وقفة
هل الحب مطلب قبل الزواج أم بعد الزواج
سؤال يكثر ترداده و يفرض نفسه بقوة !! بل يفرض حلاً محدداً لدى البعض في كثير من الأحيان , و هو أن لا حياة زوجية سعيدة بلا حب قبل الزواج, وهذه الفرضية بدأت تهبط علينا من خلال الإعلام الذي يملي علينا كيف نعيش الآن , و كيف يجب أن نكون بالمستقبل , رغم أن الإعلام إلا ما قل منه هو معول هدم لكثير من القيم و المبادئ الأخلاقية , و لعلي أحدثكم برأيي بشأن الحب :
إن معاني الحب يجب أن نتعلمها قبل الزواج و نطبقها بعد الزواج , أن حياة الأبناء في بيت تنتشر في المحبة ينشئ الحب في قلوبهم, لذا يجب أن تكون حياة الزوجين مع بعضهما أما أبنائهم هي مدرسة لأبنائهم بكيفية نشر الألفة في حياتهم المستقبلية و في لحظات حياتهم الزوجية, إن مسئولية الأم أن تكون رمزاً جميلاً ينطق بمعنى الحب, بتصرفاتها و تعامله و تفكيرها مع زوجها, و هو برنامج عملي على طول السنين, يجعل المعنى الذي تريد الأم يرسخ في قلوب فتياتها, وكذلك الطرف الآخر و هو الزوج يجب أن يكون رمزاً و دليلاً و مثالاً حياً للتعامل الأمثل في الحياة الزوجية و بث الحب على أفراد أسرته , بل يجب أن نظهر الحب بشكل أقوى عندما تمر علينا أزمات أو تطرأ في حياتنا بعض المشكلات, فهذا سيرسخ مفهوم أن الحب في حياتنا عميق و أن جذوره متأصلة, و ليست كل نسمه تجعل أمره في خطر , ويجب أن يظهر الحب بشكل عملي, و لا يكون عبارة عن شعارات و كلمات فقط تقال في أوقات معينة تفرضها عواطف لحظية, بل هي عمر كامل , مبنية على التعاون, و مدعومة بالتضحية, ومحاطة بالوفاء , من أجل أن ترفرف في أرجاء الحياة السعادة . إن الحياة الرسمية التامة و التي يظهر بها الأزواج بين أبنائهم, يجعل من الصعب أن يتعلموا منهم شيئاً جديداً, بل يبحثون عمن يشبع رغباتهم في هذا الجانب و عندها يكون الخطر عظيم ( و لا يفهم من كلماتي أن المقصود أن نكون انفتاحيين بشكل تاملا) ولكن لا تكن علاقة الأزواج هي علاقة أوامر و تنفيذها, و طلبات وسمع وطاعة , و حياة صامته , و بسمات رسمية , و تحرج عظيم من إبداء الحب بشكل عفوي مقبول .
إذا كنا هكذا وبهذا التكلف بالعلاقة , فكيف سيكون مستقبل أبنائنا الذين ينتظرون أن يتعلموا أشيئا جميلة منا , و كيف تكون حياتهم الزوجية إذ لم يروا من أقرب الناس إليهم تلك المثل العليا, يجب أن تكون تصرفاتنا هي لبنة بناء في حياة فلذات أكبادنا, و أن يكون همنا غرس الأشياء الجميلة في نفوسهم, فهنا دور الأب و الأم , و ليس دورهما فقط بتوفير القوت و تأمين المسكن رغم أن تلك هموم مهمة في دور أرباب الأسر, و لكن يجب أن لا نغفل عن بناء الجانب العاطفي و النفسي الأهم , بعدها سوف يأتي الحب طائعاً بعد الزواج بعدما علمناهم هذه المبادئ طوال حياتهم, و من خلال أحرص الناس عليهم و هم والديهم , و سوف يفهمونه بمعناه الحقيقي بعد أن درسوه في ماضي أيامهم من خلال أحب الناس لهم . أما الحب المبني على الآهات و على الأحلام الوردية, فسرعان ما ينهار لأن الحياة الحقيقية بظروفها الصعبة تطحن كل الأحلام الوردية , فتكون شتاتاً تذروها الرياح , وتدفنها في مقبرة الفشل .
دمتم بحب
وقفة
من لم يكن لديه :
ماضي يذكر
و لا حاضر يشكر
و لا يخطط لمستقبل مشرق
فهو ميت فوق الأرض
حي في أوراق المواليد
ميت في سجل الأحياء
فإن كان الماضي قد انقضى
فالحاضر يشمر عن ساعديه
و المستقبل يغفر للماضي
فمن كان ديدنه التسويف
فكأس الذل مع : سوف
ومن بادر وبدأ : فليكتب اليوم تاريخ ميلاده
فإنما الأعمار بالأعمال
وليست الأعمار بالأيام
فكل من يدب على الأرض تكتب أيامهم
وقليل منهم تذكر أعمالهم
وقفة
الحكيم من الناس هو الذي…
يعمل على تجنب المشكلة قبل أن تقع
وليس من يحل المشكلة إذا وقعت
وقفة
نظرة من امرأة تُسقط أكثر الرجال عظمة
ونظرة من طفل تسقط بفخها أشد النساء قسوة
و قطعة من حلوى يسقط عندها أكثر الأطفال فطنة
ولكل قفل مفتاح
وقفة
عندما يتحرك القلب يتوقف العقل
المرأة تبدي الحب عندما تحتاجه
وتخفيه عندما يحتاجه الرجل..
و أما الرجل فيخفيه في كل الأحوال.
وقفة
تعابير الوجه مرآة القلب,
فهي لوحة تتشكل بما تنبض به الأعماق .
وقفة
أسوء الناس في نظري من يبحث عن مساوئ الناس
وقفة
نظرة الأم عطف
و نظرة الأب حزم
ومن بينهما يصعد الأبناء سلم النجاح, ويتغلبون على مصاعب الحياة
وقفة
المشاكل الزوجية العابرة كالنار, إن بادرنا بعلاجها , فنحن نتجنب قسوة لظاها و نستضيء بنور لهيبها, فمنتهاها أن تمد حياتنا الزوجية بالدفء و النور, وإن أهملناها , فمصير النار أن تتأجج وتستعر , وتأكل الأخضر واليابس في حياتنا .
وقفة
شتاء قاسي, وحديث دافئ
أيام الشتاء في أوربا طويلة ومملة, فمنذ أن يلفظ شهر أغسطس آخر أيامه, فإن كل شي يتغير ويتبدل ويتحول , الأشجار تنفض أوراقها, فتتلقفها الأرض, والسماء تزيح ثوبها الأزرق و تلبس ثوب السحب الداكن, السحب الكثيفة تنذر كل لحظة بأمطار غزيرة, الليل والنهر يتعاقبان وهما يفقدان أهم ما يميزهما, أشعة الشمس وضوء القمر, فيكون الليل والنهار متشابهان لدرجة كبيرة , إلا أن النهار أكثر وضوحاً من الليل, خرجت مع صديقي القطري الذي تعرفت عليه هناك, و كنت متلفعاً بأنواع من الملابس لأتقي شر ذلك البرد, ولا يظهر مني إلا بصيص من عيني أتلمس فيه خطوات أقدامي مخافة أن تزل القدم على أرض تغطيها الثلوج, بيدي يمسك صديقي, وكأننا نستمد الدفء من بعضنا, قال لي : ونحن نسير في الطرقات تعلم يا أخي أني مبتلى بالتدخين, فهززت رأسي بمعنى أنني أعلم ذلك, و لم ينتظر مني جواباً بل تابع حديثه مسترسلاً فقال : وأريد منك مساعدتي على تركه, قلت هل حقاً تريد ذلك , قال : نعم, قلت : نصيحتي لك أن لا تتركه, أحسست أن يد صديقي انسلت من بين أصابعي, وأحسست أن من كان يسير بجانبي قد فُقد . وقفت ثم استدرت بكامل جسمي أنا وأكوام الثياب معي, فنظرت إلى بعد خطوات من الوراء, فوجدت صديقي مندهشاً, ولا يظهر منه إلا البخار الذي ينفثه من شدة الأجواء, قلت له مالك أخي ؟! لماذا توقفت؟! قال : هل أنت تعي ما تقول !!.. قلت : نعم , قال :أمرك غريب يانسيم, قلت تعال يا أخي , جاء وعلامات الدهشة تملأ وجهه , قلت صبرك علي يا أخي, أنت قلت أنك تريد أن تترك التدخين, وأنا أقول لك قرارك خاطئ, فتح عينيه وفمه أكثر من قبل, فقلت دعني أكمل ياصاحبي, أنت لا تريد أن تترك التدخين و أنا أريد أن تقلع عنه نهائياً, لذا أن اتخاذك هذا القرار وأنت في الغربة , وترافق أخاك المريض والذي يزداد كل يوم ألماً و شدة في مرضه أعتبره قرار غير صائب, لأن نفسيتك , و وضعك لن يساعداك في المضي في هذا القرار, ولأن اتخاذ مثل هذا القرار يحتاج إلى نفس مطمئنة مستقرة غير مضطربة متزلزلة تعصف بها أي ريح بسيطة, فهنا أي هزة سوف تجعلك تعود مرة أخرى إلى التدخين, بل سوف تقطع حبل الرجاء نهائياً بالإقلاع عنه, وأخاف عليك أن تعتبر هذه التجربة الفاشلة هي حاجز أمامك في مستقبل أيامك للإقلاع عن هذا الداء العضال, لذا عليك أن تختار وقت أنسب, و تمضي بقوة وثبات بدون أن تؤثر عليك عوامل خارجية , صديقي إن أغلب قراراتنا التي نتخذها بسرعة وتحت وقع مؤثرات معينة, تكون بالغالب نتائجها عكسية, وثمرتها التي نتطلع أن نستطعمها و نتلذذ بحلو مذاقها, تكون مرة بائسة فتنغص علينا الكثير من أمور حياتنا .
أخي إن القرار يحتاج إلى بيئة مناسبة, ومناخ ملائم, ووقت للتطبيق موافق, إن المرء عندما يتخذ قرار وهو في ظرف عصبي, أو تحت مؤثر عاطفي, أو انفعال معين, لن يكون هو القرار المناسب بالتأكيد.
لذا يا أخي, نحتاج أن نستشير بعض صحبنا, أو ممن يتوافق معنا في تفكيره , عند مرورنا بمثل هذه الظروف, أي أننا بمعنى بسيط نستأجر عقله الذي لم يقع تحت تلك المؤثرات لكي يعطينا رأيه , والذي هو بحقيقة الأمر رأينا في حالة استقرارنا, وذلك لتشابهنا في طرق التفكير من قبل وإعجابنا بنمطية اتخاذ القرار .
وقفة
تحت بريق الدرهم و الدينار تتبدل المبادئ في نفوس بعض الرجال
وقفة
ربما نقول لناشئ كلمة لا نحسب لها حساباً, فترقى به إلى أعلى الدرجات , أو قد تهوي به إلى قعر الحياة .
وقفة
قرأت الكثير من المذكرات الشخصية لأناس بارزين, فذكروا أنهم تلقوا كلمات شجعتهم و حفزتهم حتى وصلوا لهذه المكانة , و قرأت لآخرين يقولون لقد سمعنا كلمات في أول أعمارنا, كادت أن تقضي على كل آمالنا , فالنحرص أن ننتقي الكلمات التي تلقى على الصغار فسوف يكبرون يوماً ما و يتذكروا جميل كلامنا , أو قد يتحسروا على حالنا معهم .
وقفة
أختر من الناس من إذا شكوت إليه كان كالماء الزلال
هناك أناس يحملون الصفاء و النقاء و الطهر, فهم كالثلج, فعندما تلقي إليهم بحرارة آلامك , تتحرك مشاعرهم من أجلك , فيذوبون لحرقتك , و يسقونك من عذب مائهم الزلال .
و هناك أناس قاسية قلوبهم , مسودة أفئدتهم كالصخور من الجبال, فعندما تلقي إليهم بحرارة آلامك , ترتطم آهاتك بالصلب من قلوبهم, فتعود إليك أشعتها المحرقة أشد قسوة و ألماً و حرقة, بل تختزنها قلوبهم لتكويك بها عندما تمشي في أرضهم .
وقفة
ليس المهم أن يكون لدينا مبادئ نكافح من أجلها و ننافح في سبيل تحقيقها , لكن الأهم أن تكون المبادئ قيمة تستحق كل ما يبذل من تضحية في سبيلها .
وقفة
نحتاج لنظرة واحدة فقط لنحكم على المرء حكماً جائراً من مظهره , و نحتاج سنوات من الخبرة لنحكم حكماً عدلاً لمخبره .
وقفة
عيناك رسولا قلبك فأرسلهما بما يرضي ربك
وقفة
مواقف تثير في نفسي الحزن,
طفل خائف
و يتيم محروم
و امرأة مظلومة
و أب عاجز
وقفة
إذا كانت آمالنا في الماضي لم تتحقق
و آمالنا التي نعلقها على المستقبل لا نعلم هل بها نلحق
فلماذا لا نشمر عن سواعدنا , و نبذر آمالنا في حاضرنا فهي أخصب أرض تزرع
وقفة
مساء الخير يا أزواج
قال الزوج للزوجة : لم أرى منك خيراً قط و لم تقفي على حاجاتي أبد
فقالت الزوجة و هي منكسرة : أنا لم أقف على حاجاتك , و أنا التي قدمت كل رغباتك على رغباتي, و من أجلك أفنيت حياتي .
وقفه : قد نبذل من أجل من يعز علينا كل غالي ورخيص , و قد نفاجئ في يوم من الأيام أن مابذل لم يشكر و ما قدم لم يذكر, فتذهب أنفسنا حسرات على أعمالنا التي لم تقدر, فهنا وقفة لكل زوج وزوجة لذا أضع هذه القواعد أمام عينيك لعلها تفيدك .
• أن الكمال غاية لا تدرك, و العين في بعض الحالات يجب أن تغمض .
• نضع نصب أنفسنا قاعدة دائمة , إن عمل الطرف الآخر من أجلنا يجب أن يقدر مهما كان بسيطاً .
• و يجب أن نعمل العمل و نقدم قبله النية الخالصة لله فإن قبل و قدر فهو المطلوب و غاية المراد و إن لم يكن فالنية الصالحة تثبت الأجر بإذن الله تعالى
• يجب أن نعمل من أجل بعضنا , و لكن هناك شيء مهم جداً قبل العمل , و هو سؤال يحدد المسار الصحيح , هل عملنا هذا يصب في صالح رغبات الطرف الآخر ؟ بمعنى أدق هل فهمنا و وعينا رغبات بعضنا البعض فقدمناها لبعضنا , قبل أن نفاجأ أن عملنا من أصله لم يكن في رغبات من نحب , لذا لم يقدر ولم يكن مؤثراً كما نحب ,
و حياة سعيد