عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2007-09-12, 6:57 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي
مرت دقائق وكأنها ساعات... الصمت يلف المكان... وكأن الجميع يخشى أخذ المبادرة بالكلام.... الأب ينظر إلى زوجته نظرة فيها كثير من اللوم والعتب ، بينما الأم منكسة الرأس تنظر إلى الأرض ، تضع رأسها بين يديها تهزه يمنة ويسرة وكأنها سمعت للتو خبر وفاة عزيز عليها .... بعد ذلك رفعت رأسها ونظرت إلى ابنتها وقالت: سامحينني يا ابنتي لم أكن أعرف أنك تعانين كل هذه المعاناة ، سامحينني ...

-أتذكرين يا أمي كم مرة توسلت إليك ألا تتركينني معه لوحدنا، وانت لم تستمعي إلي... مرات عدة جئت لأخبرك ثم خفت من ذلك نظرا لشدة تعلقك بأخيك، خفت ألا تصدقينني ولذلك تراجعت ...

- سامحينني يا ابنتي كان يجب أن أكون أكثر انتباها ... الآن تذكرت ... يا الله كيف لم انتبه لذلك؟! مرات عدة وجدت آثار كدمات على جسدك... وتلك الكوابيس التي كانت تمنعك من النوم ... وذلك الرعب الذي يظهر على وجهك كلما سمعتني اذكر اسم خالك أمامك ... كل هذا ولم انتبه... سامحينني يا ابنتي ... سامحينني، كان عليّ أن أكون اكثر قربا منك، وأن استمع إليك، وأهتم بمشاكلك، وأناقشك همومك، لقد اخطأت بحقك يا حبيبتي... لا تؤاخذينني

- الآن وماذا ينفع؟ كان يفترض... سأريك كيف سأنتقم من هذا الوحش.

- أبي أرجوك أنا لا أضع اللوم على أحد، المهم الآن أنني ارتحت من هذا الكابوس، المهم ألا أعود لرؤية هذا المجرم من جديد...

-هذا هو المهم، المهم أن نعرف كيف سنداري هذه الفضيحة؟ على كل حال افعلوا ما بدا لكم انا ذاهب، قالها الأخ وتوجه إلى الباب مسرعا خوفا من أن يناديه والده ويمنعه من الخروج .

- ماذا ستفعل هل ستشتكي على أخي وتضعه في السجن؟
هذا ما يهمك... أنت خائفة على أخيك، ولا تهتمين لأمر ابنتك؟

-لماذا تحدثني بهذه اللهجة، ما ذنبي أنا ... لو كنت أشك بتصرفاته ولو للحظة لما سمحت له بدخول عتبة الدار، وهل هناك أخت في العالم تشك بأن شقيقها يعتدي على بناتها... أنا اتسبب بالضرر لابنتي؟ وأجهشت بالبكاء...

-على كل حال المهم الآن ألا يخرج هذا الكلام من إطار هذه الغرفة، مفهوم، غدا صباحا تأخذين الفتاة إلى الطبيبة النسائية لتجري عليها الكشوفات اللازمة... وبعد ذلك نرى ماذا نفعل ؟ وأنت أيضا يا هيام، لا أريد أن يعرف أحد بما اصابك، أنت لا زلت صغيرة يا بنيتي، وهذا الكلام يلحق العار بك ويؤذي مستقبلك، فقد لا يتقدم لك أحد للزواج إذا افتضح أمرك .... تأكدي يا صغيرتي بأن أحدا لن يصدق بانك تعرضت لهذه التحرشات، لذلك ما عليك إلا أن تتكتمي على الأمر ومع الوقت ستنسين الموضوع وكأن شيئا لم يكن... اتفقنا ... قومي الآن يا ابنتي اغسلي وجهك وتعالي لنتناول طعام الغذاء ... هيا ...

قامت الفتاة إلى الحمام لتغسل وجهها وتخاطب نفسها وتقول: هذه هي النتيجة؟! طبيبة نسائية؟! وأنا من يعيد لي ما ذهب من عمري... من يعيد لي راحتي وسعادتي وثقتي بالناس ... من يعيد لي حقي... من يعيد لي حبي للحياة ... من.. من ... حسبنا الله ونعم الوكيل ... حسبنا الله ونعم الوكيل ... واجهشت بالبكاء رافعة يدها إلى السماء تدعو ربها أن ينقذها مما هي فيه، فهو وحده القادر على ذلك...

د. نهى عدنان قاطرجي