فالعبادة حق الله وحده ، ليس لأحد أن يشاركه في ذلك ،
قال تعالى :
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ }
وقال سبحانه :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
وقال عز وجل :
{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ (3) }
هو سبحانه الإله الحق ، فليس هناك إله آخر يُعبد معه بالحق ،
بل هو إله بالباطل ، كل الآلهة بالباطل غير الله ، بينما الإله الحق هو الله وحده سبحانه وتعالى .
ولما سمعت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم قوله لها :
( قولوا لا إله إلا الله )
استكبروا ، و قالوا :
{ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ }
زعموا أن لهم آلهة ، وأنهم لن يتركوها ؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام ،
وهذا من جهلهم وضلالهم ، وفساد عقيدتهم ، فالإله الحق هو الله وحده ،
القادر على نفعك وضرك وإغاثتك ،
هو الذي يقدر على كل شيء سبحانه ، قال سبحانه :
{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
أما الآلهة المدعوة من دون الله كلها باطلة ، كلها عاجزة لا تملك لنفسها ضراً ولا نفعاً ،
ولا لعابديها ، ولكنه الشيطان زين لأهل الشرك وأملى لهم ، حتى عبدوا غير الله ودعوا غير الله ،
واستغاثوا بغير الله فوقعوا في أعظم الذنوب ، وفي أعظم أنواع الكفر ،
قال الله سبحانه :
{ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }
هذه مسألة عظيمة هذه أعظم مسألة ، أكبر مسألة ،
مسألة التوحيد والشرك فيجب على كل إنسان أن يتفقه فيها من رجل وامرأة ،
أن يتفقهوا في هذه المسألة وفي جميع أمور الدين حتى يكونوا على بينة وعلى بصيرة ،
فيما يأتي المسلم ويذر ، فيعمل بالحق الذي شرعه الله ،
ويخلص له العبادة ، ويحذر ما حرمه الله عليه ،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )
فمن علامات الخير أن تفقه في الدين وأن تكون على بصيرة ،
ومن علامات الهلاك أن تكون جاهلاً بدينك ، معرضاً عن دينك ،
نسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيق ، ونسأل الله أن يُصلح أحوال المسلمين جميعاً ،
ونسأل الله أن يوفق جميع الناس للتفقه في الدين ،
والدخول في دين الله والحذر من الشرك بالله عز وجل ، فدين الله هو الحق وما سواه باطل ،
قال الله تعالى :
{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ }
فالإسلام هو توحيد الله والإخلاص
له ، وترك عبادة ما سواه ، وطاعة أوامره وترك نواهيه ، هذا هو الإسلام ،
وهذا هو دين الله الذي جاءت به الرسل جميعاً ، وجاء به خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام ،
وما سواه فهو باطل ، سواءٌ كانت يهوديةً أو نصرانيةً أو وثنية أو مجوسيةً أو شيوعيةً أو غير ذلك ،
كلها باطلة ، أما دين الحق فهو الإسلام ، الذي بعث الله به الرسل ،
وهو إخلاص العبادة لله وحده ،
وطاعة أوامره وترك نواهيه التي جاء بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء