مقال
انتفاضة صامتة في «الاتصالات»
كتبها: جاسر الجاسر
رغم أن الإعلان الأول كان يفترض بقاء الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات سعود الدويش، إلى شهر أكتوبر المقبل، إلا أنها سرت عملياً بدايات يونيو الماضي، ثم أعقبتها سلسلة تغييرات واستقالات آخرها استقالة سعد ظافر القحطاني رئيس العمليات الاستراتيجية «بناء على طلبه»، بحسب صياغة الخبر، وكأن الاستقالة لا تكون بناءً على الطلب، ما يعني احتمال أن تكون صفقة ترضية تحرر الإدارة الجديدة من الحرس القديم وكل ارتباطاته.
اللافت أن استقالة سعد ظافر رافقها ثناء على جهوده فهل تعطلت قدراته؟ أم أنه لم يعد يوافق تصورات الإدارة الحالية؟ ومن البديل الجديد؟
تابع الجميع الحديث عن «الاتصالات» سواء ما دار حول الفساد أو الفصل التعسفي لموظفين، إلا أن أحداً لم يعلق على هذا النقاش الذي أعقبه حملة تغيير لا يمكن الاكتفاء بوصفها أنها مجرد تغيير إداري. ولم توضح هيئة الفساد أو الشركة ذاتها مدى جدية النقاشات المثارة، ولم يكن أمام الناس سوى المتابعة الصامتة لما يجري ومحاولة استقراء مضامينه دون الاستناد إلى معطيات صلبة.
«الاتصالات» ليست شركة خاصة، بل إحدى الشركات المساهمة يحق لمساهيمها معرفة تطوراتها بعيداً عن كون الحكومة المالك الرئيس فيها، فالحقوق غير السلطة ولا يمكن انتقاصها بسبب محدودية الحصة.
لا تستطيع الشركة، نظاماً وممارسة، أن تحجب هذه التعديلات، فلماذا لا توضح مسبباتها، ولماذا لا تكشف خططها المستقبلية حتى يصبح المساهمون على بينة من أمرهم، ولكي تقطع الشركة موجات الشائعات المتوالية أو تؤكد حقيقتها.
المساهمون الصغار والجمهور العريض لا حصة لهم من الاحترام لأنه ليست الشركات الرابحة هي الوحيدة التي تقمعهم وتسكتهم بسطوة الربح، فالشركات الخاسرة والمعلقة تتركهم حيارى أيضاً، فأين المفر؟
لمشاهدة المصدر اضغط هنا