عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2007-11-18, 6:47 AM
الاسلام الحق
عضو جديد
رقم العضوية : 17014
تاريخ التسجيل : 21 - 9 - 2006
عدد المشاركات : 57

غير متواجد
 
افتراضي
يقول عارفهم ابن عربي: (فلما أراد -الله- وجود العالم وبدأه على حد علمه ما علمه بنفسه انفعل عن تلك الإرادة المقدسة بضرب تجل من تجليات التنزيه إلى الحقيقة الكلية، انفعل عنها حقيقة تُسمى الهباء وهي بمنزلة طرح البناء الجص ليفتح فيها ما شاء من الأشكال والصور، وهذا أول موجود في العالم... ثم إنه سبحانه تجلى بنوره إلى ذلك الهباء... فلم يكن أقرب إليه قبولاً في ذلك الهباء إلا حقيقة محمد صلى الله عليه وسلم المسماة بالعقل(1، فكان سيد العالم بأسره وأول ظاهر في الوجود، فكان وجوده من ذلك النور الإلهي)(19).
ويقول عارفهم عبد الكريم الجيلي: (ولما خلق الله تعالى العالم جميعه من نور محمد صلى الله عليه وسلم كان المحل المخلوق منه إسرافيل قلب محمد صلى الله عليه وسلم)(20). ويقول أيضاً: (... ثم إن العقل الأول المنسوب إلى محمد صلى الله عليه وسلم خلق الله جبريل عليه السلام منه في الأزل، فكان محمد صلى الله عليه وسلم أبا جبريل وأصلاً لجميع العالم)(21).
وقال أيضاً: (اعلم أن الله تعالى لما خلق النفس المحمدية من ذاته، وذات الحق جامعة للضدين، خلق الملائكة العالين من حيث صفات الجمال والنور والهدى من نفس محمد صلى الله عليه وسلم)(22).
فَخَلْقُ العالَمِ أو صدوره عن ذات الله تعالى هو الشق الأول الذي يفسر لنا ما ذهب إليه هؤلاء الغلاة من القول بوحدة الوجود أو الاتحاد بالله تعالى، وبيان ذلك يكون بعد إثبات أن ما ذهبوا إليه لم يكن وليد أفكارهم، وإنما كان مستمداً من مصادر فلسفية قديمة تأثروا بها ونقلوها إلى المسلمين، وما زال تأثيرها إلى وقتنا الحاضر.



--------------------------------------------------------------------------------

(1) الفتوحات المكية (1/119) دار صادر.
(2) الإنسان الكامل (2/46).
(3) البكري: الأنوار ومصباح السرور والأفكار وذكر نور محمد المصطفى المختار ص (4) وما بعدها.
(4) أحمد رضا البريلوي، مؤسس الطريقة البريلوية بباكستان. انظر: رسالة (صلاة صفا) المندرجة في مجموعة رسائل (1/33)، نقلاً عن البريلوية عقائد وتاريخ لإحسان إلهي ص (17).
(5) شيخ الطريقة البُرهانية الدسوقية الشاذلية بالسودان ومصر، انظر: تبرئة الذمة له ص (9).
(6) ابن همَّام الصنعاني.
(7) تبرئة الذمة ص (9-10).
( النور المحمدي بين هدى الكتاب المبين وغلو الغالين ص (46).
(9) له مشاركات في علوم الحديث، قال عنه محمد بن علوي المالكي: (العلاَّمة الفقيه محدث المغرب، بل محدث الدنيا). انظر: مفاهيم يجب أن تُصحح ص (19).
(10) ثقة عند الصوفية فقط.
(11) ملحق عن قصيدة البردة كتبه عبد الله الصديق الغماري بذيل كتاب البوصيري مادح الرسول صلى الله عليه وسلم. ص (75) تأليف: عبد العال الحمامصي.
(12) انظر: ص (95).
(13) أي من الفضائل.
(14) مجموع الفتاوى (11/94-95).
(15) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (12/136).
(16) مذهب يقول: إنَّ الله تعالى والعالم حقيقة واحدة. وعُرفت وحدة الوجود في التاريخ القديم، والمتوسط، وأوضح ما تكون عند الرواقيين وأفلوطين من اليونان، وعند ابن عربي بين المسلمين، ولها مؤيدون في التاريخ الحديث. انظر: المعجم الفلسفي ص (212).
(17) تبديل الصفات البشرية بالصفات الإلهية دون الذات، كلما ارتفعت صفة قامت صفة إلهية مقامها. انظر معجم المصطلحات الصوفية ص (207).
(1 قارن ص (233).
(19) الفتوحات المكية (1/911) دار صادر.
(20) الإنسان الكامل (2/26).
(21) المرجع السابق (2/27).
(22) المرجع السابق (2/61).
__________________