عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 158  ]
قديم 2007-10-21, 2:39 AM
اليراع الذهبي
عضو فعال بالمنتدى
الصورة الرمزية اليراع الذهبي
رقم العضوية : 29038
تاريخ التسجيل : 2 - 5 - 2007
عدد المشاركات : 505

غير متواجد
 
افتراضي

فقد أخذ مني دقائق معدودة..
فقد كنت مهيئا للانهيار...
فقد توالت علي النكبات مما يصلح ذكره ومما لا يصلح ذكره ..
فلا مفر من المكروه ..
وما قصدت الشتيمة والله حينها بل أردت أن ألفت الانتباه..!!
فأنا صاحب مظلمة وقد دخلت في دوامة لا يعلم مداها إلا الله..
ومن خبر متاهات المعاملات الحكومية والتي قد تدور وتدور عقودا من الزمان..
لم يلمني في سلوك درب لا تعلم عواقبه !!
ولا يمكن التنبؤ بخاتمته!!
ولكن خيرا حصل والحمد لله!!
حينما أنزلت المقال في الساحات .. أضفت رقم سجلي المدني ورقم تلفوني الجوال..
وطلبت من الأمير محمد بن نايف أن يسجنني أو أن يجمعني بأهلي وأبنائي!!
هذا هو عنوان المقال..!!
تباينت ردود المشاركين في الحوار فما بين متعاطف ومستاء ، إلى بعض الذين نبهوني..
إلى خطأ الأسلوب ، وأن الواجب طلب ذلك سرا...
إلى الذين صبوا علي جام غضبهم على جرأتي ووقاحتي مع الأمير..
كانت الآراء متفاوتة ومتنوعة ولكنها في نهاية الأمر صبت في مصلحة القضية!!
فقد كنت متيقنا أن التفاعل السلبي أو الإيجابي هو في النهاية سيوصل للمقصود!!!
وهو لفت النظر ، وخاصة نظر الأمير...
اتصل علي مجموعة من الإخوة على الهاتف وراسلني مجموعة برسائل sms
جاءتني مكالمات خارجية .. أذكر واحدة منها جيدا..
هذه المكالمة كادت أن تحور موضوعي لمنحنى خطر ولكن الله سلم..!!
أصبت بخوف شديد !!
خاصة والدولة حينها استنفرت استنفارا كبيرا لمؤتمر الإرهاب في الرياض..
والذي ستحضره ممثليات دول كثيرة ...
فكان ظهور مقالي حينها غير مناسب بالتأكيد..
لمن يفهم ما أعنيه جيدا!!
وحينها جاءتني خاطرة عجيبة !!
لقد عزمت على الهرب!!
نعم الهرب خارج المملكة!!
كيف ؟؟ ولماذا؟
أما كيف فلا أدري فالهارب يسير في الأرض الفسيحة حتى يجد مأوى يؤويه..
أما لماذا ؟؟ فقد خفت .. خفت أن تكون عواقب فعلي كبيرة ..
فالهروب خير لي من الأسر والسجن والعذاب..!!
تركت جوالاتي وحقائبي وسيارتي وجميع ما أملك من متاع ..في مدينة الرياض
واستأجرت سائقا بسيارة خصوصي يوصلني لمدينة جيزان!!
سلكت طريق الوادي فهو أقرب وأقل نقاطا من الطرق الأخرى!!
ولقد صدقت توقعاتي فلقد عمم علي في المنافذ ولكن الله سلم!!
كان رفيقي في الرحلة أو السائق من سكان نجران..
جاء للرياض ليوصل عائلة قريبة له..
لم أكن أعرفه من قبل .. ولكن الرجل كان دمث الأخلاق حسن التعامل ..
وحين سألته عن عمله قال أنا موظف في قطاع الأمن الداخلي!!
جرت الأمور بكل هدوء فلم يظهر علي أي شيء مريب!!
كان الطريق طويلا ومملا ولكن السواليف والقصص التي أمتعني بها أبو حسن ..
آنستنا وأنستني من تعب السفر وعذابه..
كان انطلاقنا حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا ..
ووصلنا لمدينة خميس مشيط حوالي العاشرة مساء..
لم يفارقني أبو حسن ( وهذه كنيته) حتى تأكد من اتفاقي مع سائق آخر ..
أصر علي أن أزوره في نجران وأن يكرمني بحقي بالضيافة في بيته..
وأعطاني رقم تلفونه وغادرني نحو أولاده..