عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2005-02-05, 4:28 PM
ام غنيم
عضو مشارك
رقم العضوية : 4171
تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2005
عدد المشاركات : 110

غير متواجد
 
افتراضي

* ثمة أمر ملحوظ وهو أنك لا تفسر للشخص الواحد سوى رؤيا واحدة في آن واحد، فهل الواحدية هذه لها دلالة خاصة من وجهة نظركم ؟
** إطلاقاً. فكل ما في الأمر أنني أتلقى في اليوم الواحد مكالمات كثيرة حسبوها لي فوجدوها ستاً وثلاثين ألف مكالمة تأتيني من مختلف أنحاء العالم، وكما لاحظت قبل إجراء الحوار معكِ، لم تتوقف هواتفي المحمولة (النقالة) الثلاثة ثانية واحدة. ولولا أنني أغلقتها لما تمكنتُ من إجراء الحوار. وتفسيري لرؤيا واحدة راجع إلى رغبتي في إراحة أذني خاصة بعد تحذير الأطباء لي... ولإعطاء فرصة لأكبر عدد من السائلين. هذا فضلاً عن أنني بشر لي متطلباتي الحياتية الخاصة، فالأمر إذن يتعلق بكثافة المكالمات لا بماهية التفسير ذاته ولا بالواحدية.

* أرى في كلامك بعض التناقض.. أنت تقول إنك تسعى إلى إراحة نفسك، ومع ذلك تحمل ثلاثة هواتف، أليس في ذلك مدعاة لتلقي المزيد من المكالمات ؟
** إنه أمر خارج عن إرادتي، فهاتف مخصص للتليفزيون وآخر للخواص وثالث للعامة.

* عفواً، اسمح لي أن نرجع ثانية للرؤيا المتضمنة لسقوط النخلة والتي أولتها بموت الرجل.. إنني استنبط من كلامك أنك تميل إلى أسلوب تلطيف المواقف أو بالأحرى تلطيف المعاني، فهل يعد هذا أسلوبك المعتاد في المواقف الموجعة ؟
** نعم، إنني ألطف المعاني من باب قوله تعالى (وقولوا للناس حسناً)، ولكنني أوصل المعلومة كاملة بشكل أو بآخر، والدليل على ذلك أن صاحب الرؤيا قد لاحظ من نبرة صوتي أنني أحجب عنه شيئاً ما.

* لقد ذكرت في سياق كلامك أنك فسرت رؤى لبعض المسؤولين والمشاهير، فهل بإمكانك أن تضرب للقارئ أمثلة على ذلك ؟
** نعم، من المشاهير مثلاً، الفنان الراحل علاء ولي الدين، الذي كان صديقاً شخصياً لي. فقد روى لي - رحمة الله عليه - أنه رأى نفسه في المنام ممسكاً بعصا سيدنا سليمان والسوس والدود ينخر تحتها، ثم ما لبث أن وقع على الأرض، فقلت له يا علاء إنها هم وغم، وبعد مضي أسبوع اتصل بي، وقال لي إنه رأى الرؤيا نفسها وبالمشهد نفسه فكررت له نفس التفسير (هم وغم) والهم والغم هنا شيء عام. وبعد مضي أسبوع آخر اتصل بي هاتفياً من البرازيل حيث كان يصور فيلم (عربي تعريفه) وقال إنه رأى الرؤيا ذاتها وألح عليَّ في هذه المرة أن أفصل له ماهية الهم والغم، فأخبرته بكل صراحة أن هذه الرؤيا يتضح منها أنه ليس له حظ في الحياة بعد ذلك، فسألني هل هذا معناه أنه سيموت؟ فقلت له: نعم.

* أكانت لديك الشجاعة لتخبره بالحقيقة المروعة ؟!
** نعم، لأنه - كما قلتُ لكِ - كان صديقاً شخصياً وحميماً لي. والصداقة والأمانة يحتمان عليَّ مصارحته بالحقيقة حتى يتسنى له الاستعداد للرحيل، وكان أن قطع الرحلة وعاد إلى القاهرة، ونصحته بأن يذبح ذبيحة في يوم عيد الأضحى المبارك، وفعلاً ذبحها ثم ذهب إلى بيته ومات ولم يكن قد مضى على رؤيته التي رآها لأول مرة وموته سوى ثلاثة أسابيع.

* طبعاً، أنت صادق فيما تقول، ولكن الفنان الراحل علاء ولي الدين في ذمة الله، فهل لك أن تعطيني مثالاً آخر لشخص حي ؟
** الأمثلة كثيرة بالنسبة لمشاهير الفنانين، منهم الفنان أحمد زكي الذي أجمع الأطباء في أوروبا أن موته حتمي بعد إصابته بسرطان في الرئة. وحين عودته للقاهرة، دعاني إلى مستشفى دار الفؤاد وحكى لي رؤيا رآها في منامه فحواها أنه يطير في الهواء. وبعد حوار دار بيننا أكثر من ثلاث ساعات، طمأنته وقلت له ستشفى وستعود إلى الاستديوهات والتمثيل، فاستوقفني قائلاً، لكن الذين صرحوا بخطورة مرضى أطباء كبار، فقلت له أياً كان الأمر، فإن الله غالب على أمره.

* هل هذه هي الرؤيا الوحيدة للفنان أحمد زكي أم أن هناك رؤى أخرى ؟
** تلك كانت الرؤيا الوحيدة التي رآها هو، لكنني رأيت له رؤيا يعطيه فيها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كوباً من ماء زمزم، فبشرته بالشفاء، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (ماء زمزم لما شُرب له) وهو ما حدث بالفعل؛ إذ مع مطلع عام 2005م عاد الفنان أحمد زكي إلى التمثيل لتصوير فيلم (حليم) عن حياة العندليب الأسمر.

* لقد أعطيتنا موقفين لمشاهير الفنانين، بيد أنك لم تذكر أية مواقف للساسة أو لكبار المسؤولين، فهل هذا تحفظ متعمد منك أم ماذا؟
** إطلاقاً. ومثالاً على ذلك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه، فقد فسرت له رؤيا رآها في منامه ومضمونها أنه رأى أنه يصدم طفلاً وأخذ الطفل للمستشفى ورأى أن قلب الطفل يُستخرج منه، وأن القلب مكتوب عليه (الله نور السموات والأرض)، ففسرت له هذه الرؤيا بنزول الغيث والخير في بلاده. ولم يفصل بين تفسير الرؤيا ونزول الغيث سوى ساعتين فقط، كما أنني فسرت رؤيا أخرى رآها شخص بخصوص توني بلير رئيس الوزراء البريطاني؛ إذ رأى الشخص أن نسراً يقف فوق رأس توني بلير على هيئة معينة (يتبول دماً). ففسرت الرؤيا بأنها بداية لضعف حزب العمال، وهو ما وقع بالفعل حيث خسر الحزب في الانتخابات. ورغم اعتزازي وفخري بأنني فسرت رؤى للمشاهير وكبار المسؤولين، فإنني أعتز كثيراً بالبسطاء الذين فسرت لهم رؤى وتحققت على نحو ما فسرت، فكثيراً ما يهتمون بالاتصال بي عبر شاشة التليفزيون لتأكيد ذلك.

* هل فسرت رؤى للعُمانيين ؟
** نعم، لكثير منهم،رجال ونساء، عبر شاشة التليفزيون، لكن لا يحضرني الآن أمثلة كي أحكيها، وأنا أشعر أن ثمة توافقاً نفسياً بيني وبين الشعب العُماني لما لمسته فيه من تمسك بالشريعة والكتاب والسنة وهي مراجعي في التفسير، كما أنه شعب طيّب ومتحضر، وإنه لشرف عظيم لي أن أجري حواراً لأول مرة مع شخصية عُمانية على أرض مصر، وهو حوار رسّخ ما لديَّ من تصور أولي، عن المرأة العُمانية بأنها امرأة تتسم بالجدية وسعة المدارك والثقافة، الأمر الذي ولّد لدي رغبة ملحة في زيارة سلطنة عُمان.

* سؤال أخير: هل لديكم القدرة على تفسير رؤياكم الشخصية ؟
* نعم، والحمد لله.

*هوامش
(1) لاحظ أن للرؤيا بقية، إذ فيها أُخبر الشيخ سيد بأنه يجب أن يقابل عمته (زهيرة). ويقول الشيخ سيد: أن حياةً أو واقعياً ليس له عمات على الإطلاق، عليه كاد أن يسقط الجملة من ذاكرته، لكنه حين كان في منتصف الثلاثينات من عمره سافر إلى (أبوظبي)، وهناك فوجىء بعد صلاة الفجر بإمراة لا يعرفها، تنهره نهراً شديداً خارج المسجد لأنه لم يذهب لزيارة عمته زهيرة.. ظن الشيخ لوهلةٍ بأن المرأة من مجاذيب الطريق بيد أن الجملة في الرؤيا قفزت نحو ذاكرته، ولم يعرف كيف يربط الموقف.. عاد بعد ذلك إلى القاهرة، وبعد فترةٍ غير طويلة أُرسل إلى المغرب واعظاً في أحد الجوامع وكان ذلك إبان شهر رمضان المبارك. ومرة أخرى يفاجأ برجل غريب بعد الصلاة خارج المسجد يخبره بأنه يجب أن يذهب لمقابلة عمته زهيرة، وفي هذه المرة منحه العنوان وعرّفه طريقة الوصول.. يقول الشيخ: ركبت حافلةً وسافرت خارج عاصمة المغرب في رحلة اقتربت من اثنتي عشرة ساعة حتى وصلت إلى بلدةٍ جبلية حيث قابلت العمة زهيرة؛ امرأةٌ تعدت التسعين من عمرها أخبرتني بأنها رأت سيدنا يوسف عليه السلام في المنام أكثر من ست وثلاثين مرة وأنها تفسر الرؤى والأحلام وقد كانت في انتظاري منذ أكثر من ثلاثين سنة حتى تسلمني عهد التفسير.. أعطتني كوباً من اللبن شربته وقضيت معها بقية اليوم. توفت العجوز بعد أقل من أسبوعين من لقائنا.
(لقد شعرت من الأمانة أن أنقل الواقعة كما حُكيت لي من قِبَل صاحبها وأترك الرأي للقارىء
)

د. آسية البوعلي
أستاذ مساعد - بقسم اللغة العربية وآدابها
كلية الآداب والعلوم الاجتماعية
جامعة السلطان قابوس

---------------------------------------------------------