
2012-08-26, 11:30 AM
|
كلمات في التدبر
1- إن هذا القرآن قد قرأه عبيدٌ وصبيانٌ لا علم لهم بتأويله ، وما تدبُّر آياته إلا باتباعه ، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفًا وقد - والله - أسقطه كله ، ما يُرى القرآن له في خلق ولا عمل . الحسن البصري / فهم القرآن / ص : 276
2- تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف ، وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم ، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته . ابن سعدي / تفسيره , ص : 189
3- قد علم أنه من قرأ كتابًا في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لابد أن يكون راغبًا في فهمه وتصور معانيه ، فكيف بمن يقرأ كتاب الله تعالى ، الذي به هداه ، وبه يعرف الحق والباطل ، والخير والشر ؟ فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود ، إذ اللفظ إنما يراد للمعنى . ابن تيمية / مجموع الفتاوى ، 7-74
4- تأمل ! جبل عظيم ، شاهق ، لو نزل عليه القرآن لخشع ، بل تشقق وتصدع ، وقلبك هذا ، الذي هو في حجمه كقطعة صغيره من هذا الجبل ، كم سمع القرآن وقرأه ؟ ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر ! والسر في ذلك كلمة واحدة : إنه لم يتدبر . أ.د. ناصر العمر
5- من مفاتيح التدبر التأني في القراءة : فقد روى الترمذي وصححه أن أم سلمة نعتت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفا ، وهذا كقول أنس - كما في البخاري - : كانت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - مدًا ، وقال ابن أبي مليكة : سافرت مع ابن عباس ، فكان يقول نصف الليل ، فيقرأ القرآن حرفًا حرفًا ، ثم يبكي حتى تسمع له نشيجًا .
6- عليك بتدبر القرآن حتى تعرف المعنى ، تدبره من أوله إلى آخره ، واقرأه بتدبر وتعقل ، ورغبة في العمل والفائدة ، لا تقرأه بقلب غافل ، اقرأه بقلب حاضر ، واسأل أهل العلم عما أشكل عليك ، مع أن أكثره - بحمد الله - واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية . ابن باز / فتاواه : 9-25
7- إياك - يا أخي - ثم إياك ، أن يزهدك في كتاب الله كثرة الزاهدين فيه ، ولا كثرة المحتقرين لمن يعمل به ، ويدعو إليه ، واعلم أن العاقل ، الكيس ، الحكيم لا يكترث بانتقاد المجانين . الشنقيطي / أضواء البيان : 1-5
8- ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع ، والتدبر ، والخضوع ، فهذا هو المقصود المطلوب ، وبه تنشرح الصدور ، وتستنير القلوب ، وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة ، أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة . النووي / الأذكار النووية : ص 150
9- المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه ، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح ، فما خوفه به مولاه من عقابه خافه ، وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه ، فمن كانت هذه صفته - أو ما قاربها - فقد تلاه حق تلاوته ، وكان له القرآن شاهدًا وشفيعًا ، وأنيسًا وحرزًا ، ونفع نفسه ، وأهله ، وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا والآخرة . الإمام الآجري / أخلاق حملة القرآن : ص 27
10- من النصح لكتاب الله : شدة حبه وتعظيم قدره ، والرغبة في فهمه ، والعناية بتدبره ؛ لفهم ما أحب مولاه أن يفهمه عنه ، وكذلك الناصح من الناس يفهم وصية من ينصحه ، وإن ورد عليه كتاب منه ، عني بفهمه ؛ ليقوم عليه بما كتب به فيه إليه ، فكذلك الناصح لكتاب ربه ، يعني بفهمه ؛ ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى ، ويتخلق بأخلاقه ، ويتأدب بآدابه . ابن رجب / جامع العلوم والحكم : ص 76
11- يقول أحد أعضاء أسرة تدبر ( أستاذ جامعي ) : زرت والدي ( قرابة 70 سنة ) في المستشفى فسألته عن نومه ؟ فقال : نمت بحمد الله ، وأنا أفرح إذا طار عني النوم ! فقلت : لم ؟ فقال : لأعيش مع كلام ربي ! فقلت : كم تقرأ ؟ قال : سبعة أجزاء ! يقول هذا الأستاذ : وأنا لا أعرف عن قراءة والدي إلا التدبر والسؤال ، والتكرار ، والوقوف الطويل عند الآيات .
12- إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن ، لم يكن عندك شيء أرفع ، ولا أشرف ، ولا أنفع ، ولا ألذ ، ولا أحلى من استماع كلام الله - جل وعز - ، وفهم معاني قوله تعظيمًا وحبا له ، وإجلالا ؛ إذ كان - تعالى - قائله ، فحب القول على قدر حب قائله . الحارث المحاسبي / فقة القرآن : ص 302
13- وقد أعلم الله تعالى خلقه أن من تلا القرآن ، وأراد به متاجرة مولاه الكريم فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح ، ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة . الإمام الآجري / أخلاق حملة القرآن : ص 2
14- ما أحسن وقع القرآن ، وبلَّ نداه على القلوب التي ما تحجرت ، ولا غلب عليها الأشر والبطر ، والكفر والنفاق والزندقة والإلحاد ، هو والله نهر الحياة المتدفق على قلوب القابلين له ، والمؤمنين به ، يغذيها بالإيمان ، والتقوى لله تعالى ، ويحميها من التعفن والفساد ، ويحملها على كل خير وفضيلة . الشيخ صالح البليهي / الهدى والبيان في أسماء القرآن
15- إذا التبست عليك الطرق ، واشتبهت عليك الأمور ، وصرت في حيرة من أمرك ، وضاق بها صدرك ، فارجع إلى القرآن الذي لا حيرة فيه ، وقف على دلائله من الترغيب والترهيب ، والوعد والوعيد ، وإلى ما ندب الله إليه المؤمنين من الطاعة وترك المعصية ، فإنك تخرج من حيرتك ، وترجع عن جهالتك ، وتأنس بعد وحشتك ، وتقوى بعد ضعفك . نصر بن يحيى بن أبي كثير
16- من موانع فهم القرآن والتلذذ به : أن يكون التالي مصرًا على ذنب ، أو متصفًا بكبر ، أو مبتلى بهوى مطاع ، فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه ، فالقلب مثل المرآة ، والشهوات مثل الصدأ ، ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في المرآة ، والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل الجلاء للمرآة . ابن قدامة / مختصر منهاج القاصدين ، ص 45
17- البكاء مستحب مع القراءة ، وطريق ذلك : أن يحضر قلبه الحزن ، فمن الحزن ينشأ البكاء ، وذلك بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد ، والمواثيق والعهود ، ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره ، فيحزن لا محالة ويبكي ، فإن لم يحضره حزن وبكاء ، فليبك على فقد الحزن والبكاء ، فإن ذلك أعظم المصائب . أبو حامد الغزالي / إحياء علوم الدين 2-37
18- ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل : كثرة تلاوة القرآن ، وسماعة بتفكر وتدبر وتفهم ، قال خباب بن الأرت لرجل : تقرب إلى الله ما استطعت ، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب من كلامه . ابن رجب / جامع العلوم والحكم ص 364
19- إن أمة الإسلام - في كثير من مواقعها وأحوالها - تحتاج إلى أن تراجع نفسها من قرآن ربها ؛ فإن كثيرًا منهم يجهلون أن للقرآن العظيم تأثيرًا حقيقيًا في حياتهم المعاشية والمدنية ، يتشككون ويترددون في أثره في تحقيق السعادة المنشودة في الدين والدنيا معًا . د. صالح ابن حميد
20- قيل ليوسف بن أسباط : بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن . فقال : أستغفر الله ؛ لأني إذا ختمته ، ثم تذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت ، فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح . إحياء علوم القرآن 2-55
21- فتدبر القرآن إن رمت الهدى * فالعلم تحت تدبر القرآنِ . ابن القيم / شرح القصيدة النونية ص 315
22- من تدبر القرآن طالبًا الهدى ؛ تبين له طريق الحق . ابن تيمة / الواسيطة ص 8
وكلمة هذا الإمام جاءت بعد سنين طويلة من الجهاد في سبيل بيان الحق الذي كان عليه سلف هذه الأمة ، والرد على أهل البدع ، فهل من معتبر ؟!
23- وليس في القرآن لفظ إلا وهو مقرون بما يبين به المراد ، ومن غلط فهم القرآن فمن قصوره أو تقصيره . ابن تيمية / مجموع الفتاوى 20-474
24- مع أهمية حفظ القرآن الكريم ، إلا أننا نجد أمرًا غريبًا في عالمنا الإسلامي ، حيث إن فيه مئات الألوف من المدارس التي تعتني بحفظ القرآن ، على حين أننا لا نكاد نجد مدرسة واحدة متخصصة بتدبره وفهمه والتفكير فيه ! . أ.د. عبدالكريم بكار
25- لو سألت أي مسلم : أتؤمن بأن القرآن هدى ، ونور ، ورحمة ، وشفاء ، وحياة للقلب ؟ لأجابك - وبلا تردد - : نعم ! ولكنك تأسف إذا علمت أن الكثير من المسلمين لا يعرف القرآن إلا في " رمضان " فإن حال هذا في الحقيقة هي كمن يعلن عن استغنائه عن هدى الله ، ونوره ، ورحمته ، وشفائه ، وحياة قلبه أحد عشر شهرا ! د. عمر المقبل
26- فوالله الذي لا إله إلا هو ! ما رأيت - وأنا ذو النفس الملأى بالذنوب والعيوب - أعظم إلانة للقلب ، واستدرارا للدمع ، وإحضار للخشية ، وأبعث على التوبة ، من تلاوة القرآن وسماعه . عبدالحميد بن باديس
27- قال ابن مسعود : ( اقرؤوا القرآن وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ) فمما يعين على قراءة " التدبر " المحركة للقلوب أن يكون حزب القارئ ( وقت القراءة ) لا ( مقدار القراءة ) ، فمثلاً : بدلا من تحديد جزء يوميا ، يكون نصف ساعة يوميا ؛ لئلا يكون الهم آخر السورة . عبدالكريم البرادي
28- إذا كان كلام العالم أولى بالاستماع من كلام الجاهل ، وكلام الوالدة الرؤوم أحق بالاستماع من كلام غيرها ، فالله أعلم أعلم العلماء وأرحم الرحماء ، فكلامه أولى كلام بالاستماع ، والتدبر ، والفهم . الحارث المحاسبي / فهم القرآن ص 247
29- ومن أصغى إلى كلام الله ، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعقله ، وتدبره بقلبه ، وجد فيه من الفهم ، والحلاوة ، والهدى ، وشفاء القلوب ، والبركة ، والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام ؛ لا نظمًا ولا نثرًا . ابن تيمية / اقتضاء الصراط 1-384
توقيع يمامة الوادي |
هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟
|
|