القرآن و السنة يسبقان واطسون و كريك الى معادلة توريث الصفات
بقلم الدكتور محمود عبد الله إبراهيم نجا

صورة للحامض النووي DNA
مدرس مساعد بقسم الفارماكولوجيا الاكلينيكيه
- كلية طب- جامعة المنصورة - مصر
يمثل هذا البحث الجزء الأول من بحث (حديث القرآن و السنة عن الحامض النووى فى الأمشاج)
وبالرغم أن كل الكائنات الحيه مختلفه فى الأشكال و الصفات الا أنها بالاجماع تشترك فى وجود الحامض النووى فى كل خلاياها مما يدفع بالعقل السليم إلى استنتاج أن من أوجد هذه الكائنات لابد وأن يكون واحداً. و مع ذلك أدى اكتشاف الحامض النووى الى خلاف كبير فى معتقدات العالم الحديث, فانقسم الدارسون للحامض النووى الى فريقين, أحدهما يقول بأنه لا إله والحياة مادية بحتة, و قد ساعدهم على ذلك نجاح الاستنساخ حديثا. أما الأخر فيقول بأن العالم مخلوق و له خالق و لكنه ضل عن معرفة الخالق الحق فصار يعبد آلهة من دون الله لا يخلقون شيئا و هم يخلقون. و أمام هذا الزيغ و الضلال اصبحنا نحن المسلمين فى أمس الحاجة الى بحث من القرآن و السنة يتناول قضية الجينات التي تمثل الأساس فى نقل الصفات الوراثية من الأباء الى الأبناء, لكى نثيت حقوق ملكية الحامض النووى لله الواحد القائل عن نفسه {قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} 16 الرعد, و لكى نتمكن من الرد على هؤلاء المشككين الذين يستخدمون الحامض النووى فى نفى واثبات الخالق كيفما يريدون.
كيفية البحث عن الحامض النووى فى القرآن و السنة
صورة واطسن وكرك مكتشفا الجينوم البشري
حين نبحث فى القرآن و السنة عن الحامض النووى فنحن لا نبحث عن الاسم لأن المسميات تتغير بتغير الزمان و المكان و اللغات. و لكننا سوف نبحث عن الصفات الثابتة التى استقر عليها العلم, لأن صفة الشىء الثابتة لا تتغير بتغير الزمان و لا بتغير المكان و لا بتغير اللغات. و لا يستطيع عالم أن ينكر أن من أهم الصفات الثابتة للحامض النووى أنه يعمل كفيلم قابل للاستنساخ يحمل شفرة وراثية تمثل صورة طبق الأصل للكائن الحى, وهذه الشفرة الوراثية هى المسؤلة عن خلق ذرية الكائن الحى من أجل استمرار الأنواع المختلفة من الكائنات الحية. و هذه الصفات قد استقر عليها العلم منذ تمكن العالمان واطسون و كريك فى سنة 1953 من اكتشاف الشكل الحلزوني المزدوج للحامض النووي (صورة 1) الذى يفسر كيفية تخزين الصفات الوراثية على الحامض النووى, كما يفسر كيفية استنساخ الحامض النووى و دوره في نقل الصفات الوراثية من الأباء الى الأبناء من خلال الأمشاج.
و من المعلوم أن وحدة بناء الانسان هى الخليه التى تحوى صوره للانسان تعرف باسم الحامض النووى (دنا = DNA) الذى يحمل الشفرة الوراثية لكل صفات الانسان (كاللون و الطول و العقل), و كأنى بالله قد جعل للانسان تمثالا (صورة) متناهى فى الصغر يتكدس داخل نواة الخليه في حيز لا يزيد عن واحد على المليون من المليمتر المكعب ولكنه اذا فُرِدَ يزيد طوله على المترين. و فى بعض مراحل الخليه نجد الحامض النووى مقسم الى سته وأربعين جسيم صبغى تعرف بالكروموسومات التى يشبه كل منها حرف اكس (X) (صوره 2).
صوره 2: تركيب الحامض النووى