الموضوع: تفاحة القلب
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2012-11-23, 8:29 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
والآن .. وبعد أن تعرفت على آداب الرؤيا

ارجعي بذاكرتك للوراء ..

تذكري رؤيا جميلة رأيتها لا تزال في ذاكرتك ماثلة ..

واحمدي الله عليها ..

:: استرجعي لتحمدي فتسعدي ::

من الصندوق :



جاء رجل لابن سيرين فقال له : رأيتُ أني أؤذن فقال له : إنك ستحج ، وجاء رجل آخر رأى أيضاً أنه يؤذن فقال له : ستُقطع يدك ، فحج الأول وسرق الثاني وقُطعت يده ، فسُئل عن ذلك ؟!
فقال ابن سيرين : رأيت في وجه الأول علامات الصالحين فتذكرت قوله تعالى : { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا } ، ولما نظرت في وجه الثاني رأيت علامات الفاسقين فتذكرت قوله تعالى : { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } .


-

مبارك .. لقد اجتباك ربك

{ وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) }

وإن كان الاجتباء هنا الاصطفاء للنبوة إلا أن لها معنى جميلاً عميقاً في نفس كل مؤمن ..
هل الله اجتباك ؟!



نعم لقد اجتباكِ الله واختارك حين جعلكِ إنسانة ذات عقل وقلب وإحساس " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ .. " .

لقد اجتباكِ الله حين أعزك وكرّمك وأسجد لكِ ملائكته دون بقية خلقه " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا .. " .

لقد اختاركِ الله واجتباك حين أكرمك بالحواس " وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ .. " كم من أعمى لا يبصر وكم من بشر لا يسمع وآخر لا يمشي .

لقد اجتباكِ ربك حين أتم عليك العافية ! وغيرك يئن مرضاً ويبكي وجعا ..

لقد اجتباكِ ربك وأعزك عزة لا ذل بعدها فجعلك له موحدة عابدة لا تركعين ولا تسجدين لسواه وغيرك يعبد فأراً ويسجد لبقرة .

لقد اجتباك من عار الشرك فجعلك مؤمنة بأن لا إله إلا الله ، وألوف البشر يموتون يومياً وهم كفار ومصيرهم المحتوم نار جهنم ..

لقد اجتباك ربك وأنتِ تنعُمين في ظل أسرة وكنف والدين رحيمين وغيرك ألوف من الفتيات لا أب ينفق ولا أم تحنو ولا أسرة تعول وترعى ..

لقد اجتباك ربك حين جعلك ملكة يخدمها الرجل أباً وأخاً وزوجاً وغيرك تكنس الشوارع وتحمل الأثقال وتنظف دورات المياه لأجل أن تعيش وتأكل ..

لقد اختارك الله واجتباك بنعمٍ لا تُعد ولا تحصى " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ .. " .

ها أنتِ في أمنٍ حُرمت منه فتاة فلسطين والعراق ..

ها أنتِ بين طعام وشراب لم تذقه فتاة النيجر والصومال ..

ها أنتِ ترتدين حجاب عزة ووقار حاربت لأجل ارتدائه مسلمة فرنسا وتركيا ..

لقد اجتباك ربك فجعل لك معلمة مربية وأباً ناصحاً وأماً مرشدة ومجتمعاً محافظاً وغيرك من فتيات الأرض من حُجبت عنها حقيقة الإيمان وشُوهت في ناظريها صورة الإسلام فعاشت أسيرة الأوهام وماتت وسط الظلام ..

لقد اجتباك ربك فجعلك في السراء شاكرة وفي الضراء صابرة وغيرك على الله ساخطة ولقضائه كارهة ..

لقد اجتباك حين علّمك الحرف والخط وغيرك أميّ لا يقرأ رقماً ولا يخط حرفاً ويقول في ذل وحسرة : ( حقاً إن العلم نور ) ..

:: إن الفرق بينك وبين غيرك .. أشبه بالفرق بين لون تلك التفاحة ولون ما حولها من التفاح .. !! ::





أمي تحب أخي أكثر !!

{ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) }

لا أظن عاطفة على وجه الأرض أعظم وأصدق من عاطفة الأبوين تجاه أبنائهم ،

ولا أظن أحداً يجود بحياته للآخرين عن طيب نفس كما يجود بها الآباء لأبنائهم ،

يحبان الصغير والكبير ، المطيع والعاصي ، الناجح والمخفق ،

سعادتهما تبعاً لسعادة أبنائهم يرونهم فيرون فيها نجاحهم وامتداد حياتهم من بعدهم ،

إن كان هناك من يجوع لأجل أن يشبع آخر أو يظمأ ليرتوي أو يمرض ليتعافى ، فلن يكون ذلك المضحي المؤثر إلا أباً أو أماً ،

فهنيئاً لمن تربى في كنف أحدهما أو كلاهما .





-


أنتِ حيث تجعلين نفسك :


كثيراً ما نسمع شكوى الفتيات – خاصة – أن والديها يحبان أخت لها أكثر منها أو يحبان أخيها الذكر أكثر من الإناث ، لا بأس بهذه الملاحظة ..


ما رأيك أن أكون نائبة عنك في طرح وجهة نظرك وما تشعرين به وأكون أنا أمك ، أحاورك بعاطفة الأم وحس الأنثى وحكمة المجربين ومنطق العقل كي تتضح لك الصورة وتكشف الحقائق وأعلمك الصواب قبل أن تعلمك الأيام ..

إذا دعينا نتحاور أنا وتفاحة القلب وأنتِ شاهدة على حوارنا الحي :


الأم : ناوليني يا ابنتي الهاتف كي أتصل بأخيك عبدالله فقد تأخر !!


تفاحة : عبدالله عبدالله .. أنتِ يا أمي تهتمين به أكثر منا ، هل هذا كله لأنه ولد !!


الأم : نعم حبيبتي أن أهتم به لأنه ولد كما أهتم بكِ لأنك فتاة ، أهتم به ليس لأني أحبه أكثر بل لأن مسؤوليتي تجاه متابعته أكبر ، فأنتِ يا قرة عيني غالب وقتك في المنزل تمدينه بالحياة والحيوية ، أما أخوك عبدالله فإنه كثير التواجد خارج المنزل فأبقى أتساءل بقلق : من يصاحب ؟! ماذا يأكل ؟! أين يتواجد ؟! وتتوالى الأسئلة في خاطري حتى يعود ، أما أنتِ فأمام عيني أستشعر كل حينٍ كم أنتِ غالية وبذرة طيبة آمن عليها ما دامت في كنفي ، أستشعر الرحمة التي تغمرني وأنتِ تسعين لخدمتي .


تفاحة : وأحمد .. أنتِ تخافين عليه أكثر من خوفك علينا ، إذا خرجتِ تتصلين بالبيت مراراً للسؤال عنه !!


الأم : وكذلك كنت أفعل معكِ حين كنتِ في عمر أحمد ، إنه طفل صغير لم يتجاوز العامين من عمره ، لا يملك عقلاً كعقلكِ كي يميز بين النافع والضار ، هو عرضة للخطر في كل آن ، ينتظر من يطعمه ويسقيه ويلبسه ويهدهده حتى ينام ، يمشي خطوة ويسقط عشرا ، ثم إني أجدكِ يا ابنتي أكثر مني وعياً بهذه المسألة .


تفاحة : كيف ذلك يا أمي ؟!!


الأم : أنا أرى حرصكِ على أحمد ، تدللينه ، تداعبينه ، تحرصين على طعامه وشرابه ولباسه وتربيته أكثر مني مما يدل على أنكِ واعية بحاجته ، لمزيدٍ من عناية واهتمام أكثر مما يحتاجه من هم أكبر منه سناً .


يا ابنتي حين سُئلت فاطمة بنت الخرشب : أي بنيكـ أحب إليك ؟ قالت : الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والمسافر حتى يعود ، إن هذه الحالات الثلاث يا ابنتي ( الصغر والمرض والسفر ) حالات ضعف تتفطر لها قلوب الآباء .


تفاحة : وماذا عن عيسى .. فهذا جميعنا يلاحظ كما هو أثير لديكـ !!


الأم : لا أنكر هذا فأنا بشر وقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها لا لأني أحب عيسى أكثر من حبي لكم فجميعكم أبنائي ، لكن عيسى هو من اختار لنفسه هذه المكانة وهو من جعل نفسه في هذه المنزِلة .


تفاحة : هو من اختار !! كيف ؟


الأم : عيسى ملك قلبي ببرهِ لي وتميزه في الحرص على رضاي ، سلوكيات لم أطلبها منه بل جادت بها نفسه دون سواه من بقية أبنائي .


تفاحة : كيف ذلك يا أمي ؟


الأم : عيسى يصحو من نومه فيبحث عني فأول ما يفعله معي أن يهوي إليّ فيقبّل رأسي ، وإذا عاد من مدرسته سلّم عليّ وقبّل رأسي ثانية قبل أن يتناول غداءه ، في كل مناسبة تصلني منه هدية جميلة في معناها مغلقة بأصدق العبارات ، إذا مرضت طببني عيسى وسهر على راحتي وقدّم لي الدواء بيديه الصغيرتين ، إذا حادثته أصغى إليّ بود وإن أمرته أطاعني بالحب وإن ناديته لبّاني ، إن وُضعت مائدة الطعام لم تمتد يده قبلي وإن أمسك بكأس الماء ما رفعه لفيه قبل أن يرويني ، عيسى الأول من يصحو لصلاة الفجر وأكثر من يقرأ الورد .


يا ابنتي إن يعقوب عليه السلام ما فرّق بين أبنائه بهبة أو عطاء لكن يوسف عليه السلام ملك قلبه ببره وإحسانه بتقواه وإيمانه ، بصلاحه وفلاحه لكنّ عقول إخوته قصرت عن اكتشاف السر وإدراك الأمر فظنوا أن أباهم يحبه دونهم .


تفاحة : أنا آسفة يا أمي لم أكن أفكر كما تفكرين ولا أشعر بما تحسين ، لكنك علمتِني درساً لن أنساه .


الأم : و ما ذلك الدرس ؟!!


تفاحة : أن أبحث عن السر في نفسي فليس الحق ما أرى .


الأم : ما أجمل أن نتصارح ونتحاور فنحن أسرة واحدة ، بوركتِ يا صغيرتي .


تفاحة تغادر مجلسها وهي تخاطب نفسها : سأنافس عيسى في أمي وأبي ..



توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟