عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 152  ]
قديم 2007-10-21, 2:33 AM
اليراع الذهبي
عضو فعال بالمنتدى
الصورة الرمزية اليراع الذهبي
رقم العضوية : 29038
تاريخ التسجيل : 2 - 5 - 2007
عدد المشاركات : 505

غير متواجد
 
افتراضي
لم يمر علي في حياتي أبدا ضيق وحرج كما حالي في تلك الأيام...
شعرت بآلام مرض النقرس التي عادت لي بعد غياب طويل..
راجعت المستشفيات وأشغلت بنفسي..
قال لي الطبيب : الكلى لديك فيها ضعف في نشاطاتها..
وأنت قاب قوسين أو أدنى من الفشل الكلوي..
إنا لله وإنا إليه راجعون..
طيب مالذي سأفعله؟؟
في خضم هذه المشاكل ...
حدثت الفاجعة الكبرى...
والصاعقة القاتلة لما تبقى في من رمق حياة وأمل..!!
دعوني أروي القصة كاملة..
حصل أن طلبت من والدي أن يهبني عقارا لكي أرهنه فأحصل على سيولة مالية..
وقد دخلت في مشروع إعلامي ..أعتبره قفزة في دنيا الإعلام الإسلامي لو تم..!!!
وافق الوالد مشكورا على ذلك ..
وفي اليوم الثالث من ذي الحجة ..
اجتمعت بالوالد أنا وكل العائلة ..
سوى من سافر لماليزيا للسياحة .. قبل عدة أيام...
كانت الوالدة وأختي الكبرى أم شهد وأنا نتناقش مع الوالد حول موضوع الرهن..
وحول المشاريع التي دخلتها ..
لا شك أن الوالد سيقلق علي من غوائل الزمان وما أكثرها..
أذكر جيدا جلسة الوالد ذلك اليوم ..
كانت الجلسة حميمية وعاطفية للغاية ..
وأذكر أن آخر كلمة قلتها له ( إذا تم الموضوع فأنت والدي ولو رفضت فأنت والدي)
لم يكن الوالد راغبا في سفر الوالدة للباحة برفقتي للقيام بتقييم قيمة الأرض..
ولكن بعد إلحاح وترج وافق على ذلك بشرط أن نرجع للبيت ..قبل ظهر اليوم التالي..
نزلت لبيتي في الدور الأول وأحضرت إحدى الكاميرات الجديدة لمشروعي القادم..
عرضتها عليه فحرك رأسه سرورا بما يرى..
جلست الوالدة أمامه بعد أن لبست عبايتها وخمارها ..
ووضعت يديها على ركبتي والدي ..
لم اذكر أبدا أنني شاهدت الوالدة تفعل ذلك من قبل..
داعبت لحيته بيدها وقالت له : أتأذن لي حقا بالذهاب؟؟
والله ما ذهبت وأنت متكدر وغير راض إلا كان ذهابي مشقة وعنتا.. أو نحو هذا الكلام..
كانت تلك هي نظرة الوداع..الأخيرة ..
كانت آخر ابتسامة وآخرة نظرة بين الاثنين..
ودعت الوالد وانصرفت عنه ..
إنني أكتب هذه العبارات وكأني أنظر لكل شيء أمامي..
نزلت للسيارة ..
وانتظرت الوالدة .. فلم تتأخر ..
وتوجهنا صوب مدينة الباحة ..
كان ذلك قبل صلاة المغرب بنصف ساعة..
عزمنا على تأخير الصلاة للعشاء جمع تأخير..
الوالدة حفظها الله امرأة خمسينية ذربة اللسان..
تطوف بك في السواليف والحكايات شرقا وغربا..
وبما أننا ذاهبون لتقييم العقار فكان الحديث عن الإرث الذي ورثه ...
والدي من جدتي مناسبا ..
حدثتني والدتي عن مرض جدتي أم الوالد التي توفيت فيه وأنا عمري ثلاثة شهور..
حيث اتصلت العمة بوالدي الذي كان مديرا لمدرسة في الطائف..
ويسكن في داخل هذه المدرسة حينها هو وعائلته!!
ولا تستغربوا أيها القراء الكرام فهذه حقيقة..
وقد أخبرتني الوالدة بأنني ولدت بهذه المدرسة..
حينما بلغ الوالد بمرض الجده توجه فورا لمدينة الباحة لقرية اسمها الكرا..
وتقع شمال شرق الباحة على يسار الذاهب لمطار الباحة الإقليمي..
عرف الوالد بصعوبة وضع أمه ..