
2007-10-21, 12:07 AM
|
وخرج حافيا وسلم على الأمير وطلب منه حضور الدرس مع الطلاب حيث أنه لا يستطيع قطع درسه !!
دخل الأمير وحاشيته وحرسه وتسننوا في الصف الأول وجلسوا لاستماع الدرس.. وانتظار الصلاة..
استكمل شيخنا درسه الأول والثاني بعد الأذان كما هي العادة..
ثم صلينا العشاء...
بعد الصلاة نادى علي الشيخ ...!!
وكنت كما هي عادتي أصلي بجوار المؤذن..
فتقدمت إليه .. وقال لي : اذهب وانتظرني في غرفتك فسوف
أزورها مع الأمير!!
نظرت في وجهه وبحلقت فيه !!
فقال: هيا انطلق..!!
انطلقت كالمجنون لا الوي على شيء ولا ادري ماذا افعل..
صعدت لغرفتي وقمت بكنسها وترتيبها وتطييبها ..
ولكن لا يصلح العطار ما أفسده الدهر!!
خجلت وتمنيت أن يصرف الشيخ الأمير لغرف أخرى أحسن حالا
وتنظيما وأكثر بهاء ..
تجول شيخنا مع الأمير في داخل السكن..
وأراه المكتبة وقاعة الطعام المتواضعة..
ثم صعدا للدور الثالث ثم للرابع حيث أنا في انتظارهم..
دخل الأمير وهو ممسك بيد الشيخ..
وخلفهما حشد هائل من الناس والعسكر ...
ووقفا باب غرفتي الصغيرة ..!!
وتجول الأمير بنظره فلم ير شيئا يستحق النظر سوى عدد من الكتب والدفاتر وعدة الطلب!!
فقال لي الأمير ... ما اسمك؟؟
فقلت : فلان بن فلان الفلاني.. دون تردد ووجل!!
فقال: ونعم فيك !! فرددت تحيته ..
ثم قال : اجتهد في العلم..وفقك الله..
وانصرفا ..
الحلقة الأربعون
أحاول في سرد قصصي ورواياتي هنا أن أحشر مواقف ومناقب عن شيخنا بين العبارات والكلمات كلما وجدت ذلك سائغا..
ذكرت منذ بداية قصتي أنني سأروي موقفا واحدا لشيخنا!!
ومن خلال السياق بعثرت عددا من القصص والشواهد
مما يزيد حبكة الموضوع ويعطي له نكهة خاصة..
ويوصل رسائل وانطباعات اقصدها وتفيد القراء الكرام..
أما بالنسبة عن شخصي فليس لدي شيء يستحق الذكر سوى ما يمر
بي من مواقف مع الشيخ والتي هي صلب الموضوع ..
لاحظت عددا من المتابعين للقصة يطلبون مني الاسترسال في الحديث
وأنا أتفهم أن القصد من ذلك معرفة حياة الشيخ محمد بن عثيمين
كما رأيتها وعاصرتها.. وهذا موضوع أوسع وأشمل مما يتصور أولئك
و لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله...!!
لذلك سوف يختلف البرنامج قليلا ..
سأحرص على استكمال قصتي حتى النهاية وكلما سنحت لي فرصة
لذكر منقبة أو موقف سوف اذكرها وأسترسل أحيانا ..!!
فأرجو أن لا يصيب ذلك إخوتي القراء بالملل ..
فهي لا تخلو من فوائد وعبر هداني الله وإياكم صراطه المستقيم..
مع أن الذاكرة أحيانا تخونني .. لبعد الزمن وكثرة المشاغل ..
والله خير معين سبحانه..
أرجع لقصتنا..
بعد مرور حوالي عشرة أيام من عودتنا من جده ..
كلف الشيخ الأخ محمد زين العابدين والأخ محبوب والأخ بندر الحربي بالسفر معي للطائف لكي أحضر مكتبتي وحاجياتي..
نزلنا بسيارة الأخ بندر حيث هي من نوع النيسان الداتسن ذات الأربعة
أبواب.. .. وتوجهنا للطائف من طريق عفيف..
وهو طريق طويل وممل ولكن صحبة هذه الرفقة الصالحة ..
تنسيك تعب السفر ومشقته..
حدثنا الأخ محمد عن ذهابه للجهاد في أفغانستان ..
وروى لنا قصصه ومشاهداته هناك
ومما أذكره أنه في أحد الليالي المظلمة ..
وكان مع مجموعة من المجاهدين العرب والأفغان...
طاردتهم طائرة روسية..
وقصفتهم بالمدافع والصواريخ حيث أن معهم عددا من الأسرى
الروس وشيوعيون أفغان..
وروى كيف أنهم تمكنوا من إسقاط تلك الطائرة بصاروخ موجه..
بعد عناء وإثخان فيهم.. من العدو..
أذكر أيضا ما رواه لنا الأخ محبوب عن طلبة العلم في باكستان..
وكيف أنهم يجدون المشقة الهائلة في تحصيل العلم
والوصول إلى الشيوخ الثقات ..
|