الموضوع: تفاحة القلب
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 2012-11-23, 8:52 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
الإحسان إلى الحيوان

ما أجمل الخِراف .. رقيقةٌ القطط أليس كذلك ؟؟

لم ينس الإسلام تلك الحيوانات والبهائم فإن من خلَقها هو من دب فيها عنصر الحياة فأمر بالإحسان إليها ورتب الثواب والعقاب على المحسن عليها أو المسيء إليها فهاهي مسلمةٌ مسيئة تدخل النار في هرة ..

" عُذبت امرأة في هرة ، سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض " . [صحيح]

ورجلٌ من بني إسرائيل يدخل الجنة بسبب كلب فعن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : " بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه الحر فوجد بئر فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ، قالوا يا رسول الله إن لنا في البهائم أجراً فقال في كل كبد رطبة أجر " ..

[ الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم : 291- خلاصة حكم المحدث : صحيح ]

بل إن الإسلام في أمره بالإحسان قد عمم هذا الخُلق وأمر به في شتى المجالات حتى مع الحيوان حين رأى رجلاً يجر شاه لذبحها ويسن السكين أمامها وهي ترى فقال – عليه الصلاة والسلام - :

" إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته " . [صحيح]


من الصندوق :



ابن باز وسارق الغاز


أعزائي الكرام إليكم هذه القصة الحقيقية عن عالم الأمة ، شيخنا ابن باز غفر الله له .


يقول الراوي لها : حدثني صاحبي أبو عبد الله من مكة عندما زارني بالرياض - وكنّا نتحدث عن الشيخ ومواقفه الرائعة تجاه أمته - بهذه القصة قائلاً :


عندما كنت معتكفاً في بيت الله الحرام بالعشر الأواخر من رمضان ، وبعد صلاة الفجر نحضر كل يوم درس للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، وسأل أحد الطلاب الشيخ عن مسألة فيها شبهة ، وعن رأي الشيخ ابن باز فيها ، فأجاب الشيخ السائل وأثنى على الشيخ ابن باز - رحمهما الله جميعا - .


وبينما كنت أستمع للدرس فإذا رجل بجانبي في أواخر الثلاثينات تقريباً عيناه تذرفان الدمع بشكل غزير ، وارتفع صوت نشيجه حتى أحس به الطلاب .


وعندما فرغ الشيخ ابن عثيمين من درسه وانفضَّ المجلس ونظرت للشاب الذي كان بجواري يبكي فإذا هو في حالٍ حزينةٍ ومعه المصحف ، فاقتربت منه أكثر ودفعني فضولي فسألته بعد أن سلمت عليه : كيف حالك أخي . ما يبكيك ؟


فأجاب بلغة مكسرةٍ نوعًا ما : جزاك الله خيرًا ، وعاودت سؤاله مرة أخرى : ما يبكيك أخي ؟ فقال بنبرة حزينة : لا لاشيء إنما تذكرت الشيخ ابن باز فبكيت . واتضح لي من حديثه أنه من دولة باكستان أو أفغانستان وكان يرتدي الزيّ السعودي .


وأردف قائلاً : كانت لي مع الشيخ قصة وهي أنني كنت قبل عشر سنوات أعمل حارسًا في أحد مصانع البُلك ( الطوب ) بمدينة الطائف ، وجاءتني رسالة من باكستان بأن والدتي في حالة خطرة ويلزم إجراء عمليةٍ لزرع كليةٍ لها ، وتكلفة العملية 7000 آلاف ريال سعودي ، ولم يكن عندي سوى 1000 ريال ولم أجد من يعطيني مالاً فطلبت من المصنع سُلفة ورفضوا ، فقالوا لي أن والدتي الآن في حال خطرة وإذا لم تُجر العملية خلال أسبوع ربما تموت ، وحالتها في تدهور ، وكنت أبكي طوال اليوم فهذه أمي التي ربتني وسهرت عليّ .


وأمام هذا الظرف القاسي قررت القفز بأحد المنازل المجاورة للمصنع الساعة الثانية ليلاً ، وبعد قفزي لسور المنزل بلحظات لم أشعر إلا برجال الشرطة يمسكون بي ويرمون بي في سيارتهم ، وأظلمت الدنيا بعدها في عيني .


وفجأة وقبل صلاة الفجر إذا برجال الشرطة يرجعونني لنفس المنزل الذي كنت أنوي سرقة أسطوانات الغاز منه ، وأدخلوني للمجلس ، ثم انصرف رجال الشرطة فإذا بأحد الشباب يقدم لي طعاماً وقال : كُل بسم الله . ولم أصدق ما أنا فيه . وعندما أذّن الفجر قالو لي : توضأ للصلاة وكنت وقتها بالمجلس خائفًا أترقب ، فإذا برجل كبير السن يقوده أحد الشباب يدخل عليّ بالمجلس وكان يرتدي بشتاً وأمسك بيدي وسلم علي قائلاً :


هل أكلت ؟ قلت له : نعم ، وأمسك بيدي اليُمنى وأخذني معه للمسجد وصلينا الفجر ، وبعدها رأيت الرجل المُسن الذي أمسك بيدي يجلس على كرسي بمقدمة المسجد ، والتفّ حوله المصلين وكثير من الطلاب فأخذ الشيخ يتكلم ويحدث عليهم ووضعت يدي على رأسي من الخجل والخوف !!!


يا الله ماذا فعلت ؟ سرقت منزل الشيخ ابن باز ، وكنت أعرفه باسمه فقد كان مشهورًا عندنا بباكستان ، وعند فراغ الشيخ من الدرس أخذوني للمنزل مرة أخرى ، وأمسك الشيخ بيدي وتناولنا الإفطار بحضور كثير من الشباب ، وأجلسني الشيخ بجواره ، وأثناء الأكل قال لي الشيخ : ما اسمك ؟ قلت له : مرتضى . قال لي : لم سرقت ؟ فأخبرته بالقصة ، فقال حسناً سنعطيك 9000 آلاف ريال ، قلت له : المطلوب 7000 آلاف ، قال : الباقي مصروف لك ولكن لا تعاود السرقة مرة أخرى يا ولدي ، فأخذت المال وشكرته ودعوت له .


وسافرت لباكستان وأَجْرت والدتي العملية وتعافت بحمد الله . وعدت بعد خمسة أشهر للسعودية وتوجهت للرياض أبحث عن الشيخ وذهبت إليه بمنزله فعرَّفته بنفسي وعرفني وسألني عن والدتي ، وأعطيته مبلغ 1500 ريال قال : ما هذا ؟ قلت الباقي . فقال : هو لك . وقلت للشيخ : يا شيخ لي طلب عندك . فقال ما هو يا ولدي ؟ قلت أريد أن أعمل عندك خادمًا أو أي شيء ، أرجوك يا شيخ لا ترد طلبي حفظك الله . فقال حسناً وبالفعل أصبحت أعمل بمنزل الشيخ حتى وفاته رحمه الله ...


وقد أخبرني أحد الشباب المقربين من الشيخ عن قصتي قائلاً : أتعرف أنك عندما قفزت للمنزل كان الشيخ يصلي الليل ، وسمع صوتاً في الحوش وضغط على الجرس الذي يستخدمة الشيخ لإيقاظ أهل بيته للصلوات المفروضة فقط ، فاستيقظوا جميعًا واستغربوا ذلك ، وأخبرهم أنه سمع صوتاً ، فأبلغوا أحد الحُراس واتصل على الشرطة وحضروا على الفور وأمسكوا بك ، وعندما علم الشيخ بذلك قال : ما الخبر ؟ قالو له : لص حاول السرقة وذهبوا به للشرطة .


فقال الشيخ وهو غاضب : ( لا لا هاتوه الآن من الشرطة ، أكيد ما سرق إلا هو محتاج ) ثم حدث ما صار في القصة .


قلت لصاحبي وقد بدت الشمس بالشروق : هوّن عليك ، الأمة كلها بكت على فراقه . قم الآن بنا نصلي ركعتيين وندعو للشيخ - رحمه الله –


أقول : رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، وأنزل عليه شآبيب رحمته ، هو والله بقية السلف



توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟