اللهم توفنا إليك ونحن دعاةً في سبيلك أو مجاهدون تحت راية دينك أو سجوداً بين يديك .
يا من تجرع صنوف المحن , وجرت عليه أنواع البلايا , اصبر , وصابر , واقتد بالأنبياء والصالحين , وتذكر أن لحظة في جنان الخلد ستنسيك كل الهموم .
إن سلامتك من البلاء لا تدل على الرضا الرباني عنك , ولهذا كان الأنبياء وسادات الرسل والصحابة والعلماء أعظم الناس بلاء .
إن زيادة فترة البلاء تستخرج منك عبوديات خاصة , لا تظهر في أوقات الرخاء , ومنها ( الرضا - الصبر - التفويض - التوكل - الافتقار - التسليم ) .
إن توالي البلاء عليك يهذب نفسك ويصفيها من أدران الدنيا وتعلقاتها . قال الرب الحكيم ( وليمحص الله الذين آمنوا ) . فاثبت يا رعاك الله .
إن التوحيد هو أكبر سر وراء البلاء , فكم من قلب خرج بعد البلاء وهو ( ممتلئ ) بالتوحيد النقي , وكم من خارج من البلاء ( يسقط ) ويرجع للوراء .
هذا إبراهيم عليه السلام , يوضع على المنجنيق ليرموه في النار. هل تخيلت المشهد ؟ ياترى كيف كان شعوره ؟ إنه التوحيد ( حسبي الله ونعم الوكيل ).
قابلت أحد العلماء الخارجين من ( السجن ) فقال أحد الإخوة ( الصبر ياشيخ ) فقال العالم ( يريد الله بكم اليسر ) . تأمل جوابه لتعرف أسرار الرضا .
قد يزداد الألم على بعض العابدين الخاشعين فيبتسم , فنتعجب . لا تتعجب , إنه وصل لمنزلة الشكر لثقته الكبيرة بأن هذا البلاء هو الخير الكامل له .
ليكن قولك عند نزول القدر المؤلم ( يارب اعلم أن هذا القدر وإن آلمني ) إلا أن ثقتي كبيرة بأن وراءه كنوز وخيرات في الدنيا والآخرة . يارب أحبك .
الذي يربي نفسه على الرضا باختيار الله يشعر ( بالسكينة والطمأنينة ) ويتذوق معاني لطيفة في ( الصبر والشكر ) لله رب العالمين .
حكمة : قال رجل لإبراهيم : إني لا أقدر على قيام الليل.. فصف لي دواء؟! فقال: لا تعص الله بالنهار؛ وهو يقيمك بين يديه في الليل.
قد تسعى لوظيفة معينة ، لزوجة ، لمشروع تجاري ، لغير ذلك ، فتجد أن الله صرفه عنك ، فتتذمر ، لا ياأخي ، أيقن بأن الله صرفه عنك لحكمة يعلمها.
بعض الناس قد يفتح الله عليه في أعمال الخير ونفع الناس وبعضهم مع القرآن وبعضهم مع الدورات القرآنية وبعضهم في العمرة والاعتكاف . وفي كلٍ خير
سلطان العمري