انطلقنا بسيارته ..
لاطفني في الكلام وكأنه يريد التخفيف علي من مهابة الموقف..
ذكر لي أن كثيرا من الناس يدخلون على الأمير
فتصيبهم مهابة الموقف بالارتباك والوجل.. ..
ولكن بعد أن يجالسوه ويروا شخصيته الحقيقية ..
فإن الوضع يختلف تماما فالرجل متواضع للغاية وبسيط في تعامله ...
وهو يقابل الناس باحترام على اختلاف منازلهم.. ومشاربهم....
دخلنا منزل الأمير الفسيح .. كان شبه خال ..
حسبت أن هناك جلسة عامة للناس في بيته الفسيح..
لم أركز النظر في بيته فأنا لم أجيء لأمتع نظري ببيته العامر..
زورت في نفسي كلاما كثيرا طار كله أو أغلبه عند رؤية الأمير...!!
بقيت في الصالون الكبير أشرب القهوة والشاي برفقة السائق ..
تحدثنا في أمور كثيرة .. ولم يظهر الرجل أنه يعلم بموضوعي الذي جئت لأجله..
حدثني عن المقابلة التي تمت منذ فترة ..
بين الأمير محمد ومجموعة من الشباب ..
الذين لديهم مشاكل أمنية ...
حدثني كيف أن الأمير محمد كسب قلوب هؤلاء الشباب المتحمس برفقه بهم..
وهكذا الرفق ما كان في شيء إلا زانه ..
سمعت بهذه الجلسات وقرأت عنها بالانترنت..
استمع الأمير لمشاكلهم الأمنية وحتى الاجتماعية منها ..
مجتمعين وفرادى ...
كان الواحد منهم يخلوا بالأمير فيفرغ كل ما في جعبته من مشاكل دون تحرج ورهبه ..
خرجوا جميعا من عنده وقد حلت مشاكلهم وطويت صحفهم وهكذا الحكمة فلتكن..
لقد انتشرت قصص ومواقف الأمير محمد مع هؤلاء في المنتديات والمواقع ..
إن هذا الأسلوب الجريء ومن رجل أمن بل هو الرجل الثالث في الأمن في كل البلد..
هو بلسم شاف على قلوب كثير من الشباب التي عصفت بهم العواطف..
إنهم في حاجة للقلب الحاني ولليد الناعمة لتمسح رؤوسهم وترجعهم
برفق ولين لجادة الحق والصواب..
فهم والله قريبون ، وهينون ، وغالبهم جاهل ضعيف الحجة ..
ولكن غيرته وحرمانه ممن يوجهه أضله عن السبيل..
لقد كان لهذه المقابلات أثر هائل في نفوس كثير من شبابنا الذين..انحرفوا عن الجادة ..
فكانت سببا لعودتهم للحق ، والتزامهم بالنهج السوي..
إن الأمير محمد بن نايف قد أقفل بهذا الأسلوب الحكيم ..
أبوابا للفتنة والشر لا يعلم مداه إلا رب العالمين..
وما ضره ذلك !!
ما ضره مقابلة هؤلاء الفتية .. فهم في مقام الإخوة والأبناء..
إن السياسة الصادقة والمبنية على الشفقة والرحمة بالأمة ..
هي قانون مستنبط من هدى رسل الله عليهم السلام ومنهم رسولنا محمد صلى الله
عليه وسلم.. كما قال تعالى( لقد جاءكم رسول من أنفسكم حريص عليه ما عنتم
بالمؤمنين رءوف رحيم)...
بينما نحن نتحدث ..أنا وصاحبي ..
وفي حوالي الساعة التاسعة وربعا دخل علينا الأمير محمد ..
لم يكن وجهه غريبا ..
فقد كان لقاءنا الثالث ولكن هذا المرة ليس أحد سوانا..!!
خرج السائق وبقيت أمام الأمير لوحدي..
وقفت في مكاني على استحياء منه..
فسلم وصافح بحرارة ..
قال لي هل أنت فلان ؟؟
قلت نعم أنا هو..
قال أهلا وسهلا فيك ...
الله يحلك يخوي مما قلته في ..!!
لقد فشلت واستحييت من كلامه .. فأردت أن أستوضح المقصود..
قلت له مكنيا :
يا أبا نايف وهل قلت فيك مكروها؟؟
قال : ألم تقل عني كذا وكذا ؟؟
قلت له حاشاك والله... فا أنا لم أقصد ما ذكرت ..
ويبدوا أن الأمر نقل إليك على غير حقيقته..
هل قرأت كلامي الذي كتبته أيها الأمير..؟؟
قال : لقد مررت عليه سريعا.. فقد كنت مشغولا بمؤتمر الإرهاب ..
قلت له :إن الكلام اللي نقل لكم أيها الأمير قد وضع في غير سياقه..
ولو نقل لكم بنصه غير مبتور لوضح لكم المعنى..