- 4 -
خطوات على الطريق 
أيها القلب تأدب ..
تأدب و خذ بجوارح صاحبك للتأدب مع الله العظيم عزوجل
فإن قلت دلني على الطريق ..
قلت لك ؛ عظم .. ربك .. عظم ..
و اعرف قدرك ..
إنما أنت مضغة في صدرعبد .. أو أمة ..
وهل يجرؤ العبد الضعيف أن يرفع رأسه بين يدي سيده القوي القدير ..
أيها القلب ؛ 
أنصت .. وأرعني سمعك ..
\
ولاتأخذك العزة و العجب بنفسك ..
إنما أنت قطعة صغيرة .. تحركها أوردة أصغر منها ..
إذا سد منها شريان واحد بت مهدداً بالخطر ..
أو غرك أيها القلب أنك تحب وتكره ،
و أنك تحرك صاحبك فيصلح بسببك أو يفسد ؟
انتبه /
فإنما أنت مسكين ..

لاتملك لنفسك شفاء ولا سقماً ..
أيها الضعيف أنت و صاحبك الذي يحملك معه أينما سار ..
اعرف قدر نفسك .. و واجه الحقيقة .. لا تتهرب ..
تذكر حين يصيبك الهم فلا تملك أن تهجره بلا رجعة .. مهما ملكت و حكمت ..
تذكر حين تضطرب نبضاتك فيعجز الأطباء عن تنظيمها و تسكينها ..
أحسبت أنك قوي ؟ ..
أغفلت أنك عبد .. عبد .. ضعيف .. ذليل ؟
اعرف قدرك و ضعفك .. لتعظم ربك .. وسيدك .. ومالك أمرك ..
اعلم أن لك سيداً له أسماء حسنى و صفات متى عقلت شيئا من معناها عرفت
طعم الذل والخوف والتعظيم ..
فإن عظمته حقاً ..
و رجف نبضك من خشية غضبه ..
و شعرت صدقاً بأنك أصغر من الهباءة ..
فهل تراك تجرؤ على عدم الأدب معه ؟
أيها الجاهل
.. أفـق ..
و ذق طعم العبودية ..
و حينها يسهل لك طريق الأدب معه ..
إنه الله عزوجل ..
إنه الله عزوجل ..
إنه الله عزوجل ..
(( مالكم لاترجون لله وقاراً . وقد خلقكم أطواراً )) [ نوح 13-14 ]
أيها القلب تأدب ..
تأدب .. تأدب ..