قال تعالى (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)
في الآية الكريمة إلإخبار عن قساوة قلوب هذه الامة وغلظها , وعدم تمكن الإيمان منها
وقد كان ابن عباس رضي الله عنه يقول " إن القوم بعد أن أحيى الله الميت فأخبرهم بقاتله أنكروا قتله "
ومنها : مقابلة الظالم الباغي بنقيض قصده شرعا وقدرا .
فإن القاتل قصده ميراث المقتول , ودفع القتل عن نفسه . ففضحه الله وهتكه وحرمه ميراث المقتول .ومنها : أن بني اسرائيل فتنوا بالبقرة مرتين من بين سائر الدواب . ففتنوا بعبادة العجل وفتنوا بالأمر بذبح البقرة , والبقر من أبلد الحيوان حتى ليضرب به المثل .
والظاهر : أن هذه القصة كانت بعد قصة العجل ففي الامر بذبح البقرة تنبيه على أن هذا الحيوان الذي لايمتنع من الذبح والحرث والسقي لايصلح أن يكون إلها معبودا من دون الله تعالى وإنما يصلح للذبح والحرث والسقي والعمل .
المرجع : بدائع الفوائد لإبن القيم