عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 154  ]
قديم 2007-10-21, 2:35 AM
اليراع الذهبي
عضو فعال بالمنتدى
الصورة الرمزية اليراع الذهبي
رقم العضوية : 29038
تاريخ التسجيل : 2 - 5 - 2007
عدد المشاركات : 505

غير متواجد
 
افتراضي

على كل حصل أن تنبه الوالد لتلك السيارة ..
فأدار المقود للجهة اليمني لتنحرف المركبة بسرعة قاطعة الطريق من طرفيه...
حينها صرخت الفتاة وسقطت في تجويف السيارة أسفل المقاعد..
وهي من نوع الفرت الدفع الرباعي...
تشاغل الوالد بابنته فقد أيقن بالكارثة ..
جذبها نحوه وضمها لصدره وارتمى عليها.. ليحميها..
سقطت السيارة في الوادي وتقلبت أربع قلبات أو أكثر..
تمزقت السيارة فصارت شذر مذر..
وضرب سقفها الحديدي من جهة الأخت على رأس الوالد ..
كانت الضربة تلك هي القاتلة ..
أما أختي ففقدت الوعي .. ولم تشعر سوى أنها ببطن الوادي فوق شجرة طلح..
على بعد يتجاوز الخمسين مترا تقريبا.. حيث نفحتها قوة استدارة السيارة في الهواء..
وحصل ما حصل مما ذكرته سابقا... والله المستعان..
كانت تلك الأحداث المؤلمة تدور رحاها في طريق الطائف مكة..
وأنا والوالدة نتحدث عن الوالد وأمه...!! وبره بها وكيفية موتها..
تصادف عجيب .. !!!
تزاحم الناس كالعادة على مكان الحادث..
جاء ضابط شهم من قبيلة عتيبة ...
ومنع المتطفلين من الوصول للفتاة .. حيث لم تعلم بموت الوالد.. حينها..
قال أحد العسكر هل الميت يقرب للفتاة ؟؟
فصاحت البنت وولولت..
فقال لها الضابط : ليس أبوك يا أختي إنه الشخص في السيارة الثانية..
والدك نقلناه للمستشفى وستلحقينه قريبا ..
لقد قام هذا الشاب النبيل بجمع كل ما تناثر من نقود وذهب ومستندات ..
لأكثر من ساعتين من بعد الحادث..
وسلمها كما هي لي بغير نقصان.. بعد عدة أيام فجزاه الله خيرا..
حين وصولي لمدينة الباحة ... أدركت العشاء في المسجد..
وبعد الصلاة توجهت للسوق لشراء هدايا للأقارب..
وحينها اتصل علي ابن العمة...!!!
كنت فرحا باتصاله على غير عادته !!
قال لي أين أنت ؟
قلت له الآن وصلت للباحة..
قال والدك أصيب بحادث وأختك بخير وهو بخير ويجب عليك الحضور!!
لم أسمع مثل هذه العبارة من قبل !! أو أن عقلي من هول كلامه لم يدركها..!!
طلبته يكرر ما قاله كأنني أبله..!!
وحين أدركت معاني عباراته قذفت بما في يدي من حاجيات..
وحين رأيت الوالدة في السيارة .. ترددت!!
وقفت أنظر إليها من خلف السيارة!!
ماذا عساني أقول لها؟؟
ما هي العبارات المناسبة لموقف مخيف كهذا!!؟؟
اقتربت من النافذة وانحنيت كالمسكين حينما ينكسر للسؤال...
ونظرت في عينيها وقلت لها بصوت خافت وهادئ..
يامه أبي صار عليه حادث لازم نرجع للطائف !!
ايش؟ ما فهمت ايش تقول!! تتعتعت قليلا ثم تماسكت وقالت:
كيف أبوك ياولدي؟؟ ووينه؟؟ وأختك؟؟ عشرات العبارات انطلقت منها..
قلت لها لا أدري خلينا نرجع ونشوف...
استدرت بالسيارة فورا لرحلة العودة..
لمن يعرف طريق الجنوب في الليل فهو خطير للغاية ومليء بالدواب..
ومع ذلك فقد أسرعت بشكل جنوني لألحق بأبي محمد..
وما كنت أدري حينها أن الحبيب قد وضع رحاله في دار غير دارنا والله المستعان..
خلال الطريق لم تتوقف الاتصالات بيني وبين إخوتي..
فلقد خرجت العائلة عن بكرة أبيها حبا لهذا الرجل ..
ولم يكن يعلم أحد بوفاته قبل وصولنا..