هل تجوز النيابة في قصِّ الرؤيا؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
هل تجوز النيابة في قصِّ الرؤيا؟
النيابة في قصِّ الرؤيا محمودة إذا كان السائل امرأةً تجدُ حرجاً في محادثة المعبِّر، أو كان السائلُ قد رأى رؤيا حسنةً فيها بشارةٌ واضحة له فأناب غيره ورعاً ليعلم تعبيرَها.
جاء في الحديث الشريف عن ابن عمر قال:
رأيت في المنام كأن في يدي قطعةٌ من إستبرق _ وهو ما غلظ من الديباج _ وليس مكانٌ أريد في الجنة إلا َّ طارت إليه،
قال : فقصصتها على حفصة، فقصّتها على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أرى عبدالله رجلاً صالحاً ))، رواه مسلم في صحيحه
_ أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضائل ابن عمر كما في النووي (16/38) _
كما جاء عن ابن عمر أيضاً أنه قال:
كان الرجل في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَمّنيتُ أن أرى رؤيا أقُصُّها على النبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال: وكنت غلاماً شاباً عَزَباً، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت في النوم كأنّ مَلَكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم
فجعلتُ أقول: أعوذ بالله من النار ( ثلاثاً ) . . قال: فلقيهما مَلَكٌ
فقال لي : لمْ تُرعْ، فَقَصَصتُها على حفصة فقصّتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : (( نِعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل )).
قال سالم : فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلاَّ قليلاً، متفق عليه واللفظ للبخاري
فهذا الحديث كما قال ابن حجر في الفتح فيه مشروعيةُ النيابةِ في قصِّ الرؤيا وتأدبُ ابن عمر مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ومهابتُه له حيث لم يقصّ رؤياه بنفسه، وكأنه لما هالته لم يُؤْثر أن يقصَّها بنفسه، فقصَّها على أخته لإدلاله عليها _ الفتح (12/437) _

[line]
يمكن الاستفادة من المقالة بشرط الإحالة للموقع وصاحبه فقط ومن ينقل أو يقتبس دون إحالة فهو عرضة للعقاب الدنيوي والأخروي.
التعديل الأخير تم بواسطة الحسنى ; 2008-02-06 الساعة 4:57 PM.
توقيع الدكتور فهد بن سعود العصيمي |
|
|