من تأخرتْ .. فلتتب
نحن أمة " وسارعوا .. " أمةٌ تدرك أن أنفاسها محسوبة وأيامها معدودة وأن الحياة قصيرة جدّ قصيرة ..
يقول ابن القيّم رحمه الله :
" والمبادرة إلى التوبة من الذنب فرضٌ على الفور لا يجوز تأخيرها فمتى أخرها عصى بالتأخير فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى وهي توبة من تأخير التوبة " .
فيا تفاحة القلب بادري بالتوبة إن كنتِ لحاجبيكِ نامصة أو للوالدين عاقّة أو للناس مغتابة فإن كنتِ تبتِ منها بعد حين فتوبي إليه مرة أخرى فقد تأخرتِ عليه ..
-
غيّري عتبة الصحبة !!
لا تترددي في الإبتعاد عنها تلك التي رأتكِ على المعصية فلم تنهكِ عنها .. تلك التي ما ذكركِ منطقها يوماً بالله ، تلك التي ما دعتكِ يوماً لطاعة الله وما منعتكِ يوماً من خطيئة .. دعيها غير مأسوفٍ عليها فدنياكِ وآخرتكِ أهم بكثير من مجاملات خدّاعة ومشاعر زوّالة .. من تحبك بصدق ترجو لكِ سعادة الدارين .. دعيها وابحثي عن صحبة الأخيار واسلكي نهج النبي المختار :
" لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي "
[ الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم : 1721 - خلاصة حكم المحدث : حسن ]
تأملي قليلاً فيمن حولكِ من زميلات وأخوات ستجدين حتماً من تتمنين صحبتها لأنكِ على ثقة أنها صاحبة صدق وطهر ..
دوني بعضاً من تلك الأسماء في الأسطر التالية ولسانكِ يلهج بـ يا رب ارزقني صحبة الأخيار ..
1/ ...........................
2/ ...........................
3/ ...........................
-
من الصندوق :
قصة توبة زاذان الكندي
روِي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أنه مرّ ذات يوم في موضع من نواحي الكوفة ، فإذا فتيان فشاق قد اجتمعوا يشربون ، وفيهم مغن ، يقال له : زاذان ، يضرب ويغني ، وكان له صوت حسن .
فلما سمع ذلك عبد الله ، قال : ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله . وجعل الرداء على رأسه ومضى .
فسمع زاذان قوله ، فقال : من كان هذا ؟ قالوا : عبد الله بن مسعود صاحب الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، قال :
وأي شيء قال ؟ قالوا : إنه قال : ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى .
فقام وضرب بالعودة على الأرض فكسره ، ثم أسرع فأدركه ، وجعل المنديل في عنق نفسه ، وجعل يبكي بين يدي عبد الله بن مسعود ، فاعتنقه عبد الله بن مسعود ، وجعل يبكي كل واحد منهما .
ثم قال عبد الله : كيف لا أحبّ من قد أحبه الله – عزّ وجلّ – فتاب إلى الله – عزّ وجلّ – من ذنوبه ، ولازم عبد الله بن مسعود حتى تعلّم القرآن ، وأخذ حظاً من العلم حتى صار إماماً في العلم ، وروى عن عبد الله بن مسعود وسلمان وغيرهما .
من الصندوق :
قصة سارق الخراف
يُروى أن أخوين شقيقين يعيشان في قرية وكان اعتمادهما في مصدر رزقهما على السرقة وقطع الطريق وكان كل واحد منهم يخبر الثاني مكان صيدهما اليوم ، كأن يعلم أن القافلة ستأتي اليوم فيذهبان ويقفان ويترصدان لها ، وفي يوم من الأيام كانا يقفان ينتظران قافلة ليسلباها وكانت هذه القافلة تخص حاكم القرية التي يعيشان بها وقد تم القبض عليهما عندما همّا بسرقتها وقرر الحاكم أن يوضع على جبين كل منهما علامة ليعرف بها أنه سارق الخراف وتم وضع ختم على جبين كل منهما برمز لحرفين هما : س خ وتعني سارق الخراف ليُعرفا بها ويحذر أهل القرية منهما ، ومرت الأيام والشهور ولم يحتمل الأخ الأكبر العيش بالقرية فقرر الهجرة إلى مكان آخر ، وفعلاً هاجر إلى مكان آخر ، أمّا الأخ الأصغر فاتخذ قراراً بتغيير نظرة الناس من حوله تجاهه ، فأصبح يساعد هذا ويحمل أمتعته هذا دون أي أجر ، واستمر على هذا طوال سنوات حياته ، حتى كبر سنّه .
وفي يوم من الأيام حضر شخص غريب عن هذه القرية وجلس يستريح بأحد مقاهي هذه القرية ولاحظ هذا الرجل الذي يساعد هذا ويلاعب الأطفال والأطفال مجتمعون حوله لا يملون والكبار يمرون ويسلّمون عليه ويبتسمون له واستغرب هذا الرجل الغريب من هذا المنظر وسأل صاحب المقهى عنه وما حكايته فقال صاحب المقهى أنا لا أعرف هذا الرجل إلا أنني أراه يومياً منذ قدومي لهذه القرية يساعد هذا ويمرح ويمازح الصغار ولا أعلم سرّه ، وسأله الرجل عن سرّ العلامة التي في جبينه ماذا تعني ؟! فقال صاحب المقهى : حقيقة لا أعلم ما سرّ هذه العلامة إلا أني أظنها تعني : " ساعٍ للخير " حيث أره يومياً يسارع للخيرات .