
2007-09-09, 1:37 PM
|
فهذه جملة من الأدلة على أنه ينبغي على من راى رؤيا أن لا يقصها إلا على من هو معروف بالعلم والنصح والحكمة في تعبير رؤياه ولذا قال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله في بيان الحكمة في عرض الرؤيا على أهل العلم والنصح قال:
أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعلمه بما يعول عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فإن عرف خيراً قاله وإن جهل أو شك سكت ([1]).
فنصيحتي لمن رأى رؤيا صالحة حسنة إن أراد تعبيرها فعليه أن يتحرى ويبحث عمن فيه هذه الصفات التي جاءت بها نصوص السنة فإن خالف في ذلك فقد ترك السنة وهذا تنبيه أردت أن أنبه عليه وبخاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الرؤى والأحلام.
[1] فتح الباري (12/369).
ثانياً: أما الحلم:
فله ما يخصه من أمور جاءت بها نصوص السنة المباركة تطييباً للنفوس وإذهاباً للأحزان التي قد يصاب بها المرء عند رؤيا حلم يفزعه أو يقلقه.
فمن الأمور التي ينبغي مراعاتها وفعلها لمن رأى حلماً:
أولاً: الاستعاذة من شرها.
والدليل حديث أبي سعيد الخدري السابق وفيه: (وإذا رآى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها...)([1]).
ثانياً : الاستعاذة من الشيطان.
دليل ذلك حديث أبي قتادة وفيه (.. والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم فليتعوذ منه..)([2]).
ثالثاً : أن يبصق عن شماله.
ودليله حديث أبي قتادة (.. وليبصق عن شماله).
رابعاً : الإيقان بأنها لا تضره.
وهذا في غاية الأهمية لارتباطه بجانب مهم وهو جانب الاعتقاد فلا بد أن يعتقد أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم صدق وأنها حقاً لا تضره.
دليل ذلك نفس حديث أبي قتادة وفيه قال صلى الله عليه وسلم (وليبصق عن شماله فإنها لا تضره
خامساً : التحول عن جنبه.
ففي صحيح مسلم عن جابر مرفوعاً (إذا رآى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق على يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)([1]).
سادساً: أن يقوم فيصلي.
دليل ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وفيه قال صلى الله عليه وسلم (... فإن رآى أحدكم ما يكره فليقم فليصل...)([2]).
سابعاً: قراءة آية الكرسي.
دليل ذلك حديث أبي هريرة المشهور والذي فيه تعليم إبليس أبي هريرة لآية إذا قرأها لم يقربه شيطان ثم ذكر هذه الآية فقال صلى الله عليه وسلم (صدقك وهو كذوب).
قال ابن حجر رحمه الله:
ورأيت في بعض الشروح ذكر سابقة وهي قراءة آية الكرسي ولم يذكر لذلك مستنداً فإن كان أخذه من عموم قوله في حديث أبي هريرة (ولا يقربنك شيطان) فيتجه وينبغي أن يقرأها في صلاته المذكورة([3]).
قلت والصواب والله أعلم أن يقرأها عند إرادته أخذ مضجعه لورود ذلك في النص وإن قرأها في صلاته فلا بأس لكنه خلاف الأولى.
|