الموضوع: مصاص الدماء
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2007-10-24, 4:20 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
(5)


سبحان الله .. وهكذا الأيام ..
من يتصور أن [ صالح ] سيتغير تغيراً كهذا خلال سنتين ..
كم نحن بحاجة إلى ألا نيأس عند دعوة للآخرين .. فلا ندري متى يفتح الله على قلوب أولائك ..

أصبح [ صالح ] يتطلع إلى أن يكون من كبار العلماء .. فهو يرى شيخه كيف رفعه الله بالعلم درجات ..
لذا .. عزم على الالتحاق بكلية الشريعة ..
كان هذا هاجسه الدائم خلال دراسته الثانوية ..
خاصة وقد ازداد حماسه بعد تجاوزه لعقبة النحو واللغة العربية .. فأصبح خلال شهر ينافس الأوائل في الإعراب ومهارات اللغة العربية .. لقد كان مثاراً للعجب ..

كان [ صالح ] يأخذ معه كل يوم كتاباً ليقرأه في الفصل .. حتى أنهى كتاب ( حادي الأرواح ) وهو في الصف الثاني ثانوي .. وما أعظمه من كتاب .. حيث أبدع ابن القيم الحديث في وصف الجنة .. وهي دعوة للجميع لاقتناء الكتاب .. فمعه ستنسى الدنيا ولذاتها .. [ نسخة مصورة إلى قسم الإعلام المقروء ] ..

لم يكن [ صالح ] يقرأ في أي فن .. بل كان يريد أيضاً أن يطور نفسه من خلال ما هيّة ما يقرأ .. فليست المسألة تسلية .. بقدر ما هي تطوير وتغذية ..

دخل المكتبة .. وأخذ يتجول في أروقتها ..
رمق ركناً في الزاوية فيه كتب تختلف عن غيرها ..
وصله .. أخذ يتصفح الكتب : ( كيف تتقن الإدارة في ساعة - كيف تكسب موظفيك - فنون التعامل مع الآخرين - من حرك قطعة الجبن - دع القلق وابدأ الحياة ... ) ..
كانت تلك العناوين تشده .. فهي تشبع جانباً لديه ..
لقد كان يحس بجفاء من الآخرين .. فهو يحب فلاناً وفلاناً .. لكنهم كانوا باردي المشاعر معه ..
كان يشعر بشيء من الكمد والحزن .. لكنه يعزي نفسه بالصحبة الصالحة أحيانا .. وبصدق الأخوة أحيانا أخرى ..

أقل من دقيقتين .. و[ صالح ] أمام المحاسب قد اقتني كتابين منها ..
انطلق إلى البيت .. وهناك أخذ يقرأ من ذا .. ويتصفح شيئا من ذاك ..

ساعتان مرت .. لم يشعر [ صالح ] بنفسه حتى دخلت عليه أمه .. ( ألم تنم يا [ صالح ] ) ؟؟
( ماذا .. كم الساعة الآن ؟؟ ) ..
كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحاً ..
أغلق [ صالح ] ما في يديه .. ثم صلى ما تيسر ونام ..

-----------------

هاهو [ صالح ] يجلس بين أحبته وقد تحلقوا حوله مستمعين بإنصات لحديثه ..
كان حديث صالح ذا شجون .. وأسلوبه في مراعاة السامعين يشدهم إليه ..
لقد أصبح الجميع يحبه .. ويحب مجالسته ..
لم يكن يسفه رأي أحد .. ولا يحتقر جلوسه بجواره ..
لقد أعطى الجميع حقه .. وأظهر لهم حبه الكامن .. فأحبوه ..
لقد كان يأخذ بالقاعدة النبوية : ( أخبره أنك تحبه ) .. وكان يرى أثرها بالغاً على الآخرين ..

إنه سحر الأخلاق .. السحر الحلال ..

كان [ صالح ] يؤمن أن تغيير الناس يأتي بعد ارتياحهم للمتكلم وحبهم له .. لذا كان يكن لطلاب فصله حباً عظيما .. حتى أصبحوا ينتظرونه إذا تأخر .. ويسألون عنه إذا غاب ..

لقد كان [ صالح ] معلماً بخلقه .. ومربياً بأدبه.. تشعر أنه صادق مع الله .. فلا تتعجب .. أن يكتب الله له القبول بين خلقه ..

---------------------------

النخلة العوجاء ..
مثل يضرب لمن ينفع البعيد ويدفع القريب .. فهي نخلة عوجاء .. أصلها في مكان وثمرها في مكان آخر ..

كان [ صالح ] يعي أن خير الناس أنفعهم للناس .. وأحق الناس بالنفع أهله ..
خاصة .. وأن بيتهم قد وضع فيه الحبل على الغارب .. فكلٌ يصنع ما شاء كما شاء ..

في أحد الأيام ..
شعر صالح بجلبة وحركة غير عادية في بيتهم ..
كان إخوته يصعدون وينزلون ..
ماذا ؟؟
لقد كان الخبر مفاجأة ..
ترى .. ما الذي حدث ؟؟

لقد وضع إخوته طبقاً فضائياً فوق البيت ..
لكنه ليس طبقاً عادياً ..
لكن وُضع فيه رأس من خارج المملكة .. يجلب قنوات الإباحة والفساد جهاراً نهاراً ..

مصيبة .. لا يمكن التغاضي عنها ..
كان [ راشد ] يشعر بالهم نفسه ..
يتساءل :
هل سأكون ديوثاً أرضى الخبث في أهلي .. ؟؟
ماذا أقول لربي حين أقدم عليه ..؟؟

كانت مصيبة أعظم من أن تحتمل ..
يبكي .. ولكن البكاء لا يجدي ..
يشكي .. وما ستنفع الشكاة .. ؟

أعلن الأخوان حالة الطوارئ .. اجتماع مغلق للمشكلة ..
كان أمامهم خيار واحد ..
فالتغيير لن يكون عن طريقنا ..
لابد من سلطة أعلى ..
لكن من ؟؟
والدنا .. لا يأبه بنا أصلاُ .. فكيف سيتعاون معنا ..
أمنا .. نعم .. أمنا ..
لكن .. كيف ..؟؟

اتفقا على أن يتولى [ صالح ] التأثير على والدته وإقناعها ..
أحس صالح أن المهمة صعبة .. وربما لا تنجح ..
فماذا سيعمل ؟؟


-------------