ضجـــــــــــــــــرْ
يلفّ عالمي الكثير من الضَجَرِ ، المُضْجِرِ ، المتضجّر من ضجري ! .
حتامَ كفوف الوداع تأبى مفارقة ذاكرتي ؟!
حتامَ تكرر علي هذه المشاهد أشكالها الشائهة ؟!
ضقت بالحياة ، وكرهت وجهها ، وسئمت ثواني الساعة الثقيلة .
متى النفاد ؟!
متى ستحلّ طقوس الشتات والضياع ، وتتكرم بتفتيت هذه المشاعر ، وتمتن بفناءها من داخلي ؟!
ملّت الدموع هطولها ، وجفّت زهور خديَّ النديان .
متى ستقف قدماي عن المضي خلف هذا السَرآبْ !
متى سيستيقظ عقلي الواعي ، ويعقل أنه يُجرّ جراً خلف سَرآبْ !
كم مللت ذلك الجو الممطر ، الذي أجلس تحت سمائه الساكبة لدموع العاشقين ، وأسكب أنا دموعي أيضاً ، و أنشد ذلك اللحن الحزين ، وأتلعثم في ذلك الإيقاع المؤلم .
وددت لو تبدّل حنجرتي تلك الإنشودة اليائسة ، إلى إنشودة ’’ الخــــــــلآص ! .
خلاصي وتحرري من هذا الألم الممض ، خلاص تلك العينان المحدقة من ذلك السَرآبْ الكئيب ، خلاص الحزن من حزني ، خلاص البآسة من سجن بؤسي الشاحب .
وأنا أشيّع جثمان فرحي ، عند غروب الشمس الخرفة ، وعند انسدال ستائر الليل ، الذي كأنما هو سرب من الغربان الشرهة ، الهابطة على إحدى الولائم القذرة النتنة ، أقوم بإخفاء وجهي خلف لثمة الرحيل المحتّم .
أُفٍ من الرحيل .
أُفٍ من الحنين .
أُفٍ من الحياة كلها .
لكأنما الدنيا في نظري ، هيئة ذلك العجوز المتجعد وجهه ، المحدودب ظهره ، المتكئ على عصاه تحت شجرة مسنّة ، ينظر للأرض الخالية من حوله ، و لمدّ تلك الفلاة الجالس وحده وشجرته فيها ، صامت كصمت تلك الشجرة ، جامد كجمودها ، يواسي كل منهما الآخر بوجوده معه ، حتى مجيء ذلك المُنتظر { الموت } !
شاهت وجوه السعادة ، وامتعض وجه الأمل ، وأدبر لي الفأل ، وسمج وجه الحياة واضطرب .
لا بأس فهذه تبعات العشق المتيّم ! .
^^
بصقت في وجه الحب والعشق ، وركلتهما إلى العدم !
بقلمــــــــــــــــــــــي
سَرآبْ !