قال الإمام شمس الدين محمد بن ابى بكر ابن قيم الجوزية -رحمه الله-:
من الذاكرين من يبتدئ بذكر اللسان وإن كان على غفلة، ثم لايزال فيه حتى يحضر قلبه فيتواطآ على الذكر.ومنهم من لايرى ذلك ولايبتدئ على غفلة بل يسكن حتى يحضر قلبه فيشرع في الذكر بقلبه فإذا قوى استتبع لسانه فتواطآ جميعآ.
فالأول ينتقل الذكر من لسانه إلى قلبه .والثاني ينتقل من قلبه إلى لسانه، من غير أن يخلوا قلبه منه ، بل يسكن أولا حتى يحس بظهور الناطق فيه. فإذا أحس بذلك نطق قلبه ثم انتقل النطق القلبي إلى الذكر اللساني ثم يستغرق في ذلك حتى يجد كل شيء منه ذاكرا.
وأفضل الذكر وأنفعه ماواطأ فيه القلب اللسان وكان من الأذكار النبوية وشهد الذاكر معانيه ومقاصده.
كتاب الفوائد الصفحة -323-