عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2007-10-31, 7:39 AM
وفااا
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية وفااا
رقم العضوية : 23382
تاريخ التسجيل : 12 - 2 - 2007
عدد المشاركات : 3,195

غير متواجد
 
افتراضي
.
.
هل هذه النملة من جند سليمان عليه السلام ؟ وكيف عرفت بأنه سليمان وجنوده؟

أغلب الظن أن النملة ليست من جند سليمان عليه السلام، لقول الله سبحانه وتعالى: { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } [النمل: 17]. والنملة ليست من هذه العوالم أو الطوائف أو الأقسام، وقوله: { مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ } بيان للجنود، فهي ثلاثة أصناف: صنف الجن، وهو لتوجيه القوى الخفية والتأثير في الأمور الروحية ؛ صنف الإنس وهو جنوده تنفيذ أوامره ومحاربة العدو وحراسة المملكة ؛ وصنف الطير وهو من تمام الجند لتوجيه الأخبار وتلقيها وتوجيه الرسائل إلى قواده وأمرائه، فربما يكون السؤال قد اقتصر على ذكر الجن والطير لغرابة كونهما من الجنود، فلذلك لم يذكر الخيل، وهي من الجيش، فلم لا يكون النمل كذلك ؟ وللإجابة على ذلك قال الله سبحانه وتعالى: { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }، فقول النملة يدل دلالة قاطعة على أنها ليست من جند سليمان وإلا كان عليها أن تكون في الحشر مع باقي هذه الأقسام أو الطوائف، ولكنها أمرت جندها بالدخول إلى المساكن والابتعاد عن طريق سليمان وجنده، فهي مملكة قائمة: لا سلطان لنبي الله سليمان عليها، غير أنه تعلم لغتها بأمر ربه، وأخذ العبر من تصرفاتها، مما جعله يبتسم... إذن،


فكيف عرفت أنه سليمان نبي الله ؟

- الكون كله في انسجام تام، الكل يسبح – الكل يعبد الله – هل من هنا عرفته ؟

- هل الأجناس الأخرى على علم بما أرسل الله من الرسل، وكل الأجناس يؤمنون بكل نبي في زمانه ؟

إن لنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقف كثيرة تؤيد مثل ذلك، فمن الصحيح المسند من دلائل النبوة، قال مسلم – رحمه الله – (ج 4 ص 1782): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن طهمان، حدثني سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن).

وقال ابن ماجه – رحمه الله – (ج، ص 1336): حدثنا محمد بن طريف ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: ( جاء جبريل عليه السلام ذات يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء، قد ضربه بعض أهل مكة، فقال ما لك فقال: فعل بي هؤلاء وفعلوا، قال: أتحب أن أريك آية ؟ قال: نعم أرني، فنظر إلى شجرة من وراء الوادي قال: ادع تلك الشجرة فدعاها، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه قال: قل لها فلترجع، فقال لها، فرجعت حتى عادت إلى مكانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي ).

ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم: حنين الجذع: قال البخاري – رحمه الله – (ج4، ص 319): حدثنا خلاد بن يحيى عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ( أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه، فإن لي غلاماً نجاراً، قال: ( إن شئت )، فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صنع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعت تئن أنين الصبي حتى استقرت).

قال الإمام أبو حاتم محمد بن حبان – رحمه الله – كما في الموارد (ص519): أنبأنا أبو يعلى حدثنا هدبة بن خالد القيسي، حدثنا القاسم بن الفضل الحمداني حدثنا الجريري، حدثنا أبو نضرة، حدثنا أبو سعيد الخدري، قال: ( بينما راع يرعى بالحرة إذ عرض ذئب لشاة من شياهه، فجاءه الراعي يسعى فانتزعها منه، فقال للراعي: ألا تتقي الله، تحول بيني وبين رزق ساقه إلي، قال الراعي: العجب لذئب يتكلم، والذئب مقع على ذنبه يكلمني بكلام الإنس، فقال الذئب للراعي: ألا أحدثك بأعجب من ذلك ؟ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق، فساق الراعي شياهه إلى المدينة فزواها في زاوية من زوايها، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ما قاله الذئب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للراعي: ( فأخبر الناس ما قاله الذئب ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صدق الراعي، ألا إن من أشراط الساعة كلام السباع الإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل نعله وعذبة سوطه، ويخبره فخذه بحدث أهله بعده ) حديث صحيح.

قال الإمام أحمد – رحمه الله – (ج1، ص 204): حدثنا بهز وعفان، قالا: حدثنا مهدي لنا محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد ( مولى الحسن بن علي) عن عبد الله بن جعفر قال: ( أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأسرّ إليّ حديثنا: لا أخبر به أحداً )، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل، فدخل يوماً حائطاً من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه يجرجر وذرفت عيناه، قال بهز وعفان: فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه، فسكن، فقال: من صاحب الجمل ؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله فقال: ( أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله ؟ إنه شكى لي أنك تجيعه وتدئبه ).

بل ترقى الجمادات إلى الشعور والعاطفة، لقول الله تبارك وتعالى: { كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آَخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ } [الدخان: 25-29].

.
.
يتبـــــع ......


توقيع وفااا




المنتدى هـذا .. ليـا غبـت .. عنّـه
يردنـي طـاري غـلاه .. وليالـيــــــه






.. }