الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده … وبعد:
فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات،
يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم،
والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً.
ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة،
وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم
بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛
بل إن لله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً،
إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم
بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
1- التوبة الصادقة
2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام
3- البعد عن المعاصي
فضل عشر ذي الحجة
1- أن الله تعالى أقسم بها:
وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله،
إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم،
قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) . والليالي العشر
هي عشر ذي الحجة،
وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف،
وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)
[الحج:28]
وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة،
منهم ابن عمر وابن عباس.
3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال افضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ
قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله
إلا رجل عفر وجهه بالتراب
( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
4- أن فيها يوم عرفة :
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران،
ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً ..
5- أن فيها يوم النحر :
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء،
قال صلى الله عليه وسلم
(أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)
[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].