الموضوع: تفاحة القلب
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 7  ]
قديم 2012-11-23, 8:44 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
هيا نرتع ونلعب ..

{ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) }

ما أجمل اللعب .. يروّح عن النفس وينمي المواهب والقدرات ويجدد الطاقة والنشاط .. لذا ما كان من نبي الله يعقوب عليه السلام أن يُمانع إرسال ابنه يوسف عليه السلام مع إخوته لعلمه أن نفوس الأطفال تتوق إلى اللعب ، وإدراكه أن في اللعب فوائد عميقة لهم ..

اللعب للجميع

شرع لنا ديننا الحنيف الترويح عن النفس تسلية ومتعة ، فإن للقلوب إقبالاً وإدباراً ولم يجعل اللعب حكراً للصغار دون الكبار ولا الرجال دون النساء بل هو حقٌ للجميع ، فهاهم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يتقاذفون بالبطّيخ فإذا جدّ جِدهم كانوا هم الرجال [1] .



[1]فقد روى البخاري رحمه الله في كتاب الأدب المفرد عن بكر بن عبد الله قال : " كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يتبادحون بالبطيخ ، فإذا كانت الحقائِق كانوا هم الرجال " .
قال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد : صحيح


ماذا ألعب ؟؟



دائرة المباح واسعة وإنما حرّم الله من اللعب أنواعاً لما تغرسه في نفس المسلم من أخلاق سيئة وعاداتٍ سقيمة ، وإليكِ بعضاً من تلك الألعاب المنهي عنها :

1/ " الدينمو " أو لعبة الحظ : وكل ما ماثلها باعتبارها صورة من صور القمار الذي حرمه الله ولما تزرعه في النفس من جشع وطمع واحتيال .

2/ مناطحة الثيران ونقر الديكة : وكل لعبٍ يقوم على تعذيب الحيوانات أو التحريش بينها .


ضوابط اللعب

1/ ألا يلهي عن أداء الفرائض أو تأخيرها كالصلاة أو أن تؤدي إلى تضييع الحقوق لاسيما الوالدين .

2/ ألا يتم في أثناء اللعب كشف العورات أو ارتداء ملابس مخالفة للشرع بحجة أداء تمرينات رياضية أو مزاولة لعبة معينة .

3/ أن توجه الألعاب بحيث تلبي حاجات الإنسان للترفيه ، وتؤدي هدفاً علمياً أو ذهنياً كمسابقات حفظ القرآن الكريم أو الحديث الشريف والبحوث وتصميم المواقع الإلكترونية الهادفة والتأليف وألعاب التذكر والرسوم .. إلخ








-
من الصندوق :



هذه بتلك ..

كان - عليه الصلاة والسلام - رغم أعباء الدعوة ومهام التبليغ إلا أنه كان يمارس اللهو المباح فها هو - عليه الصلاة والسلام - يسابق زوجته الحبيبة عائشة رضي الله عنها مرتين فتسبقه في الأولى ويسبقها في الثانية ، فيقول لها : هذه بتلك ،

والحديث عن عائشة قالت : خرجتُ مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ، فقال للناس : تقدموا ، فتقدموا ، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني ، فجعل يضحك وهو يقول : هذه بتلك ,,

مع أحفاده ..

ويخرجُ – صلى الله عليه وسلم – لسانه للحسن والحسين صغاراً مداعباً إياهما رضي الله عنهما ، ويطاطئ ظهره لهما ليركبا ، ويدخل عليه أحد أصحابه فيقول : نعم المركب ركبتما ، فيقول :
" ونعم الفارسان هما " .
{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) }
{ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) }
{ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78) }

هكذا كان يوسف عليه السلام مُحسناً والمحسن يعرفه كل من حوله لا يجهلون صنيعه ولا ينسون جميله .

ما هو الإحسان ؟؟

خُلق الكرام ومفتاح النجاح وسلاح النصر ومنهج الحكماء وسجية الرحماء ، الكون كله بما حواه ما قام إلا بإحسان الخالق ..

" الذي أحسن كل شيء خلقه " .

الإحسان أيتها المسلمة هو الإتقان .. إتقان في العمل إتقان في العبادة إتقان في العطاء إتقان في التعامل خُلق تعلمناه حين تأملنا خلق الله فرأينا إتقاناً في خلق السماء إتقاناً في خلق الأرض إتقاناً في خلق الإنسان .. إتقاناً في كل شيء ..

" صُنع الله الذي أتقن كل شيء " .






-
الإحسان في الله

جاء جبريل عليه السلام للرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو في مجلسه بين أصحابه يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والرسول – صلى الله عليه وسلم – يجيب ليعلم الصحابة تلك المراتب الثلاث العظيمة من الدين ، فقال له : " وما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .

إذا قدِمتْ ضيفة لبَيتِك حرصت على نظافته بأفضل مما كان عليه ، قدّمت لها أطيب ما لديك من الطعام ، واستعملت أغلى الأطباق والملاعق والأكواب .. وحرصت على رضاها وراحتها واستحييت أن تأتي بما يشين الأفعال والأقوال لأن عندك ضيفة .. ترينها وتراك ..

فهل أنتِ كذلك في علاقتك مع الله ؟؟؟

هل سكناتك وحركاتك نومك وأكلك شرابك ولباسك .. لله تعالى ؟!

الإحسان مع الله .. أن تستشعري بأن الله عليك رقيب .

الإحسان مع الله .. أن تحملي في قلبك الخوف منه والرجاء .

الإحسان مع الله .. أن تبقي أنتِ الفتاة المسلمة بمبادئك وأفكارك وطُهرك سواء كنت في بلاد الإسلام أم بلد الكفر .

الإحسان مع الله .. ألا تغشي إذا غش الناس ولا تلبسي إلا ما يرضي رب الناس وأن تجتنبي المخالفات الشرعية ولو وقع فيها ألوف البشر .

الإحسان مع الله .. أن تعيشي مع الله ولله لا لسواه .




الإحسان في العبادة

أتقني في عبادتك بأداء شروطها وأحكامها وسننها وآدابها ..

أحسني في العبادة وأتي منها الأفضل والأكمل والأحسن ..





-
الإحسان إلى الناس



المحسن يُلقي السلام على من عرف ومن لم يعرف " أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام بالليل والناس نيام ؛ تدخلوا الجنة بسلام " يرد التحية بأحسن منها { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا } .

لا يفعل كالمسيء يمر على الأقوام فلا يسلم إلا على من يعرف ، يدخل على الناس فيسأل حاجته دون أن يلقي السلام ، يسلم عليه المسلمون – لاسيما مواقع المحادثة بالانترنت – فيرد عليهم بجهل وبخل وشح بقول ( وعليكم ) وإنما شُرع رد السلام بقول وعليكم إذا كان ملقي السلام علينا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى .

المحسن يرعى حرمة جيرانه فلا يؤذيهم بأقوال أو أفعال ، يسأل عنهم ويزورهم .. لا يتجسس عليهم ولا يتتبع عوراتهم لأنه مؤمن محسن " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره " .

والمسيء يرفع صوت تلفازه ليصل إلى بيت جاره ، فهو لا يفرح مع جاره إن فرح ولا يواسيه إن حزن لا يهديه طعاماً ولا يمنع عنه أذى ، يكشف ستره ويطعن عرضه وما ذاك بالمؤمن " والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " .

المحسن يعفو عمن أساء إليه يرى نفسه دائماً بأنه أكبر من جميع الصغار ، أكبر من مواقف يصنعها الشيطان ، أكبر من قلوب صغيرة لا تحتوي مواقف الحياة ، أكبر من أن يحمل في قلبه على مسلم ، قلبه نظيف صافٍ يبتغي الأجر من الكريم الوهّاب

{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }

المسيء ينتصر لنفسه ويدعو على من أغضبه ، يقطع الصِّلات وينهي الصداقات ، وينسى قوله تعالى :

{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ }

المحسن يصل أرحامه ويحسن للمسيء منهم ويعطي من حرمه ، يقدم المحتاج منهم في الصدقات " ومن أراد أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه " .

المحسن كريم ينفق بسخاء لا ترف ولا تبذير فيكرم القريب والبعيد ، يكرم ضيفه ويحسن لإخوانه وجيرانه وخدمه ، يصنع لهم الطعام ويهديهم هدايا الكرام فـ " اليد العليا خير من اليد السفلى .. " .






الإحسان في القول

المحسن لا يقول إلا حسناً ، حديثه ذكر ومنطقه عبادة ولسانه يلهج بذكر الله .. رجل قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ فأخبرني بشيءٍ أتشبث به قال :

" لا يزال لسانك رطباً بذكر الله "

المحسن يزن عباراته وتُعد كلماته وينتقي ألفاظه ، وهو يعلم أنه " وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم " .

عباراته لينة سهلة ، لا تجرح ولا تؤلم { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } يسمع أحاديث الناس فلا يخوض مع الخائضين ولا يرضى لنفسه إلا بالأحسن والأكمل ، الدعوة منهجه والحكمة حديثه ، نال التميز فكان ممن قال الله فيهم :

{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } .

يهتم بغير المسلمين يُهديهم الكتاب والشريط شفقة عليهم ، يحاورهم ، يناقشهم ، يهديهم الدليل ويقمع ظنونهم بحجة الحق ويرجو أن يكون سبباً في إنقاذهم من النار .. .. .. فما أرقاها من دعوة وحوار { ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } .

المسيء لا سلطان له على لسانه يطلقه في كل مواطن ، فاغرٌ فاه في كل حين مستأثر بالمجالس والمواقف ، يلقي النكات الثقال كالسهم الطائش ، يخوض في كل شأن ويفتي في كل أمر ، يتكلم أكثر مما يسمع ، يهرب منه كل من يعاني صداع ويُقبل عليه أصحاب الفراغ .






الإحسان في الأسرة



الزوجة طائعة ودود تحسن عشرة زوجها وتصون غيبته ..

" اعلمي أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله " .

الزوج المحسن يتحمل المسؤولية يصبر على زوجته ويغار على عرضه لا يقبل إلا أن يكون الكريم " ما أكرم المرأة إلا الكريم " ..

بها رحيم رفيق حكيم ( رفقاً بالقوارير ) .

المحسن يحب بناته يأنس بتربيتهن ، يتعبّد الله بالإنفاق عليهن ، يأسرن قلبه ويرزقن برّه محتسباً كل عطاء ساقه إليهن ( من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن كُنّ له حجاباً من النار ) .

المحسن يرأف بخدمه يمنحهم حقوقهم رحمة وكرامة ، يطعمهم ويكسوهم لا يستغل ضعفهم ولا يشتهي ذلهم ( إخوانكم خولكم ) .

المطلق المحسن الذي إن استحالت الحياة بينه وبين زوجه وتنافرت القلوب ما ظلم ولا بغى ولا هدّد ولا شتم بل راعى وداد لحظة فسرح مدعوا له لا مدعوا عليه ( الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) .





توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟