عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2012-09-28, 5:21 PM
حامد نوار
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 127765
تاريخ التسجيل : 4 - 9 - 2010
عدد المشاركات : 11,179

غير متواجد
 
افتراضي
- أسباب من الأخطاء المتراكمة
قد تخطئ الأم بداية بعدم تأهيل ابنتها لتحمل مسئولية الزواج وتحمل مسئولية زوج وأسرة وبيت , فكثير من الفتيات يدخلن عالم الزواج دون إعداد كاف لذلك , فتجدها من الأيام الأولى لها لا تحسن أداء أي عمل منزلي , وقد يتحمل الزوج ذلك في البداية وخاصة مع الأيام الأولى التي تتميز بالسعادة ويسميها الناس بـ ( شهر العسل ) , ولكن ما إن تنقضي تلك الفترة إلا وتجد البنت نفسهن في مأزق حقيقي , فلا تحسن إدارة بيت ولا أداء حق زوج , وتشعر أن جبالا ضخمة قد ألقيت على رأسها فجأة , فلا سبيل لها سوى طلب المساعدة من أمها , وخاصة إن صاحبت تلك الفترة بداية حمل , فتضطر أم الزوجة للتدخل في كثير من الأمور – حتى لو لم تكن راغبة – لكي تصلح خطأها الأول بخطأ ثان أكبر وأفدح , وربما ينقلب التدخل الايجابي في البداية لتدخل سلبي بعد ذلك , إذ أن الفتاة التي لا تعرف التعامل في بيتها لتلبي حاجاتها وحاجات زوجها فقط لن تحسن التعامل بعد ذلك لوجود ضيف صغير لا تعرف عن عالمه شيئا , ويصبح تدخل الأم – الغير مرغوب فيه والمقبول على مضض – تدخلا حتميا ولازما , ويشعر الزوج بعدم راحة في بيته .


- أسباب اقتصادية
في كثير من الأحيان قد يتقدم شباب للزواج وهم في مقتبل حياتهم , وقد يكونون على حالة مادية أقل من أهل الزوجة , أو ربما يكونون في مستوى اقتصادي عائلي مرتفع ومتناسب مع أهل الزوجة ولكنهم يريدون تكوين أنفسهم بأنفسهم دون الاعتماد على أهليهم – وهذا سلوك محمود – وتعيش البنت معه على دخله الغير متناسب مع ما كانت تعيش عليه قبل ذلك , وتشكو البنت لأمها , فتتصرف بعض الأمهات تصرفا خاطئا , إذ تحاول أن تدعم البيت الجديد ماديا دون أن يعرف الزوج في البداية , إلى أن يصبح الأمر بعد ذلك عاديا ويعتاده الزوج , فتؤثر بفعلتها هذه على البيت الجديد إذ تساهم في هدمه بسرعة , إذ أن لأصحاب الإنفاق كلمة ورأي , وسيتدخل في كل كبيرة وصغيرة في إنفاق المال الذي يدفعه , مما يسلب الرجل بعد فترة استقراره وهدوءه , ويشعر أن العلاقة الزوجية بينه وبين زوجته مرتبطة على الدوام برضا أم زوجته عنه , وحرصه على عدم مخالفتها , وهذا معول هدم للبيت الذي أرادت الأم بحسن نية أن تقيمه وتساعده على البقاء .


وهناك أسباب أخرى لا مجال لحصرها مثل الأم المتسلطة والأم الوحيدة والأم التي تقيم ابنتها وزوجها معها وغيرها

كيفية التخلص من تلك الأزمة :
إن هذه الأزمة التي تحدث من الأم والتي تسهم بقوة في تقويض بيت ابنتها لن تكون أبدا برغبة من الأم في هدم ذلك البيت , فلا توجد أم إلا وترغب في أن تعيش ابنتها في سعادة وهناء وأن يستريح بالها من ناحيتها , ولهذا لابد في التعامل مع الأم ألا يشعرها أحد بأنها تفعل هذا بسوء نية أو أنها تريد شرا بالبيت الجديد , ولكن الأمر لا يعدو كونه عدم تقدير للموقف وعدم معرفة مآلات الأمور التي يجب على كل أم الانتباه لها .


ونقسم المقترحات لتلافي المشكلة أو معالجتها إلى مرحلتين أساسيتين
أولا قبل زواج البنت :
- فك الالتصاق التدريجي
يجب أن تعي كل أم أن تسير وفق الاتجاه وأن سيرها عكس الاتجاه سيضر بها وبابنتها عاجلا وآجلا , فمنذ اللحظة الأولى عندما تكون البنت في أحشاء أمها يكون الالتصاق بينهما تاما وكاملا , وتعتمد البنت عليها في كل شئ حتى في التنفس , وكلما مر الوقت وصار الجنين وليدا يجب أن يقل اعتمادها على أمها تدريجيا , فاعتمادها على أمها وهي طفلة لابد وأن يقل كلما كبرت , ويجب أن تحرص الأم على ذلك , فتحررها من أسر الاحتياج لها في شئونها الخاصة , وتعطيها الثقة لتختار ملابسها وألوانها وشراء مستلزماتها - حتى وان أخطأت , فلابد أن تخطئ لكي تتعلم وتتحرر - , ولكن الخطأ الأكبر حينما تصر الأم أن تقف في مكانها أو تسير عكس عقارب الساعة , فتزيد من التصاق البنت بها واعتمادها عليها في كل شأن من شئونها , وهذه البنت التي تتربى هذه التربية لابد وان تشعر أنها ريشة في مهب الريح عند أول ليلة من زواجها إذ تريد قطعا أن تعود لامها في كل شئ كما عودتها أمها .


- مناقشة لا أوامر
تحتاج كل بنت من أمها في بداية حياتها لكمية من الأوامر والقليل من المناقشة لكي تستقيم حياتها , ولكن كلما كبرت البنت يجب أن تقل مساحة الأوامر ويستبدل بها المناقشات , حتى تصل إلى أن تكون الأيام الأخيرة قبل زواجها مرحلة المناقشة والإقناع فقط ولا أوامر فيها , لتستكمل فيها بناء شخصية ابنتها المتفردة , ولكي تتكون عندها الشخصية السوية التي لا تشعر بالخوف والاضطراب الشديدين والمبالغ فيهما والأرق الدائم في الأيام الأخيرة قبل الزواج , لخشيتها من المسئولية التي لم تتعود أن تتحملها عن نفسها فضلا على أن تتحمل مسئولية غيرها .

- حصص التدبير المنزلي
يقولون أن " الأم النشيطة تعلم أولادها الكسل " , إذ أنها برغبة منها في تحمل كل الأعباء عن أبنائها لا تطلب منهم شيئا في مساعدتها , فيربون على الكسل والاسترخاء والراحة , وينتظرون أن تلبى كل طلباتهم في كل مكان , وعندما تتزوج البنت تفاجأ بواقع مختلف , إذ أن عليها الآن أن تقوم بمهمة أمها التي لم تعتدها قبل ذلك , ولهذا فلابد للأم أن تصحب ابنتها معها لتعليمها التدبير المنزلي في كل خطوة في الشراء – أن كانت هي من تخرج للشراء – وفي شئون البيت ودخول المطبخ وغير ذلك لتكون يدا بيد مع أمها في كل شئ , وتحاول أن تزيد الاعتماد على ابنتها تدريجيا , وتتحمل أخطاءها وتعلمها في بيتها كيفية إدارة بيت ستكون البنت فيه المسئولة الأولى وستحاسب على أخطائها فيه .


- حصص التدبير المالي
يختلف التدبير المالي عن التدبير المنزلي , إذ أن مهمة التدبير المنزلي أيسر بكثير من التدبير المالي , فقد يحلو لبعض الأزواج – وهم نسبة ليست بالقليلة - أن يعطي زوجته في أول كل شهر مبلغا معينا من المال لكي تنفق زوجته على شئون البيت الداخلية , ويحتفظ هو بمبلغ لنفسه ليواجه مطالب البيت الخارجية , وربما يحدث ذلك قسرا إذا كان الزوج من أهل السفر , فيجب على الأم أن تربي ابنتها تربية مالية لتشترك معها في صرف مبلغ شهري محسوب بدقة لتعليمها أن للشراء أسسا تبدأ بالأهم قبل المهم ثم الاعتيادي ثم الكمالي , فلا تقدم ما يستوجب التأخير ولا تؤخر ما يستوجب التقديم , ولكي تتعلم حتى وان كانت من أهل اليسار فلا يعلم احد الغيب إلا الله والنعم لا تدوم – نسأل الله أن تدوم النعم للمؤمنين – فلابد عليها من تجربة ذلك مرات عديدة لتفشل أكثر من مرة ثم تعتاد النجاح بالوصول لنهاية الشهر وهي في بر الأمان .


- الزواج ليس بيتا واركانا فقط
يجب أن تعلمها أمها أن نجاحها في الزواج لا يرتبط بالجانب المادي فقط , لأنها ستتعامل مع رجل لا تعرفه حتى الآن , وأن عليها واجبات تجاه هذا الرجل , فتعطيها الأم من خبرتها في حياتها من أبيها , وتعلمها أن حياتهما معا لا تسير وفق ما تراه البنت فقط , فكثيرا ما تثور بينهما اختلافات في وجهات النظر , وتريها أنها كيف تغلبت عليها وساهمت بجهدها في الإبقاء على البيت , وأن هناك فنونا يجب أن تتحلى بها كل زوجة , وأن للرجال سمات وطلبات – في غالبها - مشتركة , وكيفية التعامل معهم أيضا في غالبها واحدة , وهذه التنبيهات يجب أن تتكرر كثيرا وتستدل على ذلك بالتحدث كثيرا عن سلوكيات والدها وردود أفعاله وكيف تجنبت غضبه وكيف تعايشت مع عيوبه , وتعلمها أن زوجها سيبادلها حرصا بحرص لكي توقن البنت أنه بإمكان كل إنسان أن يستخرج من الذي أمامه أحسن ما في سلوكه وبإمكانه أيضا أن يستخرج منه أخبث ما فيه .


ثانيا : بعد زواج البنت
- الوقوف بحزم تجاه إذاعة أسرار بيتها منذ الليلة الأولى لزواج البنت , وبعدها بقليل ستحاول البنت أن تمارس مع أمها نفس الدور السابق , وستبدأ في حكاية كل موقف تعرضت له , بدافع من حب الأم ولإشعارها بأنها لم تصبح رقم اثنين في حياتها , فيجب على الأم أن تنبهها أنها ترحب بان تستمع لكل كلمة من ابنتها ولكن هناك أسرارا يجب أن تحافظ البنت عليها , فما يخص بيتها وزوجها وطبيعة تعاملهما وطبيعة عمله ومشكلاته وكل ما يبوح به إليها لا يُسمح لها أن تتحدث فيه معه أحد وأولهم أمها , لا لكونها لا تستحق منها ذلك , ولكن لكون الزوج صار أعظم حقا على زوجته من أمها , فالشرع الذي أباح للزوج أن يرى من زوجته ما حظره ومنعه على أمها وأبيها يعطيه الحق عليها في أن يكون سره محفوظا عندها فلا تطلع عليه أحدا , وبهذا تغلق الأم أول أبواب الفتنة ويكون ذلك بطلب منها لا برغبة من البنت وحدها


- وقد تبدأ الفتاة من الشكوى المادية – لقلة مال أو لبخل حقيقي أو متصور في الزوج - , فلا تتصرف الأم بعاطفتها لمحاولة علاج ما تتعرض له ابنتها , بل يجب عليها حث ابنتها دوما على أن تتوافق مع ظروفها المادية أو طبيعة زوجها , وأن تحاول أن تحل مشكلتها معه بهدوء وروية وتعقل , دون أن يشعر أنها تشتكي منه لأنه سيزيد من مشكلتها ولن يكون حلا , ولا تحاول الأم سؤال ابنتها عن ذلك الأمر ثانية إلا إذا فاتحتها البنت بعد ذلك , فأحيانا يكون السؤال بابا لتذكر المآسي التي يتأقلم ويتعايش الإنسان معها , ولا مانع من إهداء الأم لابنتها شيئا من حين لآخر دون مساس بمشاعر الزوج .

-
يتبع