عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2005-02-04, 9:24 PM
نوراي
معبرة رؤى سابقة
الصورة الرمزية نوراي
رقم العضوية : 980
تاريخ التسجيل : 6 - 9 - 2004
عدد المشاركات : 3,891

غير متواجد
 
افتراضي أمـــّـا.. ما في القلب فلا يعلمه الا الـــلـــــه ..
لا تتفاضل العبادة عند الله بكثرة صورها وعددها انما تتفاضل بما في القلب من صدق التوجه بها اليه سبحانه خالصة من شوائب الشرك والرياء ..دافعة بالعزائم الى القمم ..هادية النفوس الى أقوم سبيل ..فما جدوى عبادة لا روح فيها لا تتعدى حركات تقوم بها الجوارح لم يحيا معها القلب لانشغاله عن حلاوة الأنس بمعية الخالق بصور وخواطر دنيوية زائلة او ربما كان لتعلق القلب بأحد الذنوب الأثر في ابعاد الفكر والضمير عن مراقبة الله الدائمة ..فلذلك كان قبول الأعمال ودرجاتها في علم الخالق ..العالم وحده بما في القلب من اخلاص في العمل تقربا لوجهه الكريم وحبا في بديع ذاته ..لقد وجدت من يجسد لي معنى الإخلاص.. عروة بن الزبير فهو خير مثل يحتذى به في صدق التوجه الى الله بكل حركة في الضمير وكل حركة في الجوارح وكل حركة في الحياة توجها خالصا لا تشوبه شائبة من شأنها ان تعكر صفو القلب لبارئها متجردا من كل فكر غير التعبد لله . يروى ان الُأكلة - الغرغرينه – قد اكلت نصف ساق عروة بن الزبير فأجمع أطباء ذلك العصر على وجوب قطع الساق حتى لا تسري الأكلة الى بقية جسده فأشاروا اليه بشراب يغيب عقله حتى لا يحس بالألم ويتمكنوا من قطعها فرفض وقال :( ما ظننت ان أحدا يؤمن بالله يشرب شيئا يغيب عقله حتى لا يعرف ربه عز وجل فإن كان لا بد من قطعها فاقطعوها وانــا فــي الــصـلاة ) ..
قطعوا ساقه من فوق الاكلة احتياطا ان لايبقى منها شئ فما تــألــــم وماتـــحـــرك .. ولما انتهى من الصلاة اتى الناس اليه ليعزوه برجله ويخبروه بوفاة أحب أبنائه اليه ..
فقال :( اللهم لك الحمد كانوا سبعة فأخذت واحدا وأبقيت ستة وكان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة فلئن كنت قد أخذت فلقد أعطيت ولئن كنت قد ابتليت فقد عافيت . ) ..
الإخلاص : اسمى منازل العبادة التي لا بد ان تدرب النفس على الوصول الى أعلى مراتبها فهو الأساس الذي يثمر الثقة بالله والتوكل عليه والاستعانة به ..ومتى خلص القلب لله بكامل الحس والمشاعر أنشأ آثاره في واقع الحياة نظاما وسلوكا يهب صاحبه الطمأنينة والرضى والتقى والعفاف ويملئ قلبه نورا يحرق بأشعته ما يعترضه من شبهات وشهوات .. وبما ان لكل شئ خلاصة نصل الى انه بمقدار ما في القلب من اخلاص يتفاوت الإيمان ونوره في قلوب العباد فمن العباد من نور الإيمان في قلبه ساطع كالشمس ومنهم من نوره مضئ كالنجم وآخر كالمشعل وآخر كالسراج في قوته وضعفه وعلى حسب هذه المقادير تقسم الأنوار يوم القيامة فإن كان هذا النور سلاح العبد في الدنيا لمواجهة الذنوب والأزمات فهو أيضا سبيله يوم القيامة لمجاوزة الصراط المستقيم ..
السؤال : أي درجات النور يستوطن قلبك ..فإذا لم تعجبك الدرجة سارع بشحن الطاقة ببعض من دروس التقوية قبل ان ينطفئ النور.. وان اعجبتك الدرجة..فاطلب من الله الثبات ..

قال تعالى(( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ))
ربنا ..اياك نعبد واياك نستعين
التعديل الأخير تم بواسطة نوراي ; 2005-02-04 الساعة 9:28 PM.


توقيع نوراي
** كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام **

** ربـــــــي رضــــــــاك والجنـّــــــــــة **