَهْل ظَنًّاً مِنْهُ وَحِسْبَانًا ، بِِلا عَقْل صَحِيح ، وَلا نَقْل صَرِيح بَلْ بِمُجَرَّدِ الرَّأْي وَالْهَوَى ، وهذا حالُ الضُّلاّل الجُهَّال المُقَلِّدين في كل زمانٍ ومكانٍ ، فتراهم يَهْرِفون بما لا يَعْرفون ، ويقولون ما لا يَفْقَهون ، فَسَاءَ ما يَصنعونَ .
وَحَريٌ بالمسلمِ أن يَنْأى بنفسه عن القولِ على الله بلا عِلْم يُرشده ويَهديه ؛ فذاك من أعظم المُحَرَّمات ، ولهذا حَذّرنا ربنا – تَقَدَّستْ أسماؤه – بقوله : ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ، مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) ، النَّحل : 116-117 .
اللهمَّ عَلّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا .

شادي السيّد



--------------------------------------------------------------------------------

إلا تنصروه !


قال الله تعالى : ((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) ، التوبة : 40 .
الخطاب في الآية الكريمة لأصحاب النبيّ  ، وهو عامٌ لجميع الأمة ، فالله – سبحانه – ناصر نبيّه  ومُعينه سواء نصره المسلمون أو لا ، كما نصره – جّلّ وعزّ – لمّا أخرجته قريش من وطنه وداره ، وهمّوا بقتله ، فاختفى النبيّ  وأبو بكر  في الغار ، وقد ثبت أنَّ أبا بكر قال : " يَا رَسُول اللَّه , لَوْ أَنَّ أَحَدهمْ رَفَعَ قَدَمه أَبْصَرَنَا ! فَقَالَ : " يَا أَبَا بَكْر مَا ظَنّك بِاثْنَيْنِ اللَّه ثَالِثهمَا " ، فأنزل الله – تعالى – طمأنينته وسكونه على النبيّ  وعلى صاحبه ، وحفظه بالملائكة ، فلم تصل قريشٌ إليهما . ومن المناسب ها هنا أن أشير إلى أنَّ التحقيق العلميّ في قصة الحمامة والعنكبوت على باب الغار أثناء اختفاء النبيّ  ، وأبي بكر  داخله يؤكّد ضعفها ، وعدم ثبوتها رغم شهرتها الذائعة بين الأنام ، وتداولها حتى بين بعض أهل الاختصاص ، والمجال هنا ليس مجال بسط وتفصيل .
ولئن كان النبيّ  قد قضى نحبه ؛ فإنّ من واجب نُصرته علينا في زماننا : أن نتعلّم سُنّته ، ونعمل بها ، ونُعلّمها لأولادنا ، وننشرها في الناس لتعمّ الرحمة بين العاملين ، وأن نذبّ عن عِرض نبينا  ، وسُنّته ، وأزواجه ، وأصحابه – رضي الله عنهم جميعاً – وأن ننافح وندافع عن أهل السُنّة الذين يُعلّمون الناس الخير ، ونعينهم بكل ما نستطيع ؛ وبذلك نكون قد أدّينا (شيئاً) من واجبنا تُجاه نُصرة النبي  .


شادي السيِّد



--------------------------------------------------------------------------------

بين الخوف والرجاء !


قال الله تعالى : ((وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)) ، المؤمنون : 60.
في الحديث الصحيح أنّ أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها - قَالَتْ : يَا رَسُول اللَّه ! (( والَّذِينَ يَأْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبهمْ وَجِلَة )) ، أَهُوَ الرَّجُل يَزْنِي وَيَسْرِق وَيَشْرَب الْخَمْر ؟! قَالَ : " لا يَا ابْنَة أَبِي بَكْر - أَوْ يَا ابْنَة الصِّدِّيق - وَلَكِنَّهُ الرَّجُل يَصُوم ، وَيُصَلِّي ، وَيَتَصَدَّق , وَيَخَاف أَنْ لا يُقْبَل مِنْهُ " . وفي رواية أخرى : هُوَ الَّذِي يُذْنِب الذَّنْب وَهُوَ وَجِل مِنْهُ ؟! فَقَالَ : " لا , وَلَكِنْ مَنْ يَصُوم وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّق وَهُوَ وَجِل " . قَالَ ابْن عَبَّاس – رضي الله عنهما - : (( يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبهمْ وَجِلَة )) ؛ قَالَ : الْمُؤْمِن يُنْفِق مَاله وَيَتَصَدَّق وَقَلْبه وَجِل أَنَّهُ إِلَى رَبّه رَاجِع .
عَنِ الْحَسَن – رضي الله عنهما - أَنَّهُ كَانَ يَقُول : إِنَّ الْمُؤْمِن جَمَعَ إِحْسَانًا وَشَفَقَة , وَإِنَّ الْمُنَافِق جَمَعَ إِسَاءَة وَأَمْنًا . وعنه أيضاً أنه قال : (( يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبهمْ وَجِلَة )) ، قَالَ : يَعْمَلُونَ مَا عَمِلُوا مِنْ أَعْمَال الْبِرّ , وَهُمْ يَخَافُونَ أَلا يُنَجِّيهِمْ ذَلِكَ مِنْ عَذَاب رَبّهمْ . وهذا شأن المؤمنين المخلصين ؛ فهم يتقرّبون إلى ربهم بصالح العمل ، ومع هذا فَلا يُنَجِّيهِمْ مَا فَعَلُوا مِنْ عَذَاب اللَّه , فَهُمْ خَائِفُونَ مِنَ الْمَرْجِع إِلَى اللَّه لِذَلِكَ ؛ فالمؤمن يعيش بجناحي الخوف والرجاء : يخاف ألا يُقبل عمله ويُردّ عليه ، وفي الوقت نفسه يرجو رحمة الله – تعالى – الذي لا تُفيده طاعتنا ، ولا تضرّه معاصينا سبحانه من إلهٍ غفور رحيم .
اللهم إنّا نرجو مغفرتك وعافيتك وسِترك ، يا مَن وسِعَتْ رحمتك كلّ شيء .


شادي السيّد