المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخنساء";3640776][B][FONT="Times New Roman
اللهم آمبن، وإياك أخي الكريم ووالديك وجميع المسلمين
أسعدني أن أكون قد أفدتك ولو بالشيء القليل، ولا أخفيك أنني أحسست بالخجل من إطراء لست له أهلا.
نعم إن الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين..هذا ما كنت ومازلت أردده في دواخل نفسي، ولكن الله ربي وربك قد أمرنا بالأخذ بالأسباب وباتخاذ الحيطة والحذر وعدم تعريض أنفسنا للتهلكة. فانظر إلى ما قاله يعقوب لبنيه وهو نبي يعلم أنه لا حافظ غير الله وأنه إن شاء أمرا فلا راد له، (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)، فهو وصاهم بالحيطة والحذر مع التوكّل على الله. وانظر ماذا قال جلّ جلاله لمريم:" وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" أو يمكن لرجل قوي وبالأحرى امرأة ضعيفة في حالة وضع أن يهزا جذع نخلة؟ أولا يستطيع الله سبحانه أن يسقط الرطب دون أن تهزّ مريم بالجذع؟ بلى..أليس كذلك؟ ولكن ليعلّمنا الله تعالى كيفية الأخذ بالأسباب مع التوكّل على الله حتى لا نسقط في التواكل، ففي النهاية الرطب تساقطت بإرادة وأمر من الواحد الأحد وليس بالهز، ومع ذلك أوحي إلى مريم أن تهزّ النخلة.
بارك الله فيك وزادك علما وفهما , كل ما ذكرتيه في الحسبان ولا ينكره إلا جاهل وجميل ان تذكريه هنا لتذكيري وتذكير غيري ممن يشاهد هذه المشاركة , فأسأل الله أن يكتب ذلك في موازين حسناتك يوم القيامة وان يجعل ما كتبتيه حجة لكِ لا عليك , اللهم آمين .
أخي عابر، لقد رأيت سابقا موضوعا لك بخصوص الكتب، ولاحظت أن كلّ الكتب المذكورة هي كتب تتعلق بالشريعة والعقيدة. فهل لا تقرأ إلاّ الكتب الإسلامية؟ كنت أردت أن أسأل حينئذ ولكني امتنعت.
فإن كنت لا تقرأ إلاّ الكتب الإسلامية، فأود أن أقترح عليك قراءة، على سبيل المثال، كتب فكرية وأدبية حتى وإن كان كاتبها غير مسلم (ولكن أعني الكتب القيّمة ولا أي كتاب) فنأخذ منها ما يفيد ونرمي بما لا يفيد عرض الحائط. وذلك لأن القراءة المتنوعة تنمي قدراتنا الفكرية وتضيء جوانب جديدة من العلم والمعرفة. وهذا النوع من القراءة يدفعنا إلى التدبّر أكثر وإلى البحث المستمر . فرسول الله صلوات الله عليه، كلّف الصحابة رضوان الله عليهم بدراسة الفلسفة اليونانية والفارسية والنهل من جميع علومهم، وذلك لأن الإسلام دين عقل وليس دين نقل فقط وليس محصورا في العلوم الشرعية فقط.
سؤال جميل ووجيه , الاجابة " لا " ليس كل ما أقرأه هي الكتب الاسلامية ولو اني لم أقرا الا الكتب الاسلامية لاكتفيت بذلك ولكن لابد من مواكبة العصر ومعرفة ما يدور في المجتمع من جميع النواحي وهذا ما يجعلنا ننوع وحتى نخدم ديننا لزامًا علينا ان ننوع , بالنسبة لذلك الموضوع ففعلا غالبية الكتب كتب دينية لهدف أريد تحقيقه ولأن بعض الناس يحتاج الى تأسيس فالأفضل أن يكون أساسه أساس شرعي وبعد ذلك يُبحر في شتى العلوم .
أعدك أن هناك كتب تستحق القراءة وتشحذ الذهن وتدفعه إلى التفكير والتمحيص.
بارك الله فيك , لا أشكّ في ذلك أبدا , واتمنى تفيديني ببعض الاسماء هنا او هناك في الموضوع الخاص بالكتب شاكر ومقدر لكِ أختي الفاضلة .
(إن سئمت من فلسفتي و أردت أن أتوقف، فما عليك إلاّ أن تقول: حسبك يا خنساء).
أظن أن ردود الاعضاء بعد هذه المشاركة واشادتهم , فيها اجابة على هذا السؤال فلم نسئم ولن نسئم مادامت مشاركاتك بهذا التميّز .
وفي انتظار ورود ذلك، سأضيف شيئا كمفتاح أضعه بين يديك لتبحث بنفسك عن نقاط الضعف وتنظر في شأنها:
أعلم أنك واحد من ثلاث..كم تمنيت أن أكون واحدة من اثنتين 
لطالما وجدته امرا ظريف ولطيف. ولكن اعلم أن لهذا الأمر نقاط ضعف، أليس كذلك؟ فالإنسان بطبعه يسعى إلى التفرّد والامتياز عن غيره ولو بميزة..فماذا لو كان كلّ واحد منّا صورة طبق الأصل للآخر؟ كيف أكون متفردا؟ بماذا أتميّز؟
للإجابة على هذه الأسئلة عليك أن تنظر في موقعك بين الثلاث، أنت من منهم؟ التابع أم المتبوع (من ناحية التأثر بشخصية الآخر)؟ بمعنى هل أنت من يتأثر ويحذو حذو "القائد" أم أنك " القائد" الذي يحذى حذوه؟ مثلا: إن اشتركتم السيّارة أو ذهبتم في سيّارة واحدة، من يقودها دائما؟ هل هو نفس الشخص؟ إن كان نعم فهو من يتصف بالقيادة. (أعلم أن في هذه الحالات دائما هناك من يتصف بهذه الصفة).. فإن كان يضايقك أن تكون صورة طيق الأصل لاحدهم، فانفرد بشخصيتك وبميولاتك وبآرائك وأفكارك. احتفظ بكلّ ما هو إيجابي وجميل في هذا الثلاثي، وحاول تقوية نقاط الضعف فيها، بل وحاول معالجة الجانب السلبي فيها.
التميز صفة جميلة ولولا صفة التميز لما وُجدت روح التنافس واكبر دليل على التميز هي " مراتب الجنة " فجميعنا يطمح للمراتب العليا ولكن ذلك لا يحصل الا بالعمل والعمل يختلف من شخص لآخر لذلك قال ربنا جل في علاه : (( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )) فأسأل الله ان يكتب لنا ولكم الفردوس الاعلى من الجنة , اللهم آمين .
تختلف " التابع والمتبوع " باختلاف المواقف فهناك مواقف لابد ان تكون فيها تابع واخرى لابد ان تكون فيها متبوع ولكن ليست المشكلة هنا المشكلة هي في كيفية التعامل مع كلا الحالتين .
وإلى هنا أتوقف وأترك المجال لغيري علّك تستفيد أكثر.
تملكين فلسفة وفكر جميل ما شاء الله ولا أخفيك أن ذلك يظهر في رؤاكِ فحاولي الاستفادة مما تملكين وخصوصا في عالم الانترنت فباستطاعتك بفكرك واسلوبك بعد الله أن تدخلي غير المسلمين الاسلام وهذه نقطة قد تخفى على الكثير منا وهي الفكر والاسلوب , آمل عدم التوقف .
حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.[/FONT][/B]