عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2007-10-11, 1:20 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي الحياء لا يأتي إلا بخير....
الحياء لا يأتي إلا بخير....





صور من حياة الصحابيات

فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم :

عن عمران بن حصين رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( الحياء لا يأتي إلا بخير) رواه البخاري ومسلم .

وحقيقة الحياء : أنه خلق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التقصير في حق صاحب الحق .

ووالله إن فقدت المرأة حياءها لباطن الأرض خير لها من ظاهرها .فتأملي ـ يا رعاك الله ـ قصة فاطمة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي تحاور أسماء بنت عميس:

قالت : يا أسماء إني لأستحي أن أُخرج جسمي غداً على الرجال من خلال هذا النعش ( وكان النعش عبارة عن خشبة مسطحة يوضع عليها الميت ثم يطرح عليه الثوب فيصف حجم جسمه ).

قالت أسماء : أوَلا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة ، فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه ثم طرحت عليه ثوباً فكان لا يصف الجسم .

فلما رأته ـ فاطمة رضي الله عنها ـ فرحت به وقالت لأسماء : ما أحسن هذا وأجمله ، سترك الله كما سترتيني .

قال ابن عبد البر : كانت أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة .

أخية :

أرأيت كيف تحمل المؤمنة الصادقة همّ حيائها وعفافها وحجابها بعد موتها ، وهذا المعنى أكده الإسلام وذلك في طريقة تكفين المرأة في خمسة أثواب .

إن فاطمة رضي الله عنها خشيت إذا هي ماتت أن تُحمل على تلك النعوش المسطحة فيكون خدشاً لحيائها ، وحشمتها ، تريد أن تعيش عفيفة وتموت وتحشر كذلك ، إن الحياء والحجاب عند المؤمنة الصادقة قضية لا تقبل النقاش ، ولا تحتمل المساومة ، إنه طاعة لله سبحانه ، واستجابة لأوامر الله ، وانقياد لحكمة الله .

إن الحجاب عنوان صلاح المرأة ، ودليل اعتزازها بدينها ، وشعارها الذي ترفعه في وجه أعدائها وكل من يخالفها ، إن هناك من يقول : إن الحجاب تخلف ورجعية ، وتقييد للحرية!!

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء )

نعم : الملتزم بشرع الله ــ في هذا الزمان ــ ظاهراً وباطناً غريباً ، فلا تحزني بقلة السالكين والسالكات لطريق النجاة ، ولا تغتري بكثرة الهالكين والهالكات ، وتأملي قول الله عز وجل : ( وقليل من عبادي الشكور) ، وقوله : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) ، وقوله : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) ،

إن هناك من تعرف الحق ، ولا تعمل به ثم عندما يوجه إليها النصح بالالتزام بشرع الله تكابر ، وتقول الناس هكذا يفعلون!!!!

وعجباً لها : أيخلصها من عذاب الله وحسابه أن الناس يفعلون ذلك ؟؟

أخيتي :

هبي أن الناس ـ جميعاً ـ أخطأوا أفتخطئين ؟؟ أليس لك قلب يعي ، وفكر يدرك ؟؟

ألم يقل الله عز وجل : ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ) .

إنه خطاب واضح لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، وبناته ، وعموم نساء المؤمنين بإدناء الجلباب ، والجلباب : هو كل ساتر من أعلى الرأس إلى أسفل القدم ، وكل ما تلتحف به المرأة فوق درعها وخمارها .

قال عليه الصلاة والسلام : ( المرأة عورة إذا خرجت استشرفها الشيطان ) رواه الترمذي ، وقال حديث حسن ، وهنا تكمن الحكمة في الحجاب فهو صيانة للمرأة من أن يخدش حياؤها وعفافها ، وتخدش حشمتها ، ومع شديد الأسف ـ نرى اليوم ـ ما يندى له الجبين من عباءات بدلاً من أن تستر زينة المرأة أصبحت هي زينة في حد ذاتها من المخصّرة والمطرزة ،والشيفون الذي يُرى ما تحته من لباس ، ومن مبخرة تفوح منها أزكى الروائح ، وهذا مخالفة صريحة لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم من أن تستعطر المرأة وتخرج فيجد الرجال من ريحها ، بل عدها زانية ، إذن أين حياؤها من الله عز وجل ؟ أين تطبيقها لشرع الله سبحانه ؟؟ أين هي من فاطمة رضي الله عنها ؟؟ وغيرها من الصحابيات اللاتي سارعن إلى تنفيذ الأمر بالحجاب ...

تقول عائشة رضي الله عنها : [ والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، ولا أشد تصديقاً لكتاب الله ، و لا إيماناً بالتنزيل !!! لقد أُنزلت سورة النور : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها ، يتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته ، وعلى كل ذي قرابته ، فما منهم امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل ( وهو كساء من صوف نُقشت عليه تصاوير الرحال) فاعتجرت به ( أي تلففت به ) تصديقاً بما أنزل الله من كتابه ، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان ] من فتح الباري ، كتاب التفسير، فقد أمر الله خير نساء الأمة بالتستر عن أزكى رجال الأمة أبي بكر وعمر وعلي وعثمان ........وغيرهم مع صلاح المجتمع في ذلك الزمان ، ومع ذلك لم تجادل الواحدة بل سارعت في التنفيذ .

فكيف الحال مع كثرة الفساد في هذا الزمان ؟ الواحدة تتحدث مع الرجال ، وتتكسر في كلامها ومشيتها ، وتخلو بمن لا يحل لها .

أيتها الحبيبة :

اعلمي أن الحجاب عبادة تتعبدين الله بها وليس عادة ، فسألي الله الثبات على هذا الدين ، وإليك أموراً تعينك على الثبات على دين الله :

1ـ الدعاء : إن من صفات المؤمنين أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أن يثبتهم ؛ لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيفما شاء ، [ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ][ ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا ] [ اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ] [ اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة].

2ـ ذكر الله : على كل حال فمن أعظم ما يستعان به على الثبات على دين الله ( ذكر الله) وتأملي قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً) الأنفال / 45 ، فجعل من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد (ذكر الله ).

3ـ قراءة القرآن : وهو أعظم الذكر فهو يزكي النفس ، ويزرع الإيمان ، ويزيد الصلة بالله ، ويغرس الطمأنينة في القلوب ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

4ـ الصحبة الطيبة : قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر) فالإخوان الصالحون مصدر أساسي للثبات ؛ لأنهم العون ـ بعد الله ـ على طريق الخير والحق والرشاد ، فالزميهم ؛ لأن الصاحب ساحب إما إلى الخير وإما إلى الشر .

5ـ عدم الاغترار بالباطل : قال تعالى : ( لا يغرنّك تقلب الذين كفروا في البلاد) فهناك من اغتر بالحضارة الغربية ( وتقلبهم في البلاد) !!! ( متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ).

6ـ ذكر الجنة وتأملها : فقد كان يمر الرسول صلى الله عليه وسلم على ياسر وعمّار وأم عمّار وهم يؤذون في سبيل الله فيقول : ( صبراً آل ياسر ، صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة) فالذي يعلم بأن ثباته على دين الله سيؤدي به إلى الجنان ، وأن عدم الثبات سيفوّت عليه ذلك فبلا شك ستهون عليه مشقة العمل وهو يسير إلى الله .

كذلك تذكر أحوال النار والحشر والقبر والحساب والموت كل ذلك يحمي ـ بإذن الله ـ من التردي في مهاوي الهلاك ، وتثبته في الوقوف على دين الله .

7ـ التقرب إلى الله بالطاعات : بالنوافل بعد الفرائض ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما افترضته عليه ، و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) فالله يسدده في سمعه وبصره ويده ورجله ... وذلك بسبب فعله الطاعة وبعده عن المعصية فكان جزاه التثبيت من الله في كل شأنه .

د. سلطانة المشيقح