الموضوع: حتى لا ننساهم !
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2007-09-21, 8:44 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي حتى لا ننساهم !
حتى لا ننساهم !

يحل شهر رمضان في عامنا هذا والآلام والمصائب في الأمة عديدة منوعة زائدة على رمضان المنصرم ، فثمة المشردون والجَوعَى ، والخائفون والمأسورون.. وغيرهم من المعدِمِين في أقطار شَتَّى من العالم .

فكيف هو موقفنا من هذه الحال ؟.
أولاً : ينبغي أن يستشعر العبدُ نعمَ الله عليه ، فمهما كانت حالُه ففي الناس من هو أقل منه راحةً وأكثر بلاء . وما هو فيه النعمة لا يحصيه ، ولا يستطيع مقابلته شكراً .
ثانياً : إنَّ استشعار المسلم لحال إخوانه يحمله على أن يكون موقفه إيجابياً نحوهم، فيؤدي ما يمكنه أداؤه ، بالدعاء لهم ، وبمدِّ يَدِ العون بما تبرأ به ذمته ، سواءً أكان ذلك مادياً أو معنوياً .
وهذا من حِكَمِ الصيام العديدة : أن يستشعر المسلم أحوال إخوانه على اختلاف أوضاعهم .

وقد سئل بعض السلف : لِمَ شُرع الصيام ؟.
قال : ليذوق الغنيُّ طعمَ الجوع فلا ينسى الجائع .
وهذا شيءٌ من حِكَمِ الصوم وفوائده .
وبمثل هذا يتحقق مبدأ الأخوة بين أهل الإسلام ، والولاء لهم بما يقدرون نحو بعضهم .
ومصداق ذلك قول الله تعالى : (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ))[التوبة:71] .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَثَلُ المؤمِنِينَ في تَوَادِّهِم وتَرَاحُمِهِم ، كَمَثَلِ الجَسَدِ الوَاحِدِ ، إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضوٌ تَدَاعَى له سائرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى
) رواه مسلم [ 12/468].

وإنَّ مما ينبغي أن يعلم أنَّ رمضان موسم للجود والإحسان بكل أنواع الإحسان ، ولنا في سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم خيرُ أُسوَة ، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس ، وكان أجودَ ما يكون في رمضان ، حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن ، فَلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة ) .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " وهذا التشبيه في غاية ما يكون من البلاغة في تشبيه الكرم بالريح المرسلة في عمومها وتواترها وعدم انقضائها " .

قال الإمام النووي رحمه الله: وفي هذا الحديث فوائد منها :

بيان عظم جوده صلى الله عليه وسلم.

ومنها : استحباب إكثار الجود في رمضان.

ومنها : زيادة الجود والخير عند ملاقاة الصالحين ، وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم .
نسأل الله تعالى أن يَهَبَ لنا من لَدُنه رحمةَ ، إنه هو الوهاب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


الكاتب : خالد الشايع.