أختي الغاليه الضائعه أسأل الله أن يجعل حياتك كلها سعادة ويجعلك خيرقدوه لأبنائك شخصيتك ليست متقلبه باالنسبه لي إنما رائعه جدا وذلك أستنتجته من حديثك عن نفسك فأنتي مستشاره رآئعه وبشاهدة صديقاتك طيبه وحنونه وام وزوجه مثاليه ياالغاليه أنتي مش ضائعه أحنا محظوظين بشخصيه مثلك تكون موجده بيننا أختي الغاليه أنت الي حللتي شخصيتك بطريقه رآئعه وصريحه لست أنتي فقط متقلبة المزاج جميعآً كذلك فالمؤمن قد يتعرض لمواقف قلق وفرح وحزن وسعادة وانحراف وخطـأ ولكن ايمانه بالله يجعله يتوافق مع هذه المواقف بالرضا والا رتياح مقولة شهيرة يرددها دائما الدكتور ابراهيم الفقي في نهاية محاضراته
(عيش كل لحظة كأنها اخر لحظة في حياتك ..عيش بالإيمان ...عيش بالحب ...عيش بالأمل ...عيش بالتفاؤل...
عيش بالصبر...عيش بالكفاح..
وقدر قيمة الحياة)
فهو فضل من الله جل وعلا عليك فأنت المستشارة التي يرجعون إليها في حل مشاكلهم ويجدون منها الصدق والنصيحة المخلصة، ولولا أنهم لمسوا منك هذا الخلق النبيل لما حصل هذا الإقبال وهذا يا أختي يدل على فضل وخير من الله جل وعلا، بل إن عليك أن تسجدي لله شكرًا على ما أنعم عليك بهذه النعمة.
وفي نفس الوقت لا بد من إنزال الأمور منازلها، ولا بد من أن يعطى الأمر حقه، فأنت وإن كنت تشاركينهم في حل مشاكلهم وكذلك تعينينهم في الخروج منها إلا أنه لا بد أن يكون لك وقتك الخاص الذي تنظرين فيه في مصالحك الخاصة من تحصيل العلم النافع، ومن إجمام نفسك، ومن هدوء بالك وراحته، فإنه لا ينبغي أن يكون كل وقتك مشغولاً بحل مشاكل الأسرة دون أن يكون لك قدر من الراحة والطمأنينة، وهذا هو الذي أوقعك في هذا الأمر الذي تشعرين به الآن وهو الاضطراب والقلق من المشكلة حتى تجدي لها حلاً، وذلك لأنك تشعرين بالمسئولية المعنوية تجاه أهلك وأقاربك وتريدين أن تساعديهم، عدا أن هذا يدل على أن لديك طبيعة لطيفة رقيقة (حساسة نوعًا ما) وهذا هو الذي يؤدي إلى شيء من القلق الزائد في بعض الأحيان، فلا بد أن تنزلي الأمور منازلها، بحيث تخصصين وقتًا لنفسك تقرئين فيه صفحات من كتاب الله عز وجل، تحفظين فيه شيئًا من سور القرآن الكريم، تشاركين في مركز للتحفيظ وتعلم التجويد أو تعلم العلم الشرعي النافع، ويكون لك أيضًا زيارات اجتماعية لأخواتك في الله وبالأسر الفاضلة، ويكون لك أيضًا فسحة لطيفة مع بعض أهلك، فلا بد أن تروحي عن نفسك، فإن المشاكل في هذه الحياة لا تنتهي وما أكثر أن تقع بين أفراد الأسرة الواحدة فإن للزوج مشاكل مع زوجته وللأخ مشاكل مع أهله وللقريب مشاكل مع قريبه، وهذا أمر كثير في العادة فلا بد إذن من إنزال الأمور منازلها.
والذي يجمع لك هذا الخير العظيم هو ما قاله سلمان الفارسي رضوان الله عليه حيث قال: (إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولزوجك عليك حقًّا، ولزورك – أي ضيفك – عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه، فقال صلوات الله وسلامه عليه: صدق سلمان) خرجه البخاري في صحيحه، وهذا المعنى ثابت ومنصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم من كلامه، فلا بد إذن من إعطاء كل ذي حق حقه، وبهذا تصلين إلى القدر السليم في هذا.
وأيضًا فإن لك أوقاتًا لا بد أن تنظري فيها في مصالح نفسك وخير ما تقومين به هو الارتباط ببعض الأعمال النافعة التي تعود عليك بالخير والفضل كما أشرنا في أول الكلام، وبهذا يجد جميعهم أن لديك أوقات لا بد أن تقدر وأن تراعى، وهذا أمر لو أنك أحسنت تدبيره لوجدت أنك قد وصلت بإذنِ الله إلى هدوء البال والنفس.
فإن الذي عليك الآن هو ازدحام هذه المشاكل في ذهنك وشعورك بالمسئولية المعنوية تجاههم، فقد عرفت إذن السبب، مضافًا إلى ذلك شيء من القلق الذي أصابك بسبب كثرة معاناتك بهذه المشاكل ومحاولتك إيجاد الحلول لها، فبتهوينك على نفسك - على النحو الذي أشرنا إليه - تصلي إلى المستوى الطيب بإذن الله عز وجل، بل وتجدين أن لديك من القدرات الحسنة في حل هذه المشاكل وبصورة تزداد يومًا بعد يوم بإذن الله جل وعلا.
ومن هذا المعنى: أن يكون لك ممارسة لرياضة المشي مع بعض أخواتك مثلاً أو بعض أهلك فإن هذا ينفس عن مكنونات نفسك ويريحك شيئًا ما، فالمطلوب إذن أن يكون لك تنظيم لهذه الأمور حتى تجدي أنك قادرة على العطاء والبذل وأيضًا فاحتسبي هذا عند ربك جل وعلا، فقد قال تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}.
نسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من المصلحين الذين قال الله تعالى فيهم: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}، من عباد الله الصالحين وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يزيدك من فضله وأن يفتح عليك من بركاته ورحماته