السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قديما قال الشاعر
أسِربَ القَطا هَل مَن يُعِيرُ جَناحَهُ ........... لَعَلِّي إِلَى مَن قَد هَوِيتُ أَطِيرُ
أتى على بالي هذا البيت بينما كنت أقرأ في كتاب تناول جانب من العلاقات الإنسانية، وبالخصوص الزوجبة، فتحدث عن الجفاء الذي يشوبها جراء الروتين اليومي للحياة ومشاغلها الكثيرة، فيصبح الانسان يعيش حياتين متوازيتين، حياة واقعه اليومي الروتيني التي يفتقر فيها إلى المشاعر التي تغذي روحه وتجعل منه كيانا متوازنا، وحياة متخيّلة محصورة في منطقة لا وعيه يطلق فيها العنان لنفسه لتنسج فيه ما يفتقده في حياة واقعه، باحثا بذلك عن الارتواء العاطفي من متخيله.
هنا رجعت بفكري إلى البيت أعلاه، وتساءلت: ماذا حلّ بذاك الانسان الشاعري الرومنسي الذي كان قلبه ينبض بمشاعر حقيقية غير متخيلة؟ أم تراه زمننا هذا؟ زمن التكنلوجيا الذي يجعل الإنسان يعيش وسط الناس منفردا، مختبأ وراء لاوعيه؟ ماذا كان سيقول ذاك الشاعر لو كان ابن هذا الزمان؟ أتراه كان سيقف ويتأمل الطير وهي تغدو ويسألها أن تعير له أجنحتها؟ أم كان سيقول لها:
أسِربَ القَطا هَل مَن يُعِيرُ جَناحَهُ..................لعلّي ممن حولي قد أطير بعيدا
ما السبب الذي يجعل الانسان عندما يلتقي بشريكه الذي كان يتمناه طويلا، سرعان ما ينصرف عنه وينزوي في ذلك الجفاء الروتيني؟ تماما كالطفل الصغير الذي يحصل على لعبة جديدة، يفرح بها قليلا، ثم سرعان ما يسأم منها وينصرف باحثا عن لهو آخر.
أ هي التكنلوجيا حقا السبب في هذا الجفاء بكلّ مبتكراتها؟ أم المسألة لها علاقة بالأرواح وائتلافها؟ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:، (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف) بمعنى إذا لم يتوافق الزوجين نفسيا حصل الجفاء بينهما وماتت كلّ رومنسية ممكنة ،
ما رأيكم؟ ماذا تعتقدون أنتم؟
أتمنى منكم التجاوب حتى نثري هذا الموضوع بمناقشاتنا، فهذا مجرد طرح للمناقشة، علّنا نستفيد بعضنا من بعض. وجزاكم الله خيرا.