عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 44  ]
قديم 2012-08-16, 7:22 PM
"الخنساء"
معبرة سابقة
رقم العضوية : 166575
تاريخ التسجيل : 19 - 2 - 2012
عدد المشاركات : 10,979

غير متواجد
 
افتراضي
حيّاك الله أخي الصغير عابر سبيل

بداية أود أن أقول لك ولأختي يارا أنني لا أكنّ لكما إلاّ التقدير والاحترام ولا أحمل لكما في نفسي غير الود. وكنت أفضل أنا أيضا لو لم تقم يارا بحذف ردّها، فما كان فيه شيء يعيبه أبدا. لو استطاعت ردّه لكان أحسن للفائدة.

ولك الشكر أخي الكريم على حسن ضنّك بي وعلى حسن استماعك لما كتبت.

لا أعرف إن قصدت بتحريرك هذا الموضوع ما يخص جانب التعبير فقط أم كلّ الجوانب. أنا لم أطرح ما طرحته إلاّ لأني فهمت أنك تود تقوية جوانب الضعف في شخصيتك ككل وليس فقط ما يتعلق بجانب التعبير، ولست أدري إن كان فهمي صائبا ام لا؟

إن كان الأمر كما فهمت فلعلّي أضيف شيئا كنت قد لاحظته منذ فترة وامتنعت عن الاستفسار والمشاركة حينئذ، حتى لا أكون نشازا.





المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عــــابر سبيل



بالنسبة للملاحظة الأولى وبما اننا فتحنا مجال المصارحة فسأكون صريح معكِ باذن الله تعالى , في البداية ملاحظتك في محلها ولو تم وضعي في مركز قيادي فسأحاول أن أعدل بين الجميع ما استطعت ذلك , ولكن لو علمت ان هناك من يحاول " اللف والدوران " فلن أعامله بما أعامل به من هو مجتهد أو من هو متّبع للقوانين

بالنسبة للمركز القيادي فعندما أفضل أحدهم على الاخر فهذا يجعل الطرف الآخر يشعر بنوع من الخلل فيحاول التعديل حتى يحظى باهتمام المسؤول ,

هنا أوافقك الرأي تمام الموافقة، وهذا لا شك يدخل في حسن التسيير والتدبير ومن أساليب تحفيز الموظف على العطاء والمبادرة في العمل. ولكن أنا ما قصدته بعدم الميل إلى أحد على غرار الاخر هو ضرورة الفصل بين ما هو شخصي وما هو عملي (بين الحياة الشخصية والحياة العملية) في نطاق العمل وخاصة في منصب قيادي، حتى تسد عليك ثغرات الكيد والمتاعب (أقول ما أقول من واقع تجريبي). أوضح: مثلا لك من بين الموظفين الذين تسير أعمالهم صديق لك، فإن أنت تركت زمام الأمور لعاطفتك ومنحته بعض المميّزات غير المبررة عمليا (مثلا كلّما طلب إجازة تعطيه الموافقة وإن لم يكن الوقت مناسبا لذلك، أو تجد له بعض الأعذار في هفواته، أو...أو...مثل هذا القبيل) فأنت حينئذ تفتح ثغرات يتسلل منها ذوي القلوب الضعيفة الذين يركنون إلى الكيد والإيقاع بمن هو أفضل منهم للوصول إلى هدفهم. فمثل هؤلاء لا يملكون إلاّ هذا الأسلوب للارتقاء في عملهم بل والاستمرار في مناصبهم والاحتفاظ بها، وهذه النماذج موجودة، وللأسف، بكثرة. فلذلك عليك بالحذر وتحرّي التوازن والعدل ما أمكن وحاول أن تجعل بينك وبين زملاء العمل مسافة فصل بين ما هو عملي وما هو شخصي (الوقاية خير من العلاج).



بالنسبة للملاحظة الثانية فهمت ما ترمين اليه بارك الله فيك ووفقكِ في الدارين وفعلا هذه من إحدى السلبيات التي تؤرقني حتى وان تركت المسألة حينها فهي ستنتظرني على الفراش ولكن لعل للجانب الوراثي دور في هذه الملاحظة فالله المستعان .

ليست نقطة سلبية بارك الله فيك، بالعكس هي منهج الاجتهاد وتحصيل العلم. فقط أردت أن أبين لك الوجه السلبي منها إن نحن مارسنها في غير الوقت المناسب. فعليك بترويض هذه الميزة لتأتيك طوعا و لا ترهقك.

أما الملاحظة الثالثة فلي فيها رأي آخر , فعندما يكون لديّ طموح , من المستحيل ان اتوقف عند حد معين , فعندما أصبح " مهندس مستشار " ليس كبقائي على " مهندس عام " , فلنفترض جدلا أنه أتاني خطاب استدعاء من الملك ليضعني مستشارا خاصا له , وهو لم يجد سوى عابر سبيل ينفع أن يشغل ذلك المنصب لكفائته فهل أرفض طلبه بعد أن وضع ثقته فيّ وانا أجد في نفسي الكفاءة لتحمل ذلك المنصب .! شدّتني نقطة ذكرتيها وهي قولك " ولكن هذا المنصب قد يتطلب منك قرارات تكرهها نفسك وقد يكون فيها اجحاف في حق الاخرين " اوافقك في القرارات التي تكرهها نفسي ولكن أن اجحف في حق الاخرين فلا أعتقد أن هناك منصب تقوم قراراته على الاجحاف في حق الاخرين الا ان كانت تلك القرارات فيها معصية فهنا لنا تعامل آخر بكل تأكيد , بالعكس أختي الفاضلة كلما كان المنصب اعلى كلما كانت خدمتك للناس أشمل وأوسع , بكل تأكيد تختلف الطموحات لاختلاف المسارات , فالمسار الطبي له طموحات معينة , والمسار الهندسي له طموحات معينة , وكذلك في تعبير الرؤى فلها طموحات معينة فالمسار هنا هو من يحدد الطموح .

وأنا لا أخالفك الرأي، بالعكس، فشأن الانسان المتميّز البحث عن التمييز في كلّ جوانب حياته، وهذا ليس عيبا بل فضيلة. لذلك قيّدت قولي بشرط: " ولكن هذا المنصب قد يتطلب منك قرارات تكرهها نفسك وقد يكون فيها اجحاف في حق الاخرين ". والفرق هنا بيني وبينك أنني أتكلم من واقع تجريبي وأنت تتكلم من واقع نظري، فكن متأكدا أن هناك مناصب فيها إجحاف للآخرين وهي مخفية في الكوالس ولا تعلمها إلاّ إذا دخلت هذه الكواليس. فالأسلم لمن يعرض عليه منصب سلطة أن يسأل كثيرا عن مهام هذا المنصب وما هي الواجبات المطلوبة القيام بها، يجب التحرّي كثيرا ثم وضع السلبيات في جانب والإيجابيات في جانب، وبعد ذلك أخذ القرار الصائب.

وددت أن تسترسلي أكثر اختي الخنساء فمشاركتك من أجمل المشاركات وهي قد حققت هدفي من الموضوع فلا تبخلي علينا بارك الله فيك .

جزاكِ الله الفردوس الاعلى من الجنة .
  • وجزاك الله عنّا، أخي عابر، خير الجزاء وأسعدك في الدنيا والآخرة بما تتوق إليه نفسك وأكثر من ذلك إن شاء الله.


توقيع "الخنساء"