عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 60  ]
قديم 2012-08-18, 3:22 AM
"الخنساء"
معبرة سابقة
رقم العضوية : 166575
تاريخ التسجيل : 19 - 2 - 2012
عدد المشاركات : 10,979

غير متواجد
 
افتراضي

ما شاء الله تبارك الله ونعم الاخت أختي الخنساء

هذا مافتحت الموضوع لأجله فبارك الله فيك على افادتي بهذه النصائح وهذه الارشادات والتي قد اكون في أشدّ الحاجة إليها .

نعم جزاكِ الله الجنة وضّحتِ الصورة بشكل مميز وما زاد الصورة جمالا هو أنها من واقع تجربة فكل جملة في مشاركتك هي محل اهتمامي .

بدات أطمع في مداخلاتك فإن رأيتِ ما يحتاج الى تصويب فأرجو افادتنا بذلك .

أعلم بارك الله فيك واعلم يقينا أن الله خيرا حافظا وهو أرحم الراحمين فأسأل الله ان يحفظنا وإياكم وان ييسر لنا كل عسير .

جزاكِ الله ووالديكِ الفردوس الاعلى من الجنة
اللهم آمبن، وإياك أخي الكريم ووالديك وجميع المسلمين

أسعدني أن أكون قد أفدتك ولو بالشيء القليل، ولا أخفيك أنني أحسست بالخجل من إطراء لست له أهلا.

نعم إن الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين..هذا ما كنت ومازلت أردده في دواخل نفسي، ولكن الله ربي وربك قد أمرنا بالأخذ بالأسباب وباتخاذ الحيطة والحذر وعدم تعريض أنفسنا للتهلكة. فانظر إلى ما قاله يعقوب لبنيه وهو نبي يعلم أنه لا حافظ غير الله وأنه إن شاء أمرا فلا راد له، (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)، فهو وصاهم بالحيطة والحذر مع التوكّل على الله. وانظر ماذا قال جلّ جلاله لمريم:" وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" أو يمكن لرجل قوي وبالأحرى امرأة ضعيفة في حالة وضع أن يهزا جذع نخلة؟ أولا يستطيع الله سبحانه أن يسقط الرطب دون أن تهزّ مريم بالجذع؟ بلى..أليس كذلك؟ ولكن ليعلّمنا الله تعالى كيفية الأخذ بالأسباب مع التوكّل على الله حتى لا نسقط في التواكل، ففي النهاية الرطب تساقطت بإرادة وأمر من الواحد الأحد وليس بالهز، ومع ذلك أوحي إلى مريم أن تهزّ النخلة.

أخي عابر، لقد رأيت سابقا موضوعا لك بخصوص الكتب، ولاحظت أن كلّ الكتب المذكورة هي كتب تتعلق بالشريعة والعقيدة. فهل لا تقرأ إلاّ الكتب الإسلامية؟ كنت أردت أن أسأل حينئذ ولكني امتنعت.

فإن كنت لا تقرأ إلاّ الكتب الإسلامية، فأود أن أقترح عليك قراءة، على سبيل المثال، كتب فكرية وأدبية حتى وإن كان كاتبها غير مسلم (ولكن أعني الكتب القيّمة ولا أي كتاب) فنأخذ منها ما يفيد ونرمي بما لا يفيد عرض الحائط. وذلك لأن القراءة المتنوعة تنمي قدراتنا الفكرية وتضيء جوانب جديدة من العلم والمعرفة. وهذا النوع من القراءة يدفعنا إلى التدبّر أكثر وإلى البحث المستمر . فرسول الله صلوات الله عليه، كلّف الصحابة رضوان الله عليهم بدراسة الفلسفة اليونانية والفارسية والنهل من جميع علومهم، وذلك لأن الإسلام دين عقل وليس دين نقل فقط وليس محصورا في العلوم الشرعية فقط.

أعدك أن هناك كتب تستحق القراءة وتشحذ الذهن وتدفعه إلى التفكير والتمحيص.

(إن سئمت من فلسفتي و أردت أن أتوقف، فما عليك إلاّ أن تقول: حسبك يا خنساء).

وفي انتظار ورود ذلك، سأضيف شيئا كمفتاح أضعه بين يديك لتبحث بنفسك عن نقاط الضعف وتنظر في شأنها:

أعلم أنك واحد من ثلاث..كم تمنيت أن أكون واحدة من اثنتين لطالما وجدته امرا ظريف ولطيف. ولكن اعلم أن لهذا الأمر نقاط ضعف، أليس كذلك؟ فالإنسان بطبعه يسعى إلى التفرّد والامتياز عن غيره ولو بميزة..فماذا لو كان كلّ واحد منّا صورة طبق الأصل للآخر؟ كيف أكون متفردا؟ بماذا أتميّز؟

للإجابة على هذه الأسئلة عليك أن تنظر في موقعك بين الثلاث، أنت من منهم؟ التابع أم المتبوع (من ناحية التأثر بشخصية الآخر)؟ بمعنى هل أنت من يتأثر ويحذو حذو "القائد" أم أنك " القائد" الذي يحذى حذوه؟ مثلا: إن اشتركتم السيّارة أو ذهبتم في سيّارة واحدة، من يقودها دائما؟ هل هو نفس الشخص؟ إن كان نعم فهو من يتصف بالقيادة. (أعلم أن في هذه الحالات دائما هناك من يتصف بهذه الصفة).. فإن كان يضايقك أن تكون صورة طيق الأصل لاحدهم، فانفرد بشخصيتك وبميولاتك وبآرائك وأفكارك. احتفظ بكلّ ما هو إيجابي وجميل في هذا الثلاثي، وحاول تقوية نقاط الضعف فيها، بل وحاول معالجة الجانب السلبي فيها.

وإلى هنا أتوقف وأترك المجال لغيري علّك تستفيد أكثر.

حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.


توقيع "الخنساء"