الموضوع: صورة وتعليق
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 2007-11-27, 2:28 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
عنوان المجد

أنا لا أريدك للعب = أو للتجمّل والكذبْ
أنا لا أريدك للمنى = أبداً وما هذا يجبْ
لا تجْرِ نحو التا = فهات فإنه عين الشغبْ
لا يخدعنْك سرابُ زيـ = ـف أو ضياء أو صخبْ
ما كلّ بُرقٍ ماطر = ما كل حمراء لهبْ
للمجد جئت وهذه = أمنيتي فخذ السببْ
ولدي أريدك للعلا = والمجد يأتي بالتعبْ
ولدي أريدك تبتغي = للعزّ علياء الشهبْ
فالمجد غالٍ نيله = والعز صعب المجتلبْ
ثمن العلا سيل الدما = والمال يدفع في القربْ
ولدي توسّمت المعا = لي فيك موج يضطربْ
فجبينك الوضّاح مَرْ = فوع يلوح بالغلبْ
ويداك تلتمس الثر = يّا كي تعانقها بحبْ
فانصب خيامك في رحا = ب العزم ولترسي الطنبْ
حَلّق بروحك في السما = واطرح همومك والغضبْ
أنا لا أريدك تحتسي = للذل أكواباً تصبْ
أنا لا أريدك أن تنا = م وتركننّ إلى النسبْ
وَلْتَسْعَ يا ولدي فما = تدري بما خلف الحجبْ
فالسعي يورثك الغنى = عن كل نذل أو خربْ
واجعل همومك واحداً = لا يأخذنك كُلّ شِعبْ
قَرْطِسْ بسهمك إن يكن = غَرَضُ العلا مرمى النشبْ
هاك السلاحَ وبينه = للموت رَبْعٌ منتصبْ
وخُذِ الرماح مجاهداً = والبس دروعك واغتربْ
خلف الشهادة موقناً = أَنّ الطريق بها الكربْ
حَرّر بلادك جاهداً = فالحق يرجع إن طُلبْ
وَرِدْ حياض الموت إن = حوض المعالي قد نضبْ
ولتُمْل للتاريخ أسـ = ـفاراً كباراً تُكْتَتبْ
ولْتُشهد الجوزاء والشمـ = ـس المنيرة والسحبْ
واكتبْ بحبر التعب في = ورق المشقة والنصبْ
بيراع هَمًّ ما إذا = قُرئت يقال هي النخبْ
وهي الدلائل للذي = يسمو إلى قمم الأدبْ
أبنيّ علَّي قد أطلـ = ـت عليك أو زاد الصخبْ
أو قلت قولاً فوق عقلـ = ـك أو يعد من الشغبْ
فاعذر أباك فإنه = بالحب يكتب ما انكتبْ
وإليك آخر نفثة = أنا لا أريدك للعبْ

محمود رزق الله علي – صنعاء




--------------------------------------------------------------------------------




هذا الطفل

يمتّع بالأمنيات النظر = ويستشرف النصر منذ الصغرْ
وترنو إلى العزّ أجفانه = فينساب فوق الجبين الأغرْ
يوحد في جوف محرابه = ويرمي سهامه وقت السحرْ
بكف يداعب آماله = وكف لمقلاعه والحجرْ
ويرسم للجيل درب العلا = ويقرأ فينا وصايا عمرْ
ويضرب للقاعدين المثال = بقول المهيمن فيمن كفرْ
كباسطِ كفيه للماء لا = يرده ويصلى العذاب الأمرْ
ويبرأ إلى الله من قمة = وأكذوبة صاغها مؤتمرْ
سلام وللبغي نار تلظّى = فتحرق أريافنا والحضرْ
فبغداد فيها تجوب المآسي = تدنس جلبابها والثغرْ
وكشمير تشكو إلى الله مما = تعانيه من عابدي البقرْ
وفي أرض أفغان سيل المنايا = جرى مُحْدِثاً في الحنايا مَمَرْ
وقوقاز تجأر من هول خطب = له كل قلب رحيم انكسرْ
ويرقب مسرى الرسول لوانا = وينصت هل ثم ليث زأرْ؟
يطهّره من دنايا اليهود = فقد أحدثوا فيه إحدى الكبرْ
ويصرخ في زمرة اليائسين = من اليأس يا مسلمون الحذرْ
لكم في ثبات الأُولى عبرة = بلالٌ وعَمّارُ وابن النظرْ
وياسين في عصرنا أسوة = فطوبى لمن يقتفون الأثرْ
فيا قوم إن تنكثوا تخذلوا = وإن تخلصوا يستجيب القدرْ
فَجُدْ يا صغيري لنا بالدعاء = وكن في زمان العقوق أَبَرْ
فما الله مخزيك كَلا وربي = ووجه البراءة مثل القمرْ
وحلّق بروحك بين النجوم = إذ الأرض مملوءة بالكدرْ
فما العيش فيها لِحُرّ يطيب = وقردٌ خسيس يقود البشرْ
ولا تحمل الهمّ من خائن = ولا مستكين ولا مَنْ غدرْ
لئن قتلوا الدّرة الغاصبون = ففي الجيل منه ألف الدررْ
سينشأ فيهم صلاح الإباء = ومعتصماً ثم قطز الظفرْ
فيصنع للقدس فتحاً مبيناً = ويقلع جدرانهم والشجرْ
ويطمس آثار كل اليهود = كما يطمس الجدبَ ماءُ المطرْ
فيصدح فيها الأذان جلياً = ويرقص زيتونها بالثمرْ
وفي الأرض للبغي باعٌ ولكن = غدا تائهاً مثخناً يحتضرْ
فمن ذا الذي شاقق الله أو = تجَبّر في أرضه وانتصرْ
فلابد في القدس أن نلتقي = على الحب مهما يطول السفرْ
ونقرأ قي كل أرجائها = (براءةَ) و(النصرَ) أغلى السورْ
وفي روضة الخير يا مهجتي = مع دوحة الشعر يحلو السمرْ
فننشد في عاشقي السلام = لنا سَطّر الدهرُ أحلى الصورْ
بسيفٍ ودرعٍ ورمحٍ مع = شبابٍ تقيًّ يطيل الغررْ
تُدَكُّ حصونٌ وتهوي قلاع = الطغاة وربي بهذا أمرْ
وتبنى المآذن والعدل يسري = فيمحو السرابُ يقين الخبرْ
فقد قالها الله من فوق سبع = طباقٍ أعدوا لخير وشرْ

أحمد علي اللقاحي – رداع



--------------------------------------------------------------------------------




من وحي الطفولة

ربيع طفولتي يختال فخرا = وسر براءتي ينساب عطرا
وأنسام تداعبني بعشق = فأرقص نافثاً في الكون سحرا
وتزهو بي الحياةُ وكيف أبدو = إذا ما صرت بين الروض زهرا
أميل على سرير الملك عزّاً = ولي عرش علا إيوان كسرى
ولي نغم يدغدغ كل قلب = لديه تصبح الأكباد أسرى
ولي كبد يغرد في البراري = تعانقه البلابل والقمارى
ويرتشف الرحيق من الأقاحي = ويسبح في فضاء الله حُرّا
وعذب لحونه في الكون تسري = بذبذبة غدت في النفس خمرا
وأطياف تمرّ مُفردّات = فأعدو خلفها كَرّاً وفَرّا
أيا طيف الطفولة أُبْتَ لمّا = تغشّاني الظلام فكنت بدرا
فما أبهاك حين تطوف ليلاً = فتزداد القلوب هوىً وسكرا
سكنتَ جوانحي وملكتَ أمري = فهل أعطي لمن أهواه أمرا
أناجيه ويسمعني ويدنو = وأرفع راحتيَّ إليه شكرا
يداعبني فيؤنسني ويهدي = إلىّ شعاعه الوضّاء تترى
وانظر نحوه والعين جذلى = تزفّ إلى الطفولة خير بشرى
فأشمخ في الذرى عِزّاً بأنفي = وليس شموخي الرقراق كبرا
بغير طفولتي لا شيء يبدو = جميلاً واللذيذ يبيت مُرّا
بغير طفولتي الدنيا ظلام = وهذا الجو يمسي مكفهّرا
ولتك طفولتي همسات حُبّ = سرت في أنفس الثقلين طُرّا
وكم لطفولتي من مكرمات = وآيات وجنات وذكرى
فكم من مهجتين يحوم حولي = وصالهما ورام النأي شرا
تألقتا وفي أفياء ظلي = تعانقتا وقلبي صار جسرا
وإني بُرعم ألهو ولكن = أبيت – ترفعاً – لغواً ونكرا
وعُودي لم يزل غَضّاً طريّا = وروحي في السماء تَرِقُّ طهرا
وإنا ما نسينا – قَطُّ - يوماً = أخا الأقصى وقد اغتيل غدرا
فكم من حسرة تجتاح نفسي = وكم بالقلب هذا الحزن أفرى
فيا طفلاً تعاركه المنايا = وصنْواً في المهامه هام قهرا
إلى الجنات مأواكم فسيروا = فقد أعلاكم الرحمن قدرا
وإنا سائرون على خطاكم = ونهفو نحوكم سراً وجهرا
ولم نملك لكم إلا دعاء = فصبراً أيها الأبطال صبرا
طفولتكم ترفرف في فؤادي = وتحت ظلالها ألفيت فجرا


حسن حسن القرداني - برع


ــــــــــــــ
المصدر: مجلة مساء