[أبو عامر الشمري]

هل تهنئوني أم تعزوني بمثل هذه الحالة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسمحوا لي اليوم

سأخرج عن الـمألـــوووووووف

وسأكتب لكم أحد جرووووحــي الأليمة

فلا تؤاخــذوني ...

لي أخ أصغر مني بسنتين لكنه يختلف عني

كنا كعادة الشباب الصغار

نقطف الأزهار

وجوهنا غبار

نفعل مالا نعقل

كبرنا .... ودخلنا المرحلة المتوسطة

وبدأت علامات الخير تظهر على أخي

كانت البداية : أن أصبح مؤذن لمسجد حارتنا

وهو لا يتعدى 15 سنة

بدأت تظهر عليه علامات الالتزام والدين

وكثر أصحابه أهل الخير من أبناء حارتنا

أول عمل خيري له

أنشى حلقة بمسجد حارتنا

وألتحق فيها أطفال الحارة

كان يحثهم ويشجعهم على حفظ القرآن وإتقانه

بل كان يقيم كل نهاية أسبوع رحلة للطلاب

طبعاً الرحلة عادية

مرة يذهب فيهم للجبال

ومرة للأودية

ومرة للنفود

ومرة للبر الوسيع

ومرة ... ومرة ....

مرت الأيام ...

وبـعـدهــا بسنة تخرجنا من المتوسطة

أنا اتجهت للثانوية العامــة

وهو أتجه لثانوية تحفيظ القرآن

دخلت الثانوية العامة ( علمي ) وفشلت بالدراسة

سقطت ( رسبت ثلاث سنوات )

أنا أنهيت الثانوية بـ 5 سنوات

وهو أنهاها بـ 3 سنوات

اتجهت بعد الثانوية للبحث عن الوظيفة

رغم إن والدي أشار علي بتكملة الدراسة الجامعية

لكني أعرف نفسي زين !!

فأنا مصاب بعين في الذاكرة ( ووالدي لا يعلم )

والحمد لله وفقت بوظيفة حكومية وبدأت أكون نفسي

أما أخي – ما شاء الله عليه – صبره كبير

وحلمه أكبر

أكمل دراسته الجامعية

التحاق بإحدى الجامعـات الإسلامية ( أم القرى بالمدينة المنورة )

أنهى المرحلة الجامعية خلال خمس سنوات

كان تخصصه : قــراءات

يعني قراءة القرآن بالقـراءات السبع المعروفة

( وقيل أنها عشـر قراءات )

بعدما تخرج من الجامعة تعين بإحدى القرى وأتم حفظ كتاب الله

هنا تحركت قريحتي وحاولت الالتحاق بالجامعة

كون أخي الأصغر مني جامعي

والمشكلة ثلاثة من أخواني وأصغر مني يدرسون بالجامعة

جلست ثلاث سنوات وأنا أحاول الالتحاق بالجامعة ( انتساب )

الحمد لله انتسبت بالجامعة

سويت مناسبة كبيرة بهذا الخصوص

كانوا أخواني يضحكون علي

وبالذات أخي المتخرج وهو يقول :

صدقني أعرفك زين راح تجلس ثمان سنوات

حتى تأخذ البكالوريوس ....

هذا إذا ما طردوك ( حرمان )

قلت له : إن شاء الله سآخذ البقر والتيوس

قصدي ( البكالوريوس )

وكان يضحك وهو يقول : بهذي صدقت ( بقر وتيوس )

راحت الأيام

ولابد في هذه الدنيا

يوم زين ويوم شين

فالحمد لله الذي جعل أمر المسلم كله خير

إن أصابه شر صبر فكان خيراً له

وإن أصابه خير شكر فكان خيراً له

فيوم الأربعاء الماضي 26 \ 9 \ 2007 م

الموافق 14 \ 9 \ 1428هـ

الساعة 5:45 م ( قبيل الفطور )

كان أخي المتخرج مسافر ( قادما ً ) لزيارة أبي وأمي

وأتصل في أمي وقال : إن شاء الله سأفطر عندكم

تعرض أخي لحادث ( تصادم ) مع عائلة

فأنتقل لرحمة الله صائماً وحافظاً لكتاب الله

وواصلاً رحمه وباراً بوالديه

فدعواتكم له بالخير والرحمة والمغفرة

فهل تهنئوني أم تعزوني بهذا الأخ الصالح

ووالله ليبكى على حالنا

مقصرين على أنفسنا بل مفرطين

ومقصرين وآكلين حقوق الناس والجيران

عسى الله يتوب علينا

ويتغمدنا بواسع رحمته