من أجل بغداد هذا الحزن والألم
الدكتور محمود عيدان الدليمي
قف ناد بـغداد واستمـــطر مآقيـــها
واسكب دموع الأسى من عين باكيها
قف صوب بغداد وانشد رسم قافية
كانت قديــــــــــما بها أحلى قوافيـــــها
هل تسمعون ـ فداها مهجتي ودمـي ـ
هذي الصروف التي أدمت نواصيــــها
دار الزمان فدارت عــــــند دورته
أحلامنـــــا وانثنت ظـــلما معانيــــــها
عاد الأمين خؤونا في خواطرنــا
والخائن الزاد من يحمي مراعيــــــها
دار السلام سلاها السلم واتشحــت
سود الليـــــــــــــالي ثيابا ليس تلقيها
واستوحشت جعفرا مما الم بــــــها
حتى الرشـــــــيد غدا من غير أهليها
في كل يوم لها موت تكـــــــــــــابده
و تشرب الســـــــــم لكن ليس يرديها
وترسل الدمع مدرارا فــــــوا أسفا
عز النعي وما عــــــــزت مآسيـــــــها
موتي فدتيك إن الموت راحتـــــــك
واستعذبيـــــــــــه فقد ضاعت معانيها
موتي فديتـك لا عيش يطيــــب إذا
غيل الجهاد باسم الدين تمويهــــــــــــا
موتي فديتـك لا عيش يطيـــب ولا
موت يغيض إذا خــــــاب الرجـــا فيها
ما كنت احسب أن الموت يصفعني
ويمد في عمري كي اكتــــــــــوي فيها
ما كنت احسب أنْ تجري مدامعهـا
البؤس آس لها والحــــــــــزن ساقيها
ما كنت احسب أنْ في كل ثانـــــية
موج من الموت إن عاث العـــــدا فيها
ما كنت احسب أنْ أحيا إلى أمـــــد
سقط المتاع بها أغلى أمانيــــــــــــها
يا طيف بغداد يا كهفا ألـــــــــوذ به
كيف المــــــــلاذ وقد هدت مبانيــــــها
أقسمت بالمرتجى الرحمن بارئنـا
إن الحياة سدى. والليل يطويهــــــــــــا
دار السلام ألا رحمـــــاك في رجل
كل الذنوب لديهْ ، ذوب الحشا فيــــها
إني احبك لا زورا ولا كــــــــــــذبا
حتى النخاعة من عظمي تناجيـــــها
لا زال حبك يا بغداد بارقــــــــــــة
تجلي الظـــــــــلام إذا اسودت لياليها
ياغارس الأمل الو هاج في بدني
وممطر اليأس أمالا فتحييـــــــــــــها
لا زال حبـــــــك يا بغداد ينعشني
ويبعث الدفء في روحي فيشفيــــها
إني احبك يا بغداد في زمـــــــــن
حفرت قبورهمو- أعني محبيـــــــها-
سيطلع الصبح يا بغداد فاصطبري
إن كان من ديننا بــــــــذل الدما فيـــها
إن النفوس اذا تاقت لبارئــــــها
ما ضرها ابدا مــــن ذا يعاديـــــــــــــها