عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 160  ]
قديم 2007-10-21, 2:41 AM
اليراع الذهبي
عضو فعال بالمنتدى
الصورة الرمزية اليراع الذهبي
رقم العضوية : 29038
تاريخ التسجيل : 2 - 5 - 2007
عدد المشاركات : 505

غير متواجد
 
افتراضي

قدمني الناس للصلاة بهم مرارا..
وغالب وقتي أجلس في المسجد متلحف بجبة سميكة.. أقرأ وأستخير واصلي فيه..
دعوت الله بصدق أن يهديني إلى الصواب في قولي وفعلي..
دعوته أن يلهمني رشدي ويقيني شر نفسي..
أكثرت من التضرع لله تعالى فأنا مقدم على قرار خطير يكون له ما بعده..
فكرت مرارا وتكرارا .. هل ما أفعله صواب؟
هل كل ما أفعله يفيدني في ديني ودنياي؟
سألت نفسي : انظري يانفس أين أصبحت؟ وأين تسيرين؟
أين سأذهب ؟ ومع من؟ ومن يضمن لي السلامة؟؟
ثم إلى أين؟
تساؤلات كثيرة !! وأجوبة معدومة..!!
فكرت في حياتي كيف كانت وأين صرت وأين أسير..
بقيت على هذا الحال ثمان وأربعين ساعة ..
وأنا أدور في المسجد ذهابا وإيابا أنظر في حالي وعواقب الأمر الذي سوف أفعله!!
ناداني صاحب البيت للجلوس على دكة معدة للجلوس أمام الوادي في منزله!!
جلست من بعد عصر اليوم الثاني حتى غربت الشمس!!
إن لشرب الشاي على تلك الشرفة طعم خاص ..
وخير مكان للتأمل هي المواضع المرتفعة ..
ومن جرب ذلك عرف ما أعنيه..
حيث ترتخي الأعصاب وتهدأ الطباع ويطيب المزاج..
كانت جلسة رائعة.. ترى من خلال الضباب الكثيف الأطفال يلعبون ويمرحون في
الحقول والبساتين على الجبل الشاهق....
تسمع أصوات الديكة تتردد في الوادي ..
كان أجمل وقت حينما تبدأ المساجد بالأذان فيتردد صدى التكبير في الوادي..
ما أجمل الأمور على طبيعتها ..
خاطبت نفسي حينها كثيرا ..
وبعد تفكير عميق سبقتها دعوات واستخارة عزمت على أن أرجع أدراجي..!!!
نعم يجب علي العودة!! كفى هروبا كفى..!!
فقد رأيت أن قرار الهروب فوائده إن وجدت لا تقارن بمصلحة العودة ..
إن مواجهة المشكلة والسعي بحلها بكل الطرق الممكنة خير من تعليقها ..
ففي النهاية لا بد من مواجهتها فالأفضل التعجيل بذلك والمبادرة!!
كل ذلك حصل وأنا لا أدري بما يخبئه القدر لي !!!
طلبت من ابن صاحب المنزل أن يوصلني للوادي ..!!
قلق الرجل من هذا القرار المفاجئ !!
وقال خيرا إن شاء الله ظننتك ستمكث عندنا مدة أطول..؟؟
شكرته وأكدت له بأنني سأعود له يوما بصحبة أهلي وأبنائي فمنطقته تستحق العودة!!
وصلت لمطار جيزان في الليل ..
وقال لي بائع التذاكر : ما فيه مقاعد خالية قبل عشرة أيام!!!
وماذا أفعل في جيزان عشرة أيام!!
ذهبت للفندق ومنه اتصلت على زوجتي..
كانت تبكي بكاء كالطفل الصغير.. تقول هل ضربوك ؟؟ هل أنت في السجن؟
ماذا فعلوا فيك؟؟ قلت لها: يامرأة أنا بخير !! لا تقلقي ..
وطمأنتها على حالي وأن الفرج قريب!!
اتصلت على الوالدة وهنا كانت المفاجأة.. قالت :
المباحث قالبة الدنيا عليك ..ايش سويت ياولدي!!
أخذت المعلومات منها بالتفصيل ثم أغلقت الهاتف ... حتى لا ترصد مكالمتي..
وأخيرا تحققت ظنوني فهاهم القوم يبحثون عني!!
هممت بالرجوع والهروب مرة أخرى..
وقعت في حيرة ماذا أفعل ..
هل ياترى أسلم نفسي..
حاولت الدخول لمنتدى الساحات السياسية من مقهى للانترنت ولكن هيهات..
فالمنتدى ممنوع !!