["الخنساء"]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالإضافة إلى ما قيل ، ربما يدل خروج الشعر من الفم ، إن كان الرائي لا يعاني من هم او مرض، أنه ينظم الشعر (بكسر الشين) أو ان له اهتمام ومحاولات في كتابة الشعر، واستنبطنا ذلك من اشتقاق كلمة شعر (بكسر الشين) من كلمة شعر (بفتح الشين)، فالشعر كلام رقيق مليء بمشاعر تخرج من الجوف (القلب..الصدر) تماما كمن رأى شعرا يخرج من جوفه. وربما يمكننا معرفة نوع الشعر الذي ينظمه من خلال طبيعة الشعر:

فإن كان الشعر مسترسلا ، فقد يكون الرائي ينظم الشعر المرسل او ما يسمى بالشعر الحر، أي أنه شعر موزون غير مقيد بقافية.

أما إن رأى شعرا بعقد، فقد يدل على شعر يخضع لنظام الأوزان والقافية، (الشعر التقليدي) أي أنه مقيد ومعقود.

والشعر عند العرب قديما كان وسيلة للإفصاح عن معاناة الناس و شكواها إلى السلطة ، فالشعر الجاهلي يعتبر وثيقة تاريخية بما يخصّ أحوال الجزيرة و أحوال العرب الاجتماعية، وكذلك وسيلة للتعبير عن أحاسيس تختلج الصدر من عاطفة وعتاب ومدح ورثاء وشكوى...الخ.

وقد يحمل رسالة استنجاد واستعطاف كما في بيت امرئ القيس:

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل............. بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ

ففي هذا البيت نجد امرئ القيس قد وقف و استوقف و بكى و استبكى. أي أشرك غيره بما يختلج في صدره من مشاعر.

هذا اجتهاد شخصي غير منقول ، لذلك فهو من الخطا اقرب.


ومن رأت أنها تنزع الشعر من جسدها أو تمشطه وتزينه وكانت عازبة، فقد يدلّ على زواجها.. والدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن جابر (إذا قدم أحدكم ليلا فلا يأتين أهله طروقا حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة)، والمغيبة هي التي غاب عنها زوجها وقد ينطبق على غير المتزوجة، فهي بدون زوج.

هذا والله أعلم بالصواب.