عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2012-12-27, 9:29 PM
سَرآبْ !
رقم العضوية : 180276
تاريخ التسجيل : 27 - 12 - 2012
عدد المشاركات : 47

غير متواجد
 
Arrow ضجـــرْ ،، وليدة اللحظةة ! .
ضجـــــــــــــــــرْ


يلفّ عالمي الكثير من الضَجَرِ ، المُضْجِرِ ، المتضجّر من ضجري ! .

حتامَ كفوف الوداع تأبى مفارقة ذاكرتي ؟!

حتامَ تكرر علي هذه المشاهد أشكالها الشائهة ؟!

ضقت بالحياة ، وكرهت وجهها ، وسئمت ثواني الساعة الثقيلة .

متى النفاد ؟!

متى ستحلّ طقوس الشتات والضياع ، وتتكرم بتفتيت هذه المشاعر ، وتمتن بفناءها من داخلي ؟!

ملّت الدموع هطولها ، وجفّت زهور خديَّ النديان .

متى ستقف قدماي عن المضي خلف هذا السَرآبْ !

متى سيستيقظ عقلي الواعي ، ويعقل أنه يُجرّ جراً خلف سَرآبْ !

كم مللت ذلك الجو الممطر ، الذي أجلس تحت سمائه الساكبة لدموع العاشقين ، وأسكب أنا دموعي أيضاً ، و أنشد ذلك اللحن الحزين ، وأتلعثم في ذلك الإيقاع المؤلم .

وددت لو تبدّل حنجرتي تلك الإنشودة اليائسة ، إلى إنشودة ’’ الخــــــــلآص ! .

خلاصي وتحرري من هذا الألم الممض ، خلاص تلك العينان المحدقة من ذلك السَرآبْ الكئيب ، خلاص الحزن من حزني ، خلاص البآسة من سجن بؤسي الشاحب .

وأنا أشيّع جثمان فرحي ، عند غروب الشمس الخرفة ، وعند انسدال ستائر الليل ، الذي كأنما هو سرب من الغربان الشرهة ، الهابطة على إحدى الولائم القذرة النتنة ، أقوم بإخفاء وجهي خلف لثمة الرحيل المحتّم .

أُفٍ من الرحيل .

أُفٍ من الحنين .

أُفٍ من الحياة كلها .

لكأنما الدنيا في نظري ، هيئة ذلك العجوز المتجعد وجهه ، المحدودب ظهره ، المتكئ على عصاه تحت شجرة مسنّة ، ينظر للأرض الخالية من حوله ، و لمدّ تلك الفلاة الجالس وحده وشجرته فيها ، صامت كصمت تلك الشجرة ، جامد كجمودها ، يواسي كل منهما الآخر بوجوده معه ، حتى مجيء ذلك المُنتظر { الموت } !

شاهت وجوه السعادة ، وامتعض وجه الأمل ، وأدبر لي الفأل ، وسمج وجه الحياة واضطرب .


لا بأس فهذه تبعات العشق المتيّم ! .


^^

بصقت في وجه الحب والعشق ، وركلتهما إلى العدم !





بقلمــــــــــــــــــــــي

سَرآبْ !


توقيع سَرآبْ !