السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
في ذلك اليوم ..
كنت جالسة وحدي ..
أذاكر دروسي ..
تسرني زقزقة الطيور ..
و تداعب النسمات وجهي ..
و بينما أنا كذلك ..
سمعت صوت الأذان ..
أذان الظهر ..
لطالما سمعته فالمسجد بالقرب من بيتنا ..
و الأقرب من غرفتي ..
لم يكن صوت المؤذن ذاته ..
بل كان مختلفا ..
كان أجمل ..
- ماشاء الله -
سرت فيّ قشعريرة ..
و بكيت ... !
لا أدري لماذا .. !؟
بل ربما أدري ..
أبكي حالنا ..
حال كل الفتيات ... !
نعم والله ..
فـ تلك لاهية بالمغني هذا ..
و الأخرى بالممثل ذاك ..
و هذه تحادث هذا ..
و تلك تخرج مع ذاك ..
و فوق كل هذا ،،
بجاهرن بالمعاصي .. !
لماذا .. ؟!
كل يوم أعود من المدرسة ،،
أكره ذاتي ..
لأني أذهب إليها ..
بعدما كنتُ أعشقها ..
و هل لا يُعشقُ العلم ... ؟
كرهتها لكثرة ما اسمع من القصص و الشكاوى و التوافه ..
فهذه تأتي إلي تشكو جفاء حبيبها ..
و تلك اكتشفت أن حبيبها يخونها ..
و تلك تهدد بأنها ستنتقم لأنه أخلف وعده بالزواج منها ..
و الأخرى تقول اكتشفت أن حبيبي صديق أخي ..
و لا أدري لماذا يخبرنني أنا بالذات كل هذه الحكايات .. !
سئمت منهن و من اهتماماتهن التافهه ..
لطالما حاولت نصحهن ..
فما لقيتُ منهن غير السخرية ..
و الاستهزاء ..
صحيح أن ذاك ما همني أبدا ..
و لكني لا أدري ما أفعل ..
لأني والله أحبهن و أعتبرهن كأخواتي و أخاف عليهن و الله يشهد ..
و يؤلمني و يضايقني ما أراه من انحراف و ضياع و معاصي يرتكبنها ..
و لكن ما أملك لهن سوى الدعاء ..
يا ترى من السبب في كل هذا .. ؟
هل أم لاهية .. ؟
و أب لا يهتم ... ؟
أم هو مجتمع المدرسة المسبب للضياع .. ؟
أم هي صحبة السوء التي تجرنا إلى المعاصي و الانحراف .. ؟
أو ربما ذلك الإعلام الفاسد التافه السخيف ، الذي شوه كل ما هو جميل ، و أفسد كل ما هو صالح .. ؟
و التقليد الأعمى له ... !؟
و تجتمع الأسباب ..
و يساعدها ضعف الوازع الديني ..
و ضعف الإيمان ..
هن مراهقات ..
يبحثن عما يشغل فراغهن ..
فكل واحدة تفكر ،،
هي طريقة رائعة و سهلة أشغل فيها نفسي ..
و أملأ فراغي العاطفي ..
و لا أخالف فيها الجماعة ..
و أكون ككل الفتيات ..
مـــا الــحــــل ... !؟
الكاتب: khowla