41- حكمت النساء على ضلال المرأة بسبب فعلها .
42- علمت المرأة بكلام النساء عنها فتألمت لذلك، وأرادت كشف السبب لفعلتها وعشقها ليوسف ، فرتبت موعد لكي يشاهدوه ، وفعلاً حضرن وخرج يوسف .
43- أجلستهم في مكان وفيه مأكولات وأعطت سكيناً لكل واحدة، ولما خرج يوسف وشاهدن جماله استغربن من هيئته وقطعن أيديهن بلا شعور .
44- ((فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ))[يوسف:31] ولسان حال المرأة: هذا مع أنكم شاهدتموه مرة واحدة فكيف بالتي تعيش معه في قصر واحد ؟.
45- اعترفت المرأة بجريمتها أمام صديقاتها (( وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ))[يوسف:32] وفيه : البجاحة والرذيلة التي كانت عليه المرأة حيث تتحدث بمعصيتها .
46- الغالب أن صديقات الأغنياء من نفس الطبقة والأهداف ، وصديقات المرأة يستمعون لسيدتهم وهي تتحدث برغبتها في المعصية ولم ينكروا عليها .
47- التهديد ليوسف العفيف ((وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ))[يوسف:32] مسكينة تلك المرأة تظن أنها بتهديدها سيقبل يوسف ما يجرح إيمانه وتقواه .
48- حينما هددت المرأة يوسف عليه السلام بالسجن ظنت أنها سوف تخيفه وتجعله يوافق على اتباع هواها , وهكذا يفعل الطغاة بالدعاة من التخويف بالسجن .
49- كانت تظن المرأة أن سجنها ليوسف سوف يجعل يوسف ذليلاً صغيراً مهاناً، وما علمت أن السجن سيكون بوابة للعز والشرف والتمكين .
50- وحينما شعر يوسف بخطر الفتنة من المرأة وصاحباتها توجه لربه عز وجل مضطراً منكسراً ((قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ))[يوسف:33] .
51- وفي قوله (( مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ))[يوسف:33] مع أن امرأة العزيز هي التي حاولت معه، إلا أن حضور النساء ومشاركتهن لسيدتهم جعل يوسف يشعر بأن الخطر منهن .
52- اختار يوسف السجن الذي ظاهره الألم والحرمان من متاع الحياة والالتفاف حول قضبان الحديد ، ولكن يهون كل شيء في سبيل المحافطة على العفاف .
53- قال يوسف لربه ومولاه ((وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ))[يوسف:33] دليل على أن الحماية الحقيقية من الفتن إنما هي من الله تعالى .
54- وفي قوله (( وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ))[يوسف:33] إشارة إلى الجهل الحقيقي هو في تقديم الهوى على الهدى , وأن المعاصي نوع من الجهل ولو كان صاحبها يملك علماً.
55- قال تعالى: (( فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ))[يوسف:34] لما علم الله صدق يوسف وتقواه استجاب له وصرف عنه فتنة النساء .
56- ثم تبين لتلك الأسرة الحاكمة أن يسجنوا يوسف حتى ينقطع خبر قصته مع المرأة لينسى الناس .
57- ودخل يوسف السجن وكان معه فتيان ، وذكروا له بعض الرؤى ، وطلبا منه التعبير ، والسبب ((إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ))[يوسف:36] وفي هذا إشارة للأخلاق التي كان عليها يوسف عليه السلام .
58- وأن يوسف كانت أخلاقه في السجن رائعة وأنه صاحب إحسان ، ونستفيد أن السجن الذي تعرض له يوسف لم يغير أخلاقه للأسوأ كما هو حال بعض من يقع عليه البلاء .
59- وأن الناس يتأثرون بمايشاهدون من أخلاق العالم والداعية وينجذبون له بأسئلتهم وهمومهم إذا تأثروا بأخلاقه .
60- ثم فسر لهما الرؤيا وقال: ((ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ))[يوسف:37] وفي هذا الاعتراف بفضل الله وتعليمه وهدايته وأن كل خير فيك فهو من الله تعالى .