الموضوع: تفاحة القلب
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 9  ]
قديم 2012-11-23, 8:52 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي



الانتصار على النفس

{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) }

للانتصار لذة .. فهل طعمت لذة الانتصار ؟!

فوزٌ في مسابقة أو تخطٍ لصعاب أو ثباتٍ في مواقف ؟؟

شعورٌ جميل ذلك الذي يجده المنتصر .. أليس كذلك ؟؟

أعظم انتصار ..

الانتصارات كثيرة ..

فنجاحك في مادة معيّنة بمعدلٍ عالٍ انتصار

وإتقانك لموهبة ما انتصار

وطاعات ونوافل تحملين نفسك على أدائها انتصار

وصبرك عن المعصية انتصار ..

لكن اعلمي غاليتي أن الانتصارات مراتب وبعضها دون بعض وإلا ما كان الأجر على قدر المشقة ..

{ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ }

أعظم انتصار بعد بذلٍ وجلد في حياة المسلم هو انتصاره على نفسه .

الانتصار الحقيقي أن تكوني أنت القائد على نفسٍ أمارة بالسوء وشيطان أقسم بعزة الله ليغوينك .

الانتصار الأعظم حين تحرقك دواعي الشهوة فتلجمينها بلجام الشرع فتنقاد لأمر الله .

الانتصار الحقيقي بأن تكوني ملكة تعيش مبادئ العظماء وقيم السماء .

إن شهوة الجوع وشهوة الجسد وكثير من شهوات الحياة ليست عيباً ولا حراماً ، فمن ركبها فينا وأوجدها هو خالقنا ، لكنه تعالى أرشدنا لإشباعها بطرق شرعية ترضيه عنا وتسعدنا سعادة لا شقاء بعدها أبداً .

ها هو يوسف عليه السلام يعيش موقفاً لا ينتصر فيه إلا ذوو الإيمان ومن يحمل في قلبه الرحمن !!! فهو شاب وسيم وهي السيدة الجميلة ، هو الغريب وهي الراغبة ، هو الخادم المطيع وهي الآمرة الناهية ، الأبواب موصدة والسيد غائب والشهوة مستعرة ، ثم يعلنها بقوة ويقين دون ضعف أو شك

معاذ الله !

فهو فوق المآثم ، موطنه القمم ومبتغاه جنات ونهر فنجح أعظم نجاح وأقوى انتصار ، فخلد الله ذكره بطلاً لأروع القصص في أعظم كتاب خالد .



كم من .. كامرأة العزيز في حياتك ؟!!

كم من نافذة لموقع ساقط أو صورة فاضحة أو دعوة عاهرة قابلتكِ أثناء تصفحك للانترنت فأغلقتيها وأنت ترددينَ " معاذ الله " ..

كم من مشغل نسائي ( صالون) ذهبت إليه فدعتك صاحبته لأن تنمصي حاجبيك كي تبدين أكثر جمالاً فقلتِ في عزة واستعلاء " معاذ الله " ..

كم من فكرة شيطانية قد ساورتك كي تغشّين في امتحان أو أداء واجب فعُدتِ لذاتك ترددين بصدق " معاذ الله " ..

كم من رقمٍ وقع على مسمعك من ذئب عابث وأنتِ في السوق أو الشارع فخاطبتِ ضمير العفّة في نفسك " معاذ الله " ..

ليس الانتصار أن تعيشي حياة بلا فتن بل الانتصار يا عظيمة أن تقفي إزاءها كما وقف يوسف عليه السلام .

إن الفتن في حياتك كثيرةٌ متنوعة كتنوع الطعام الذي تأكلينه فإن الغرب الكافر والشرق الآثم قد صبوا علينا الفتن صباً وتفننوا في سبل الغواية والإغراء باللون والصوت والصورة وجندوا لها شياطين الجن والإنس وما بقيت شريحة من شرائح أمتنا واستهدفت أطفالاً وشباباً وشيوخاً ، ذكراناً وإناثاً ، فهل أنتِ أمام هذه الفتن كما كان يوسف عليه السلام أمام امرأة العزيز ؟؟

إذاً يا تفاحتي الغالية ربّي نفسك على استشعار مراقبة الله بهذه القواعد وتذكري :

" فإن لم تكن تراه فإنه يراك " [1]

1/ ابتعدي بل وفرّي ولا تقربي من كل ما من شأنه أن يوقعك في الفتنة فإن الله تعالى حين حرّم الزنا حذر من الاقتراب منه فضلاً عن الوقوع فيه ..

( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ) [2]

2/ لا يخدعنك الشيطان ويزين لكِ الثقة بالنفس وأنك لن تتأثري فإنما هو استدراج ويوسف عليه السلام لم يقف متفرجاً بل قال كلمته وفرّ من إلى ناحية الباب قبل أن يلوثه من بالمكان ..

3/ ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) [3]

إن الله يراني [4]

" احفظ الله يحفظك" [5]

أو غيرها من الشواهد أو العبارات التي لها وقع على نفسك ، علقيها على مرآتك .. أمام شاشة الكمبيوتر .. على طاولتك المدرسية ، في كل مكان تخلين فيه بنفسك فمثلك تستحي من الرحمن .

4/ لا تتهاوني بالنظر وتطلقي العنان للبصر فإن الله أمر النساء بما أمر به الرجال ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ .. ) [6] ! فكم من نظرة لرجل أعجبتك أو مشهد تلفزيوني أثارك أسودّ لها قلبك وعميت بها بصيرتك .

5/ تذكري العاقبة قبل أي عمل تؤدينه ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) [7] فمنها ما هي مشرقة ومنها المحرقة وأنتِ من يختار .. !!

وأخيراً .. تذكري أن الثبات أمام الفتن لو لم يكن انتصاراً عظيماً لما جعل الله جائزته عظيمة ألا وهي الاستظلال تحت ظل عرشه ..

" سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .. رجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله " . [8]



================
الحاشية :
[1] أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " [الراوي : - المحدث : ابن العربي - المصدر : أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم : 4/172 - خلاصة حكم المحدث : صحيح ] .
[2] ( سورة الإسراء : من الآية 32 ) .
[3] ( سورة النساء : من الآية 1 ) .
[4] ليست آية ولا حديث فينبغي حذف الأقواس عنها لئلا يظن أنها حديث .
[5] أخرجه الترمذي (2516)(667/4) وقال : " حسن صحيح " . وهو طرف من حديث ابن عباس ت مرفوعاً .
[6] ( سورة النور : من الآية 31 )
[7] ( سورة الرحمن : آية 46 )
[8] أخرجه البخاري (1357)(517/2) ، ومسلم (1031)(715/2) من حديث أبي هريرة ت مرفوعاً .



-
من الصندوق :



فزتُ وربِ الكعبة ..

قدم عامر بن مالك بن جعفر على رسول الله – صلى الله عليه سلم – فأهدى له فلم يقبل منه وعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد وقال لو بعثت نفراً من أصحابك إلى قومي لرجوتُ أن يجيبوا دعوتك ويتبعوا أمرك فقال إني أخاف عليهم أهل نجد فقال : أنا لهم جار إن يعرض لهم أحد فبعث معه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سبعين رجلاً من الأنصار شببة يسمون القراء وأمّر عليهم المنذر بن عمرو الساعدي فلما نزلوا ببئر معونة وهو ماء من مياه بني سليم ، نزلوا عليها وعسكروا بها وسرحوا ظهورهم ، وقدموا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى عامر بن الطفيل ، فوثب على حرام فقتله ، وذلك في صفر سنة 4 من الهجرة .

وقد روى البخاري بسنده عن ثمامة بن عبدالله بن أنس بن مالك – رضي الله عنه – يقول :

لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ثم قال :

فزت ورب الكعبة

[ الحديث الأول : أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (51/2 ، 52) . الحديث الثاني : أخرجه البخاري (3865)(1502/4) ]


-
ما أجمله من وفاء

{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) }

هذه الآية ضربت أروع مثال للوفاء فالوفي يوسف عليه السلام لم ينسها لعزيز مصر حين اشتراه فقال لامرأته :

( أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا .. ) تذكرها يوسف عليه السلام في أشد مواقف الفتن والابتلاء فما منعه شدة الموقف وكربه من أن يرد الجميل ويحقق النفع الذي ارتجاه العزيز من الصبي الطريد .

ما ضر يوسف عليه السلام أن تخون الزوجة عشرة الزوج الذي أمن ووثق وهي أول المطالبين بصون العشرة ووفاء الزوج وتقديس العهد ويفي هو العبد الخادم الفقير الغريب لأنه من أصحاب المبادئ لا من باعة القيم ( لا يضركم من ضل إذا اهتديتم .. ) ما أندر خُلُق الوفاء رغم كثرة من أسدى إلينا معروفاً وأحسن !!






-


نبض من وفاء لأبي المكافح الذي كبرتُ وترعرعتُ من سعيه وكدحه حتى أعياه جهد السنون وشلت قدماه ألم المسير .


نبض من وفاء لمعلمتي التي أصغت إليّ إذا تحدثت وقرأت ما كتبت ، وأمدتني بثقة واحتواء .


نبض من وفاء لزوجي الحبيب الذي أكرمني بعطائه وأظلني بحنوه في أيام الوهن والضعف وعانقت روحي روحه في طواف حول البيت ، ولأجل راحتي خدمني حتى أصيبت قدماه وسال دمه فو الله ما نسيتها لك !


نبض من وفاء لطالبتي الغالية التي علمتني دروس الوفاء ففي كل مناسبة ماثلة وفي كل خير سابقة ومع كل ذكرى حافظة ، تدعو لي في السجدات وتطلب مني الدعوات .


نبض من وفاء لكل من قدّم لي العون ، ودلني على طريق الخير أو دعاني لمعروف ، وحذّرني من سوء ، وزرع في نفسي خيرا .


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟